السوداني يعلن عن خطة لعراق خالٍ من المخدرات
في خلال عملية سابقة لإتلاف مخدّرات في العراق (صباح عرار/ فرانس برس)
أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، خطة لجعل العراق خالياً من المخدّرات، فيما أكد أنّ التعامل مع الملفّ يأتي انطلاقاً من أنّه تهديد أمني إرهابي.
وفي السنوات الأخيرة، توسّعت تجارة المخدّرات، وكذلك تعاطيها، في العراق الذي صار ممرّاً لها في اتّجاه عدد من البلدان العربية، في ظلّ عدم ضبط الحدود مع إيران وسورية.
ونفّذت القوات العراقية، في الأشهر الماضية، حملات واسعة ومتلاحقة ضدّ عصابات المخدّرات وتجارها، أدّت إلى اعتقال عشرات من هؤلاء إلى جانب أعداد من متعاطيها. كذلك، أسهمت في محاصرة شبكات استيراد المخدّرات بصورة كبيرة.
وقال السوداني، في كلمة له ألقاها في إطار مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة المخدّرات، إنّ "قضية المخدّرات باتت تهدّد المجتمعات، وخطرها يهدّد كيانات الدول"، مشيراً إلى مواجهة "حرب معقّدة، يتسلل فيها العدو ليفتك بأبنائنا ويدمّر أسرنا ويفكك نسيجنا الاجتماعي. وحربنا مع المخدرات لا تقلّ ضراوة وخطورة عن حربنا التي انتصرنا فيها ضدّ الإرهاب".
وتحدّث السوداني عن "تسلّح مجتمعنا بالقيم الأصيلة"، وتبنّيه "رفض هذه السموم التي تخرّب الحاضر والمستقبل، وهذا موقف نفتخر به كعراقيين". وشدّد على أنّه "لم ولن نتساهل في مواجهة المخدّرات، لا على المستوى القانوني، ولا على المستوى الاجتماعي، وقواتنا الأمنية تتعامل مع الاتّجار بالمخدّرات ونقلها وكلّ من له يد بها، على أنّه تهديد أمني وإرهابي".
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى "إنشاء مصحّات خاصة لعلاج ضحايا الإدمان والمخدّرات"، شارحاً أنّها تشتمل على دعم صحي على الصعيدَين الجسدي والنفسي، وكذلك على دعم اجتماعي لهؤلاء. ويأتي ذلك إلى جانب "الهيئة الوطنية العليا لشؤون المخدّرات والمؤثّرات العقلية، ومديرية شؤون المخدّرات في وزارة الداخلية، بالتعاون مع وزارتَي العمل والصحة".
وتابع السوداني قائلاً إنّ "العاصمة العراقية بغداد تحتضن أشقاءها العرب لتوحيد الجهود في مواجهة جائحة المخدّرات والبحث في الإحصاءات والمعلومات المتوافرة عنها، ونحن كرّسنا الجهود في ظلّ استراتيجية وطنية لمكافحة المخدّرات للسنوات (من 2023 إلى 2025)، ضمن خطّة موسّعة نحو عراقٍ خالٍ من المخدّرات".
وشدّد السوداني، في كلمته نفسها، على أنّه "لن ندّخر جهداً لمحاربة المخدّرات، سواء على المستوى التشريعي أو الميداني، أو (لجهة) تهيئة الكوادر والعناصر المدرّبة والمحترفة للتصدّي لها، خصوصاً أنّ الإرهاب يستند في ركن من تمويله إلى المخدّرات، وتداولها يزدهر في ظلّ الإرهاب، والمخدرات والإرهاب"، بالتالي هذان "وجهان لجريمة واحدة. ولهذا نحن نواجه المخدّرات على المستوى الداخلي، مع ضرورة التعاون الدولي والإقليمي عبر تبادل المعلومات والتنسيق لكشف شبكاتها".
وانطلق في العاصمة العراقية بغداد، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي الأوّل لمكافحة المخدّرات بمشاركة السعودية ومصر وسورية وإيران ولبنان والأردن والكويت وتركيا، إلى جانب العراق، البلد المضيف. كذلك، يشارك في هذا المؤتمر الذي ينهي أعماله وفعالياته غداً الأربعاء، مجلس وزراء داخلية العرب، والمكتب العربي لشؤون المخدّرات والجريمة، وجامعة نايف للعلوم الأمنية والعسكرية (في السعودية)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدّرات والجريمة.