سقوط مسيّرة في ضواحي إربيل شمالي العراق بعد تحليقها على علو منخفض
هذه المرة الثانية خلال أسبوع التي تسجل بها سلطات الإقليم سقوط طائرة مسيرة (Getty)
قالت مصادر أمنية في إقليم كردستان العراق، اليوم الإثنين، إن طائرة مسيّرة سقطت على مقربة من موقع أمني جنوب غربي إربيل بعد تحليقها في المنطقة على علو منخفض، مؤكدة أن التحقيقات ترجح أن تكون تابعة لجماعة حزب العمال الكردستاني المعارض، والذي يتخذ من مناطق عراقية حدودية معقلا له منذ سنوات عديدة.
ووفقا لعقيد في اللواء 80 بقوات البيشمركة، فإن طائرة مسيرة ثابتة الجناح سقطت في منطقة قوشتبه جنوب غربي أربيل على بعد أقل من كيلو متر واحد من موقع لقوات البيشمركة.
وأكد العقيد، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرة حلقت في المنطقة على علو منخفض، وتحتوي على كاميرا جهاز تحكم وسيطرة وناقل بيانات.
هذه المرة الثانية خلال أسبوع التي تسجل بها سلطات الإقليم سقوط طائرة مسيرة
وهذه المرة الثانية خلال أسبوع التي تسجل بها سلطات الإقليم سقوط طائرة مسيرة، إذ شهد الثلاثاء الماضي، سقوط طائرة مسيرة ملغمة قرب محافظة دهوك وتمكنت السلطات من تفكيكها ونقلها إلى مكان آمن.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية كردية عن مصادر لم تسمها أن الطائرة التي سقطت لا توجد عليها أي علامات تشير إلى الجهة التي تتبع لها، ما يرفع احتمالات كونها تابعة لجماعة حزب العمال الكردستاني.
ومنذ مطلع العام الحالي، سجلت مدن ومناطق عدة في إقليم كردستان شمالي العراق، سقوط 7 طائرات مسيّرة، ثابتة الجناح من بينها خمس كانت ملغومة، أغلبها في محافظة دهوك الحدودية مع تركيا، دون أن تخلف أي خسائر.
لكن حكومة الإقليم أو بغداد لا تُعلق على حوادث سقوط تلك المسيرات التي يظهر من صور بعضها أنها مُصنّعة بشكل بدائي، حيث تظهر أشرطة اللاصق والأسلاك من جوانبها إلى جانب عملية تثبيت القذائف على جسم الطائرة.
وقال الأمين العام السابق لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان جبار الياور، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن "السلطات الأمنية في الإقليم أحصت خلال العام الماضي (2022)، عدد خروقات الطيران المسيّر من خارج العراق، وتبين أنها زادت عن 640 حالة خرق للحدود العراقية، وهذه الطائرات صغيرة وملغومة أغلب الأحيان".
وأكد أن "العناصر والجماعات المعارضة لإيران، تمتلك هي الأخرى طيرانا مسيّرا، وقد قصفت مواقع ومارست أكثر من دور خلال الفترة الماضية".
مشاكل أمنية
أشار عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحاكم في مدينة أربيل، ريبين سلام، إلى صلة تلك الطائرات بمسلحي حزب العمال المتواجد في مناطق من جبال قنديل على المثلث العراقي التركي الإيراني.
وبين سلام لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مشاكل أمنية تقلق الكرد في الإقليم، وتحديداً تلك المرتبطة بحزب العمال والمعارضة الإيرانية والقوات التركية، وجميعها تحول مناطق الإقليم إلى أرض قلقة أمنيا، ونطالب بغداد بالتدخل لحل هذه الأزمات في سبيل منع تطور المشاكل الأمنية بين هذه الأطراف، من دون أن يكون لإقليم كردستان ناقة أو جمل".
وينشط المئات من مسلحي "العمال الكردستاني" منذ سنوات في المناطق المحاذية للحدود العراقية التركية، ويتخذون منها منطلقا لأنشطة مسلحة ضد تركيا، في الوقت الذي تواصل أنقرة دعوتها بغداد لمنع تحول أراضيه منطلقا لأعمال عدائية ضدها، وتدعوه لطرد مسلحي التنظيم.
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "العمال الكردستاني" في عدة مناطق شمالي العراق ضمن إقليم كردستان العراق، تقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
ونجحت تلك العمليات خلال الفترة الماضية في تحييد المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له، وفقا لبيانات متكررة تصدرها وزارة الدفاع التركية، بينما يؤكد مسؤولون أتراك أن العمليات تنطلق من حقها في الدفاع عن أمنها، وتطالب بغداد بمنع تحول الأراضي العراقي إلى مصدر تهديد للجيران.