بيلاروس محطة عبور المهاجرين العرب إلى الحلم الأوروبي
ألقى التقرير الذي أطلقه المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمنظمة الدولية للهجرة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي جاء بعنوان "حالة الهجرة الدولية في المنطقة العربية لعام 2021"، الضوء على البيانات والمعلومات الأساسية المتعلقة بالهجرة في المنطقة العربية، حيث استكشف الاتجاهات والأنماط الحالية للهجرة، وقدم النتائج الرئيسة لكل مجموعة من البلدان، كما عرض آخر التطورات في السياسات المتعلقة بالهجرة في المنطقة، وأشار إلى أنه في ما يتعلق بالهجرة إلى الخارج، هاجر 32.8 مليون شخص أو أجبروا على النزوح من بلدان عربية في عام 2020 حسب التقديرات، بينما مكث 44 في المئة منهم في المنطقة، ويمثل اللاجئون من حيث عددهم مجموعة بارزة، إذ بلغت نسبة اللاجئين القادمين من بلدان عربية 43 في المئة من مجموع اللاجئين المشمولين بولاية مفوضية اللاجئين (8.9 مليون شخص من أصل 20.7 مليون شخص في العالم). وفي وقت استضافت فيه دول عربية حوالى 15 في المئة من المهاجرين واللاجئين، (41.4 مليون مهاجر ولاجئ)، واستضافت 12 دولة من المنطقة 14 في المئة من العمال المهاجرين في العالم.
طرق الهجرة المحفوفة بالمخاطر
وجد استطلاع لشبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة لعام 2019، أن أكثر من نصف السكان، 52 في المئة تقريباً في مختلف الدول العربية، الذين تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة، يرغبون أو يسعون للهجرة والخروج من بلدانهم، وذلك لأسباب عدة أهمها، الأوضاع الاقتصادية وما يتخللها من فساد واضطرابات في تلك البلدان، ووفق الموقع الرسمي للبنك الدولي، فإن العالم العربي يتصدر دول العالم التي تعاني من أزمة البطالة، ويشكل خريجو الجامعات حوالى 30 في المئة من العاطلين عن العمل في المنطقة. وتتصدر ليبيا القائمة بنسبة 48.9 في المئة، تليها موريتانيا بنسبة 46 في المئة، ثم فلسطين بنسبة 42.7 في المئة، أما في مصر فقد زادت نسبة البطالة خلال العقدين الأخيرين بنسبة 12.6 في المئة لتصبح 42 في المئة.
وشكل البحر الأبيض المتوسط لسنوات طويلة، ممراً للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى القارة الأوروبية، و"المقبرة" لعدد كبير منهم أيضاً، وذلك بحسب وصف البابا فرنسيس، الذي قال إن البحر المتوسط "مقبرة باردة من دون الحجارة التذكارية على القبور، هذا الحوض الكبير من المياه، مهد عديد من الحضارات، يبدو الآن مرآة للموت. من فضلكم، لنوقف غرق الحضارة".
ولقي أكثر من 26 ألف شخص مصرعهم أو فقدوا أثناء عبورهم البحر المتوسط، الذي يعد من أكثر طرق الهجرة فتكاً في العالم، وذلك منذ عام 2014 بحسب أرقام المنظمات الأممية، ولكن طريق البحر المتوسط لم يعد الوحيد لهؤلاء نحو الحلم الأوروبي، بعدما ظهر طريق آخر لا يقل خطورة وتهديداً لحياة المهاجرين.
مهاجرون خلف سياج داخل مخيم اللاجئين على بعد حوالى 38 كيلومتراً جنوب العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في أغسطس 2021 (أ ب)
بيلاروس تسهل عبور المهاجرين عبر حدودها
في تحليل أعدته الباحثة إليزابيث براو، الزميلة الزائرة في معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسات العامة (أميركان إنتربرايز)، نشرته مجلة "ديفنس وان"، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ألقى الضوء على "النهج العدواني" الذي يتبعه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الذي فتح مطارات بلاده أمام المهاجرين من الشرق الأوسط، ثم فتح أمامهم حدود بلاده مع دول أوروبا ليغرقها بالمهاجرين، تنفيذاً لتهديد أطلقه من قبل في مايو (أيار) الماضي، نددت ليتوانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي تنديداً صريحاً باختطاف صحافي بيلاروسي معارض، أجبرت مينسك طائرته على الهبوط على أراضيها كي تعتقله، ووصف قادة الاتحاد الأوروبي ما حدث بأنه عملية "اختطاف"، بينما قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه تصرف "صادم"، لذلك فرضت دول غربية عقوبات على نظام لوكاشينكو، وتعهد الأخير بـ"إغراق الاتحاد الأوروبي بالمهاجرين والمخدرات".
وبعد ذلك بفترة وجيزة، بدأ العراقيون وغيرهم بعبور الحدود نحو ليتوانيا بأعداد تقدر بالعشرات، ثم بالمئات والآلاف، ومن ثم تقدموا بطلبات لجوء في دولة البلطيق الصغيرة، وسبق أن دخل 46 مهاجراً دون أوراق رسمية إلى ليتوانيا في عام 2019 قادمين من بيلاروس، ثم بدأ المهاجرون عبور الحدود البيلاروسية مع لاتفيا وبولندا أيضاً، حتى سجل شهر أكتوبر (تشرين الأول) وحده، 15 ألف حالة تسلل عبر الحدود، وحالما يصل المهاجرون المحتملون إلى بيلاروس، تساعدهم الحكومة في السفر إلى حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، وهي خطة أجبرت بواسطتها مينسك الدول الثلاث بالفعل على توجيه موارد ضخمة من أجل ضبط الحدود معها، وكانت السلطات الليتوانية أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انتهاءها من تزويد السياج الحدودي مع بيلاروس، الذي كانت أعلنت البدء ببنائه لمواجهة أزمة تدفقات المهاجرين بوسائل مراقبة، ويمتد السياج على مسافة أكثر من 500 كيلومتر، بطول أربعة أمتار وتعلوه أسلاك شائكة بطول 60 سنتيمتراً، وذلك في إطار مواجهة تدفقات المهاجرين على أراضيها، الخطوة الليتوانية كانت قد أقدمت عليها بولندا للأسباب نفسها، معززةً قوات حرس الحدود بوضعها 10 آلاف جندي على حدودها، وتتهم الحكومة الليتوانية حرس الحدود البيلاروسي بتشجيع عبور المهاجرين إلى أراضيها، فضلاً عن المسؤولية عن عمليات تخريب طالت السياج أثناء إنشائه، وبالفعل، انتشرت مشاهد عدة لمحاولات الهجرة غير الشرعية تلك، بل وتم توثيق تسهيلات بيلاروسية لسفر العرب من سوريا إلى بيلاروس مباشرةً.
وكان لوكاشينكو قد صرح في حوار مع شبكة "بي بي سي"، أنه "من المحتمل جداً" أن تكون قواته ساعدت اللاجئين على العبور إلى بولندا، لكنه نفى أن تكون مينسك قد وجهت الدعوة لهم، وقال، "أعتقد أن هذا محتمل جداً. نحن سلاف، ولدينا قلوب، قواتنا تعلم أن اللاجئين متوجهون إلى ألمانيا"، نافياً أن تكون بلاده وجهت الدعوة للآلاف لخلق أزمة على الحدود، وأضاف "قلت لهم إني لن أحتجز لاجئين على الحدود، فلتبقوا عليهم عند الحدود، وإذا ما واصلوا القدوم، فسأظل على موقفي بعدم منعهم. لأنهم لم يأتوا إلى بلادي، إنهم في طريقهم إلى بلادكم".
تزامناً، كشفت تقارير غربية دور السلطات البيلاروسية في تشجيع المهاجرين على المجيء، وفي بعض الأحيان تزودهم بفؤوس وآلات حادة لقطع الأسلاك الشائكة، التي وضعها الجنود البولنديون لمنع تدفق الحشود البشرية، التي تدفع آلاف الدولارات لمهربين يعدونهم بـ"الأرض الموعودة"، ألمانيا. ومع انتشار الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي بأن بيلاروس فتحت طريقاً للهجرة إلى أوروبا، تضاعف عدد المهاجرين بشكل كبير، بخاصة عبر المهربين الذين ينشرون تغريداتهم عبر مواقع التواصل مفصلين طريق العبور، عبر وعود بنقل المهاجر بسيارات تابعة لهم من بيلاروس إلى بلجيكا أو ألمانيا، وبهذه الطريقة يستدرج آلاف المهاجرين من بلدان الشرق الأوسط وآسيا عبر رحلات جوية منظمة ومكثفة وتسهيلات غير مسبوقة عبر الحصول على التأشيرات أو من دونها لمواطني بعض الدول، وعند وصولهم إلى مينسك يتم تسهيل ذهابهم إلى الحدود للعبور إلى بولندا وليتوانيا ولاتفيا ثم ألمانيا وبلجيكا، وتنتشر على وسائل التواصل عديد من الصفحات والمجموعات التي تروج ببساطة للهجرة غير النظامية عبر مهربي البشر أو وكلاء لهم، مثل الهجرة من بيلاروس إلى أوروبا، تأشيرة بيلاروس وذهاب إلى ألمانيا، غروب بيلاروس بولندا، الهجرة إلى أوروبا، وذلك بحسب تقارير إعلامية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لمَ بيلاروس؟
تقع بيلاروس على تخوم دول الاتحاد الأوروبي، ولا تفصل بينها وبين دول الاتحاد إلا بولندا، ويتشارك البلدان بشريط حدودي يبلغ طوله نحو 271 كيلومتراً، تمتد الحدود البيلاروسية مع خمس دول، ثلاث منها تتبع الاتحاد الأوروبي وهي لاتفيا (170 كيلومتراً) وليتوانيا (639 كيلومتراً) وبولندا (417 كيلومتراً)، إضافة إلى روسيا (1311 كيلومتراً) وأوكرانيا (1110 كيلومترات)، ويتوجه معظم المهاجرين إلى الحدود البولندية باعتبارها منفذاً أسهل إلى ألمانيا كمقصد رئيس، ثم بدرجة أقل ليتوانيا ثم لاتفيا، ووفق الإحصاءات الأولية التي جمعتها الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" (Frontex)، ونشرتها أواخر يناير (كانون الثاني) 2022، كان العدد الإجمالي للعابرين بشكل غير قانوني لحدود الاتحاد الأوروبي في عام 2021 نحو 200 ألف، وهو أعلى رقم يسجل منذ عام 2017، ويمثل زيادة بنسبة 36 في المئة مقارنةً مع عام 2019 وبنسبة 57 في المئة مقارنة مع عام 2020.
وكان أحد عوامل هذه الزيادة الوضع على الحدود مع بيلاروس، واستخدام الهجرة في عملية "مختلطة تستهدف الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي" حسب تقرير فرونتكس، وكان السوريون هم الجنسية الأكثر عبوراً بشكل غير نظامي، يليهم التونسيون والمغاربة ثم الجزائريون (عبر طريق المتوسط) والأفغان، وعلى الحدود البرية الشرقية لبيلاروس تم الكشف عن نحو ثمانية آلاف حالة عبور غير قانونية في عام 2021، بزيادة أكثر من 10 أضعاف مقارنةً مع عام 2020، إذ بلغت الأرقام ذروتها في النصف الثاني من عام 2021، وتركز ضغط الهجرة أولاً على الحدود الليتوانية، وتحول لاحقاً إلى الحدود البولندية اللاتفية بدرجة أقل، ووفقاً لإحصاءات منشورة على موقع الحكومة الليتوانية، عبر من بيلاروس إلى ليتوانيا 4337 مهاجراً غير نظامي حتى الثامن من فبراير (شباط) 2022، ومثّل العراقيون النسبة الكبرى منهم (2858 مهاجراً)، والكونغوليون (203 مهاجرين)، والسوريون (179 مهاجراً)، والأفغان (101 مهاجر) ثم جنسيات أخرى، بينها يمنيون وجزائريون وتونسيون ومغاربة.
وعلى الخط البولندي، سجل حرس الحدود البولندي منذ بداية 2021 حوالى 40 ألف محاولة عبور غير قانوني للحدود مع بيلاروس، وتظهر البيانات أنه كان هناك 1700 محاولة عبور غير قانونية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 مقابل 8900 محاولة في نوفمبر، بينما سجل أكتوبر 17 ألفاً و900 محاولة عبور، وهي الحصيلة الأعلى، مقابل 7700 في سبتمبر (أيلول)، و3500 في أغسطس (آب). وعلى رغم تراجع عدد العابرين في بداية 2022 بفعل عوامل مختلفة، أهمها الشتاء القارس وقيود كورونا، خصوصاً إيقاف الرحلات من بلدان الشرق الأوسط للعراقيين والسوريين واليمنيين، فإنه في شهر يناير 2022 كانت هناك بالفعل أكثر من ألف محاولة عبور غير قانونية من بيلاروس إلى بولندا، معظمهم من العراقيين والسوريين حسب دائرة الحدود البولندية، وخلال عام 2021 سجلت السلطات الألمانية وصول أكثر من 11 ألف مهاجر وطالب لجوء إلى البلاد عبروا بشكل غير نظامي، معظمهم انطلاقاً من بيلاروس عبر بولندا، وشكلت الحدود البولندية الألمانية النقطة الساخنة في مسار هذه الهجرة التي سلكها آلاف العرب.
تقول لاتفيا إنها ليست ملزمة قبول كل من يعبرون بشكل غير قانوني (رويترز)
عالقون ما بين الحدود
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن فتح طريق الهجرة إلى أوروبا عبر بيلاروس دفع بالأشخاص اليائسين للفرار من منطقة تعاني من عدم الاستقرار وارتفاع معدلات البطالة، مثل إقليم كردستان العراق، وورد في التقرير أن مدناً مثل السليمانية تحولت إلى موانئ مغادرة مزدحمة بالمهاجرين الذين يتوقون للقيام برحلة باهظة الثمن ومحفوفة بالمخاطر للحصول على فرصة لحياة أفضل في أوروبا. يقول ملا رواز، وهو وكيل سفريات في السليمانية، إنه يبيع حوالى 100 حزمة أسبوعياً لرحلات إلى مينسك، تشمل تذكرة سفر عبر دولة ثالثة، وخدمات ترانزيت وتأشيرة دخول إلى بيلاروس. ويقول مهاجر كردي عراقي آخر، تقطعت به السبل على الجانب البيلاروسي من الحدود البولندية، إن حراساً بيلاروسيين ساعدوا مجموعته في الوصول إلى الحدود من خلال الإشارة إلى طريق بعيد من المعبر الحدودي الرسمي وفيه فجوة حصلت نتيجة قطع الأسلاك الشائكة. ويضيف "وجهتنا شرطة بيلاروس وساعدتنا في سلك طرق داخل الغابات لإبعادنا من المعبر الحدودي الرسمي". ويؤكد آخرون أن "بعض المهاجرين حاولوا مغادرة الغابة المتجمدة للعودة إلى مينسك، لكن الحراس البيلاروسيين أجبروهم على البقاء وتركوهم عالقين على الحدود"، وفقاً لتقرير الصحيفة الأميركية.
وارتفعت أسعار التأشيرات من حوالى 90 دولاراً إلى 1200 دولار حالياً. وقال معظم المهاجرين إنهم دفعوا حوالى ثلاثة آلاف دولار لـ"باقات" تشمل التأشيرة والسفر والسكن لبضعة أيام، ويترك عديد من المهاجرين آلاف الدولارات مودعة في مكاتب تحويل العملات لإرسالها إلى المهربين الذين يعدون بإيصالهم إلى الحدود، تصل لنحو ثلاثة آلاف دولار، وفي معظم الأحيان لا يفعل أولئك المهربون شيئاً، أكثر من الإشارة إلى الاتجاه الذي يجب أن يسير المهاجر عبره في الغابة الكثيفة، وفي تحقيق لشبكة "بي بي سي" في الثالث من أبريل (نيسان) تحدث المهاجر السوري، عبدالرحمن كيوان، عن معاناته خلال رحلته من بيلاروس إلى أوروبا طلباً للجوء، قائلاً "عندما أتذكر تلك الأيام المظلمة في الغابة، أشعر بصدمة نفسية". فقبل بضعة أشهر فقط، وفي يوم بارد من أيام ديسمبر، كان عبدالرحمن محاطاً بالثلوج الكثيفة وقد انهار من الإرهاق يحدوه أمل ضئيل بالنجاة، كان يسير لأسابيع في الغابات التي تفصل بيلاروس عن لاتفيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، حيث استمر حرس الحدود من كلا الجانبين في دفعه ذهاباً وإياباً بين البلدين الواقعين في أوروبا الشرقية، ومع تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية تتهم دول الاتحاد الأوروبي مينسك وحليفتها روسيا باستخدام المهاجرين كأدوات "للحرب الهجينة". وتعتبر لاتفيا المهاجرين "سلاح حرب" يجب إعادتهم عبر الحدود لأسباب أمنية، وتقول إنها منعت 10524 محاولة من المهاجرين للعبور بشكل غير قانوني من بيلاروس، منذ أغسطس 2021، وقالت وزارة الداخلية في لاتفيا في بيان إن "حماية الحدود الخارجية للاتفيا والاتحاد الأوروبي هو واجبنا الأساسي"، مضيفة أنها ليست ملزمة قبول كل من يعبرون بشكل غير قانوني، نافيةً ارتكاب أي مخالفات أو إساءة معاملة للمهاجرين الممنوعين من دخول البلاد.