رئيس الوزراء العراقي يبدأ زيارة إلى أنقرة لعقد سلسلة من المباحثات
تلقى الزيارة دعماً سياسياً واضحاً من القوى الفاعلة في بغداد (Getty)
توجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى العاصمة التركية أنقرة، صباح اليوم الثلاثاء، على رأس وفد وزاري وأمني كبير.
ومن المقرر أن يجري السوداني خلال الزيارة سلسلة من المباحثات مع المسؤولين الأتراك، تتركز على الأمن والمياه بشكل رئيس، وسط دعم سياسي واضح تلقاه السوداني من القوى الفاعلة في بغداد، وهو ما يرفع إمكانية نجاح الزيارة التي تستمر يومين.
وذكر بيان مقتضب للمكتب الحكومي العراقي، أن السوداني "بدأ زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، على رأس وفد حكومي رفيع".
من جانبه، ذكر مقرر البرلمان العراقي، غريب عسكر، في بيان صحافي بالتزامن، أن وفدا رسميا برئاسة رئيس الوزراء بدأ زيارة رسمية إلى تركيا تستغرق يومين لبحث ملفات مهمة تخص العلاقات العراقية والتركية، وتوسع آفاق التعاون الثنائي البناء بين البلدين، ليشمل مختلف المجالات، تحقيقاً لتطلعات الشعبين الجارين في التقدم والازدهار".
وتأتي زيارة السوداني، في وقت تمر به البلاد بموجة جفاف غير مسبوقة، نتيجة تراجع مستويات نهري دجلة والفرات، بسبب سياسات مائية اتبعتها أنقرة وطهران، فيما يتعلق بحصص العراق المائية، إلى جانب ملف أنشطة حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي.
كما تعوّل بغداد على توقيع مذكرات تفاهم بجوانب اقتصادية، أبرزها فتح معبر حدودي ثانٍ بين البلدين، والإعفاء الضريبي.
وأمس الاثنين قال السوداني، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، إن زيارته المقررة إلى تركيا، تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، متحدثاً عن أهمية التوصل إلى تفاهمات مختلفة بين العراق وتركيا.
وأضاف أنه سيجري "التركيز مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات العراقية – التركية في المجالات كافة"، مؤكداً أن "ضبط الحدود سيحتل جانباً من المحادثات، وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا، خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات"، إلى جانب "مشكلة المياه، التي ستحتل حيزاً من المناقشات في أنقرة"، مثمناً "مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق".
مباحثات متعددة
ويرافق رئيس الحكومة العراقية كل من وزراء الخارجية، والموارد المائية، والدفاع، ومستشار الأمن القومي العراقي، إلى جانب مستشارين آخرين، وفقاً لما أكدته مصادر في بغداد، لـ"العربي الجديد"، قالت إنه من المؤمل أن يعقد الجانبان مباحثات متعددة، حول الملف الأمني على وجه التحديد، وأنشطة حزب العمال الكردستاني شمالي العراق.
وبحث السوداني في يناير/ كانون الثاني الماضي، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي الملفات المشتركة بين البلدين، مؤكدين التنسيق لملاحقة الجماعات الإرهابية في الحدود المشتركة، وخطورة وجود مسلحي "العمال الكردستاني" في الأراضي العراقية، بحسب بيان عراقي رسمي.
توافق سياسي على الزيارة
مسؤول عراقي في وزارة الخارجية قال لـ"العربي الجديد"، إن هناك توافقاً سياسياً في بغداد على دعم زيارة السوداني إلى تركيا وما سيبحثه من ملفات.
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "سبب إخفاق زيارة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى تركيا وإنفاذ ما جرى التوصل إليه، هو رفض الكتل السياسية الكبيرة مخرجات الزيارة لحسابات سياسية داخلية تتعلق بحكومة الكاظمي نفسه، أما الآن فيمكن للسوداني المضي بأي تفاهم مع الأتراك مع ضمان تنفيذه".
ورجح أن يكون ملف الأمن والمياه في صدارة المباحثات، وأن تكون هناك تفاهمات فيما يتعلق بحزب العمال، لقاء مساعدة تركيا للعراق بموضوع المياه تحديداً.
وتكمن صعوبة إجراء تفاهمات بين حكومة العراق والحكومة التركية بشأن إنهاء وجود مسلحي "العمال الكردستاني" في العراق بعوامل ميدانية عسكرية عدة؛ أبرزها وجوده بمناطق يصعب وصول القوات العراقية إليها، ضمن المثلث العراقي الإيراني التركي الواقع تحت إدارة إقليم كردستان، إلى جانب دعم يتلقاه مسلحو الحزب من فصائل مسلحة توصف عادة بأنها حليفة لإيران، خاصة في مناطق سنجار غرب نينوى.
وتسبب وجود عناصر الحزب، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية" في الأراضي العراقية، بأضرار أمنية واقتصادية على البلد، وقد شهد إقليم كردستان تراجعاً كبيراً بأعداد السياح، بسبب تلك العناصر، فضلاً عن نزوح آلاف العائلات الكردية التي تضررت جراء تحركات الحزب والضربات التركية.