بغداد تلغي تظاهرة ضد تركيا حشد لها أنصار "الكردستاني" في السليمانية
من تظاهرة سابقة في السليمانية ضد قصف تركي على مطار في المنطقة (Getty)
كشف مسؤول عراقي كردي في محافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق شمالي البلاد، اليوم الثلاثاء، عن إلغاء تظاهرة كبيرة كان يعتزم القيام بها أنصار حزب العمال الكردستاني، وسط مدينة السليمانية أمس الإثنين، مؤيدة للحزب ومناهضة لتركيا، تجنباً لأي تصعيد مع أنقرة بعد شهر من حظر السلطات التركية الرحلات الجوية من مطار السليمانية الدولي وإليه، رداً على أنشطة "العمال الكردستاني" فيها.
وأبلغ مسؤول أمني في مدينة السليمانية التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني، "العربي الجديد"، بأنّ "المئات من أنصار حزب العمال الكردستاني توجهوا من مناطق رانيا وحلبجة وجمجمال لإقامة تجمع احتجاجي كبير في حديقة "بارك آزادي" وسط مدينة السليمانية، مناهضاً لتركيا ودعماً لحزب العمال، وللسياسي التركي الكردي المعارض، صلاح الدين دميرتاش، وذلك ضمن التحشيد في الحملة الانتخابية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأضاف المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ "توجيهاً صدر عن بغداد إلى قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، فضلاً عن إدارة محافظة السليمانية إلى الأجهزة الأمنية كافة بمنع إقامة هذه الفعالية، حيث يخشى الاتحاد الوطني الكردستاني المزيد من التوتر بينه وبين السلطات التركية، خاصةً في ظل الحديث عن وجود مفاوضات تهدف لرفع حظر الطيران التركي المفروض على مدينة السليمانية".
وكان موقع "باس نيوز"، الكردي المقرّب من حكومة إقليم كردستان، قد نشر معلومات تفيد بأنّ حزب العمال الكردستاني أبلغ تنظيماته في مناطق كرميان وحلبجة ورانيا، وهي مناطق تابعة لمحافظة السليمانية بإقليم كردستان، بالتوجه إلى مدينة السليمانية لتنظيم أكبر تجمع، الهدف الحقيقي منه هو إبراز نفوذ "العمال الكردستاني" في السليمانية، وتحدي كل محاولة للحد من نشاطاته وفعالياته، رغم الاستياء الشعبي في المدينة.
وأعلنت إدارة مطار أربيل الدولي في إقليم كردستان عن منع نائب تركي معارض من الدخول إلى الأراضي العراقية، بناءً على طلبٍ من الحكومة العراقية.
وقالت إدارة المطار، في بيان، إنه "بناءً على طلبِ الأجهزة الأمنية العراقية، صدر حظر السفر على شخصٍ يدعى حسن أوزغونيش ويحمل جواز سفر تركياً في جميع المطارات والمنافذ الحدودية العراقية".
وأضاف بيان إدارة المطار أنه "لهذا وعند وصول الشخص المذكور إلى مطار أربيل تم التعامل معه بكل احترام وإعادته إلى بلاده".
من جهته، أكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي، أنّ "قرار إلغاء التجمع الذي كانت تنوي الأحزاب التركية الكردية المعارضة إقامته في السليمانية، صدر عن وزارة الداخلية في حكومة إقليم كردستان وجهاز الأمن الوطني العراقي".
وبيّن سورجي، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ حزبه "يؤمن بالديمقراطية، والتجمع الذي كان من المفترض إقامته في السليمانية، هو لأنصار حزب معارض للرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأوضح أنّ "الاتحاد الوطني الكردستاني لا يتعامل مع حزب العمال الكردستاني إطلاقاً، كونه حزباً محظوراً، ولكن الأحزاب التركية الكردية الأخرى المعارضة نتعامل معها كأحزاب صديقة ولنا علاقات معها، لكن قضية السماح بالتظاهر وإقامة التجمعات تعود لحكومة إقليم كردستان، والحكومة العراقية، ونحن نؤكد دوماً إقامة أفضل العلاقات مع أنقرة، ولا نريد التوتر معها أبداً"، وفقاً لقوله.
واستكمل حديثه بالقول إنه "يوم أمس توجهت مجموعة من نواب حزب كردي تركي معارض لا علاقة له بحزب العمال الكردستاني إلى مطار أربيل، ولكن السلطات الأمنية منعتهم، على الفور وأعادتهم إلى بلادهم، بعد صدور توجيهات من جهاز الأمن الوطني العراقي، بمنع دخولهم إلى أراضي إقليم كردستان، حيث كانوا يريدون التوجه إلى السليمانية، والمشاركة بالتجمع الكبير".
وفرضت السلطات التركية حظراً على مطار السليمانية، وذلك بسبب اتهام المدينة بإيواء عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة والمصنف لديها "منظمة إرهابية".
انزعاج الأهالي
وأبدى الناشط السياسي كوران كمال، انزعاج أهالي السليمانية من استمرار تقديم التسهيلات إلى حزب العمال الكردستاني والفصائل الموالية له، للعمل وإقامة النشاطات المختلفة في السليمانية.
وأوضح كمال، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "السليمانية غير معنية بالانتخابات البرلمانية التركية، وهي مدينة صغيرة، تعاني من نقصٍ في الخدمات وسوء الأوضاع الاقتصادية، وكل هم سكانها، هو توفير الحياة الكريمة لعوائلهم".
وأشار إلى أنّ "الإصرار على إقامة هذه الفعاليات هدفه فرض المزيد من الحصار على السليمانية وخلق المشاكل للمدينة، ولهذا على السلطات الأمنية في إقليم كردستان والأجهزة الأمنية العراقية منع إقامة هذه النشاطات وملاحقة من يحاول العبث بأمن المدينة"، بحسب قوله.