السوداني عن الدور الأميركي: نحتاج لقوات استشارية وليس قتالية
السوداني: الولايات المتحدة شريك استراتيجي للعراق (Getty)
اعتبر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، أن بلاده مفتاح الحل للمشاكل التي تواجهها المنطقة، مؤكداً البدء بإجراء إصلاحات في القطاع الأمني بعموم مدن البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن السوداني، خلال ندوة أقيمت على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن بدورته الـ 59، أن "العراق لم يعد مشكلة أمنية أو سياسية أو جزءاً من مشاكل مكافحة الإرهاب، بل هو مفتاح "الحل في المنطقة"، وحجر الزاوية لنظام إقليمي مستقر مبني على التعايش والتعاون والشراكات الاقتصادية التي تخدم المنطقة"، وفقاً لقوله.
وأشار السوداني إلى أن حكومته لديها 5 أولويات، أبرزها مكافحة الفقر والفساد والإصلاحات الاقتصادية التي تأخذ حيزاً كبيراً من الجهد لتنويع مصادر الدخل واستثمار الموارد، مضيفاً: "أعمل على وضع إصلاحات للاقتصاد وإصلاحات جذرية للنظام المالي والمصرفي ليتماشى مع النظام العالمي".
ولفت السوداني إلى أن "العراق يعتبر التغيرات المناخية تهديداً وجودياً له، بسبب حرق الغاز المصاحب الذي لم تستثمره الحكومات السابقة، كما نضع مشاكل التصحر وشحّ المياه أولويةً للمعالجة، ونتّجه للطاقة المتجددة كخيار أساسي".
وبين رئيس الوزراء العراقي أن "العراق انتصر على الإرهاب، والقوات الأمنية على درجة عالية من الكفاءة للمحافظة على الأمن"، مستدركاً: "موقفنا واضح وصريح، إننا لا نحتاج لقوات قتالية من التحالف الدولي، لكننا نحتاج الاستشارة والتدريب والتبادل الأمني، ونعمل على تحديد أعداد مستشاري التحالف الدولي في العراق بشكل يحافظ على سيادة بلدنا، وهي رؤية تحظى بقبول شعبي وسياسي".
ولفت رئيس الحكومة العراقية إلى أن "الحكومة أجرت إصلاحات في القطاع الأمني الذي لم يشهد إصلاحاً منذ سنوات، وهو استحقاق مهم"، مبيناً أن "القوى السياسية داعمة لعملية إصلاح المؤسسات الأمنية، وهي إحدى نقاط الاتفاق السياسي لتشكيل الحكومة".
وأوضح السوداني أن "الوضع الأمني في سورية يمثل تحدياً للعراق، بما فيها وجود مخيم الهول والسجون التي تضم عدداً كبيراً من الإرهابيين"، مشيراً إلى أن "مخيم الهول يضم 60 ألف شخص نصفهم عراقيون، والحكومة تقوم بإعادة 150 عائلة عراقية شهرياً، ويتم إدخالها في مخيم الجدعة لتأهيلها أمنياً ونفسياً، ولا سيما أن استمرار وجود العوائل في مخيم الهول يمثل خطراً على المنطقة، ودور المنظمات في دعم العوائل العائدة من مخيم الهول دور خجول".
وذكر رئيس الوزراء أن "العراق سحب عدداً كبيراً من المواطنين في مخيم الهول (...) نأمل أن تقوم دول العالم بالمثل"، مبيناً أنهم "استطاعوا السيطرة على عملية التباين والاختلافات السياسية، والحكومة تسعى لتوفير المساواة بين جميع العراقيين دون تمييز، ومنح الأقليات شعوراً بالاطمئنان".
وقال السوداني: "قطعنا شوطاً مهماً في تذليل العقبات بين بغداد وأربيل، وسننهي هذا العام تشريع قانون النفط والغاز"، مؤكداً "الحاجة لدعم المجتمع الدولي في استرداد المطلوبين من الإرهابيين، وإيقاف التمويل القادم من أوروبا وغيرها".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة شريك استراتيجي للعراق من خلال اتفاقية الإطار، وليست شريكاً أمنياً فقط"، لافتاً إلى أن "إيران جار تربطنا به علاقات تاريخية في مختلف الأصعدة، وإقامة العراق علاقة متوازنة مع أميركا وإيران أمر مقبول وفق قاعدة المصالح الوطنية للعراق".
ولفت المتحدث إلى أن "الفساد زعزع ثقة المجتمع بالنظام السياسي في العراق، وهو يهدد كل برامج وخطط التنمية والإعمار"، مشدداً على "البدء بإصلاح المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الفساد (...) قمنا باسترداد الأموال والمطلوبين، وهو أمر يحدث لأول مرة بعد 2003، وطلبت من مدير الإنتربول المزيد من التعاون في استرداد المطلوبين والأموال، وإن جزءاً من أموال الفساد في العراق يذهب لتمويل الإرهاب منذ 2003".
إغلاق ملف النزوح الداخلي أولوية للحكومة
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "إغلاق ملف النزوح ضمن أولويات الحكومة، وهناك الكثير من النازحين استقروا في إقليم كردستان، وخُصِّصَت مشاريع في موازنة 2023 لإعمار سنجار وسهل نينوى".
وأوضح أن "دور العراق في المنطقة في أن يكون نقطة التقاء، دور ريادي وطبيعي، وليس دوراً متقمصاً، ويمكن للعراق أن يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر المتباينة بين دول المنطقة (...) هناك لجان تعمل على مشاريع اقتصادية تمثل شراكات منتجة بين العراق والأشقاء في المنطقة وباقي العالم، والعراق منفتح على كل الدول في مجال الشراكات الاقتصادية"، مبيناً أن "كبريات الشركات العالمية في كل القطاعات تقوم بعمليات استثمار في العراق، وهناك قانون للاستثمار هو الأفضل في المنطقة، والتشديد على الاستثمار في الغاز الذي سيمدّ سوق الطاقة في العالم".
وكشف السوداني عن أن الحكومة العراقية "تقوم بمراجعة شهرية لبيئة الاستثمار وتحسينها من خلال القرارات والتشريعات في العراق، وعملنا على إشراك القطاع الخاص في المجلس الوزاري الاقتصادي"، مشيراً إلى أن "الروتين إحدى السلبيات المؤشرة على مؤسسات الدولة (...) وضعنا لجنة خاصة في مكتب رئيس الوزراء لإزالته".
لقاءات سعودية إيرانية قريبة بوساطة عراقية
في سياق آخر، أشار السوداني إلى أن "المساعي مستمرة للتقريب بين السعودية وإيران، وسنعاود قريباً اللقاءات التي توقفت بين الطرفين، فضلاً عن العمل على حل مشكلة الاتجاه للتوظيف في القطاع الحكومي حصراً"، لافتاً إلى أن "البرلمان بصدد التصويت على قانون التقاعد الموحد الذي سيمثل إصلاحاً هيكلياً مهماً".
وتابع: "وضعنا 400 مليون دولار في صندوق القروض الصغيرة لتقديمها بشكل ميسّر للشباب"، لافتاً إلى أن "المرأة العراقية كانت جزءاً من ملحمة الصمود ضد داعش، والحكومة تعمل على تفعيل عمل دوائر تمكين المرأة".
وشدد المتحدث على أن "العراق ملتزم الاتفاقيات الدولية الخاصة بدعم المرأة والأسرة، والمرأة تشارك بشكل فعال في الحياة السياسية العراقية من خلال وجود 82 امرأة في البرلمان".