فتح طريق مطار بغداد الدولي أمام المسافرين لأول مرة منذ 20 عاماً
مدخل مطار بغداد الدولي في 14 مارس 2023 (أحمد الربيعي/فرانس برس)
قررت السلطات العراقية فتح الطريق المؤدي إلى مطار بغداد الدولي أمام المواطنين للسفر أو توديع واستقبال الوافدين، لأول مرة منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، جرّاء المخاوف الأمنية الكثيرة التي رافقت ذلك.
وأعلنت سلطة المطار المدني، أخيراً، أنّ المسافرين سيمكنهم الوصول بسياراتهم إلى مطار بغداد الدولي، بدءاً من يوم غد السبت.
وقال رئيس سلطة المطار المدني عماد الأسدي، في بيان، أول أمس الأربعاء، إنّ "رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وجّه بتسهيل دخول المسافرين إلى مطار بغداد الدولي ابتداءً من تاريخ 29 إبريل/ نيسان (السبت)، بعد إكمال اللجنة المعنية أعمالها".
وأضاف البيان أنه "سيُسمح لعجلات المسافرين الذين يحملون تذاكر السفر بتاريخ يوم الرحلة وللمغادرين فقط بالوصول إلى بوابات المطار مع تدقيق أوراق العجلة وتسجيلها ورخصة سائقها عدا العجلات ذات اللون الأصفر".
وطيلة العقدين الماضيين، ظل المطار محاصراً بمئات عناصر الأمن، من بينهم الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى عناصر المخابرات والاستخبارات والأمن الوطني، وفشلت محاولة فتح المطار عام 2019، بعدما قرر رئيس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي فتح المطار أمام العراقيين، جرّاء اندلاع الاحتجاجات الشعبية في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه.
وزادت التعقيدات الأمنية، حتى وصلت إلى تفتيش المسافر لأكثر من مرتين قبل دخوله صالات المطار وإجراء التعامل الروتيني من تسليم الأغراض والحقائب، بسبب الغارة الأميركية التي قتلت قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، والقيادي في "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، في يناير/ كانون الثاني 2020.
وطيلة الأعوام الماضية، احتكرت حركة نقل المسافرين عبر مطار بغداد الدولي شركات نقل، منها "الود والمميز وتكسي المطار والفهد"، ومعظمها واجهات اقتصادية لأحزاب سياسية وفصائل مسلحة، فهي تعمل على عاملين اثنين، منها التدقيق الأمني والحصول على أجرة النقل من المسافرين، ولطالما انتقد المسافرون هذه الشركات بسبب غلاء أسعار النقل التي تصل أحياناً إلى 50 دولاراً من آخر نقطة يمكن للمسافر الوصول إليها بسيارته وهي ساحة "عباس ابن فرناس" إلى المطار، مع العلم أنها مسافة لا تتجاوز 3 كيلومترات.
في السياق، قالت مصادر قريبة من مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لـ"العربي الجديد"، اليوم الجمعة، إنّ الأخير "يسعى من خلال فتح طريق المطار أمام المواطنين، إلى إنهاء أزمة الوصول إليه، فقد صدرت خلال الأشهر الماضية شكاوى عديدة من تأخر الكثير من المسافرين عن مواعيد سفرهم، بسبب الإجراءات الأمنية والروتينية غير المبررة"، مبيّنة أنّ "الوضع الأمني في بغداد بات أفضل بكثير من السنوات السابقة".
وأضافت المصادر أنّ "السوداني قطع الطريق أمام شركات النقل التي تحتكر نقل المسافرين من ساحة عباس ابن فرناس وإليها"، مؤكدة أنّ "بعض الشركات ستبقى تمارس عملها لنقل المسافرين الذين يريدون استخدام هذه الشركات، وتحديداً من قبل أولئك الذين لا يملكون سيارات خاصة بهم".
من جهته، أشار عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي نايف الشمري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "هناك إجراءات أمنية وإدارية سبقت عملية فتح بوابة مطار بغداد حتى يستطيع المواطن الوصول إلى بوابة صالة الانتظار داخل مبنى المطار بدلاً من الوقوف في ساحة عباس بن فرناس".