العراق يسجل إصابات جديدة بالحمى النزفية
تصاعد جديد في الإصابات بالحمى النزفية (العربي الجديد)
كشفت وزارة الزراعة العراقية، اليوم الخميس، تسجيل إصابات جديدة بالحمى النزفية في البلاد، ما يشير إلى احتمال انتشار الأمراض في عدد من المحافظات مجدداً. في هذا الإطار، بدأت الوزارة حملة واسعة في محاولة للسيطرة عليه.
ومنذ مطلع العام الماضي، سجلت المحافظات العراقية، ومنها محافظة ذي قار (جنوب) على وجه الخصوص، إصابات بالحمى النزفية. وبلغ عددها حوالي 400 إصابة، بينها نحو 40 حالة وفاة، لتنحسر نهاية العام الماضي.
ويقول مدير عام دائرة البيطرة بوزارة الزراعة ثامر حبيب حمزة الخفاجي "تم رصد إصابات جديدة بالحمى النزفية، بواقع إصابتين في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، وأخرى لرجل صيني الجنسية ناقل للمرض، ظهرت عليه الأعراض وأدخل المستشفى لتلقي العلاج". ويوضح أن دائرته "سارعت إلى اطلاق حملة وطنية كبرى مجانية بدعم من رئاسة الوزراء ووزارة الزراعة لمنع تفشي الحمى النزفية".
ويشير الخفاجي إلى أن "الحملة تضمنت توفير المبيدات وجميع المستلزمات لغرض رش الحظائر والقضاء على القراد الناقل للحمى النزفية نوع هايلوما، الذي يعد مرضاً فيروسياً ينتقل من الحيوان إلى الإنسان"، مشيراً إلى "مشاركة 350 فرقة بيطرية في الحملة انتشرت في جميع المحافظات، عدا إقليم كردستان العراق، فضلاً عن وجود 1000 طبيب بيطري يعملون في الميدان". كما يوضح أن دائرته تتوقع احتمال "تسجيل أمراض كثيرة بسبب الجفاف والتصحر خلال هذا العام، لكن هطول الأمطار قد يخفف من تأثيرها كثيراً، لمساهمتها في القضاء على الحشرات والقراد وتسجيل أعداد إصابات أقل من العام الماضي".
وتُرافق الحملة فرق إرشادية لحث المواطنين على شراء اللحوم من محال بيع اللحوم الرسمية التي يتم فحصها من قبل الأطباء البيطريين، وتكون صالحة للاستهلاك البشري، مع تشديد الرقابة على ظاهرة محال بيع اللحوم العشوائية، والحد من التجاوزات التي تسببت بإصابات كبيرة بنسبة 40 في المائة خلال العام الماضي.
ويرى متابعون أن المجازر العشوائية التي ما زالت منتشرة داخل المدن والمناطق السكنية، هي السبب الرئيسي لتسجيل إصابات مجدداً. ويقول الطبيب البيطري سعد الفتلاوي، لـ "العربي الجديد"، إن "حملة إغلاق المجازر العشوائية التي أطلقتها الحكومة العام الماضي لم تكن بالمستوى المطلوب. ولا تزال منتشرة في قلب العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى"، لافتاً إلى أن "استمرار وجود هذه المجازر يحول دون التخلص من الفيروس".
وحمّل وزارة الزراعة والجهات الداعمة مسؤولية "تنفيذ حملة واسعة لاغلاق المجازر، وملاحقة الباعة الذين يبيعون اللحوم من دون فحصها لدى الجهات الرسمية، أو الذين يعملون على نقلها بين المحافظات"، مؤكداً أن "العلاج لا ينهي المرض من دون أن تتخذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين".
والحمى النزفية الفيروسية هي أمراض مُعدية يمكن أن تتسبب في الإصابة بعلة شديدة تهدد الحياة. ويمكن أن تتسبب في تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، ما يجعلها تسرِّب، ويمكن أن تعوق قدرة الدم على التجلط. وعادةً لا يكون النزيف الداخلي الذي ينتج عن هذه الحالة مهددًا للحياة، لكن الأمراض نفسها يمكن أن تعرِّض الحياة للخطر. وتشمل بعض أنواع الحمّى النزفية الفيروسية ما يلي: حمّى الضنك، حمى الإيبولا، حمى لاسا، حمى ماربورغ، الحمّى الصفراء.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مُخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى. وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العوائل الحيوانية والحَشَرية، وتشمل في الغالب البعوض أو القراد أو القوارض أو الخفافيش.