العراق: مقاتلات تركية تقصف تحركات لـ"العمال الكردستاني" شماليّ دهوك
تستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "الكردستاني" (Getty)
أفادت مصادر أمنية ومحلية في إقليم كردستان العراق، بأن طائرات حربية ومدفعية تركية قصفت مناطق جبال متين في محافظة دهوك العراقية الحدودية مع تركيا، اليوم الأربعاء.
وللأسبوع الثالث على التوالي، تواصل القوات التركية سلسلة من العمليات العسكرية الانتقائية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في حزب "العمال الكردستاني" المعارض، الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية".
ونقلت وكالات أنباء محلية بإقليم كردستان عن مصادر أمنية وشهود عيان، أنّ "الطائرات والمدفعية التركية قصفت، اليوم الأربعاء، منطقة سگيري بناحية نهيل، قرب مرتفعات جبل متين بقضاء العمادية في دهوك"، مؤكدين أنّ "القصف حصل قبيل الساعة الـ11 صباحاً".
وأشارت المصادر إلى أنّ "تركيا تواصل منذ أسبوع قصف المنطقة، ما خلّف حالة من الخوف والهلع لدى الأهالي"، مبيّنة أنّ "القصف لم يخلف خسائر بشرية، لكنه سبّب أضراراً مادية للطبيعة، خصوصاً الآن في فصل الربيع بالتزامن من نمو النباتات وبعض المزروعات".
من جهته، قال الرائد في قوات البشمركة الكردية، آزاد بختياري، إنّ "القصف التركي يستهدف تحركات عناصر حزب العمال الكردستاني شماليّ العراق، وفي حقيقته ليس قصفاً عشوائياً"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأضرار بمناطق الإقليم تقع تلقائياً نتيجة ذلك القصف، وأن المسؤولية يتحملها أولاً عناصر العمال، ومن ثم الجانب التركي".
وشدد بختياري على "ضرورة أن يُمنع عناصر العمال من التحرك والتنقل في المناطق والقرى الكردية التي تضم عوائل مدنية آمنة، إذ إنّ تلك التحركات سببت أضراراً مادية كبيرة وإصابات أحياناً، فضلاً عن عمليات نزوح لمئات العائلات الكردية".
ومنذ 22 فبراير/ شباط الماضي، واجه "الكردستاني" واحدة من أسوأ فتراته بسبب اختراقات مؤثرة في صفوفه، أدت إلى مقتل عدد من قياداته البارزة، وفقاً لما كشفه مسؤول رفيع في إقليم كردستان العراق لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق.
وكانت طائرات تركية قد نفذت عمليتي اغتيال استهدفتا بير جكو، وخيري خضر، في 27 فبراير/ شباط الماضي، تلتهما عملية مماثلة أدت إلى مقتل شيرزاد قيراني، المسؤول الأمني لمليشيا "وحدات حماية سنجار"، الذراع المحلية لـ"الكردستاني"، تلتها عملية خاصة لجهاز الاستخبارات التركي في السليمانية، أدّت إلى اعتقال رمضان غونش، القيادي في الحزب، المطلوب للقضاء التركي وإعادته إلى تركيا.
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "الكردستاني" في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدّت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.