العراق: اعتقال 9 آلاف تاجر وناقل للمخدرات منذ بداية العام
اتساع كبير في تجارة المخدرات وتعاطيها بالبلاد (عصام السوداني/فرانس برس)
أعلنت السلطات الأمنية العراقية، اليوم الأربعاء، اعتقال نحو 9 آلاف تاجر وناقل للمخدرات في عموم مدن البلاد، ومصادرة قرابة 10 ملايين حبة كبتاغون، إلى جانب أكثر من 400 كيلو غرام من المخدرات، منذ مطلع العام الحالي، مؤكدة أن عمليات الحرب على تجارة وترويج المخدرات متواصلة.
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن خطة لـ"عراق خالٍ من المخدرات"، معتبرا أنه "سيتم التعامل مع الملف على أنه تهديد إرهابي"، وذلك بعد اتساع كبير في تجارة وتعاطي المخدرات بالبلاد، رفعت معها معدلات الجريمة المنظمة إلى مستويات قياسية.
وذكر بيان لدائرة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، اليوم الأربعاء، أنه جرى ضبط أكثر من 400 كلغ من المواد المخدرة، واعتقال نحو 9 آلاف من المتاجرين بها ومتعاطيها منذ مطلع العام الحالي ولغاية مطلع شهر مايو/ أيار من العام الحالي.
وقال البيان إن قوات الأمن نفذت منذ مطلع العام الحالي ولغاية فاتح مايو/ أيار الجاري عمليات أمنية نوعية في بغداد والمحافظات الأخرى بموجب قرارات قضائية، أسفرت عن إلقاء القبض على 8676 متهماً بتجارة ونقل وتعاطي المخدرات، وتم تجريم 4494 مداناً منهم من قبل المحاكم المختصة، كما تم ضبط 406,783 كيلو غرامات من المخدرات بمختلف الأنواع، إلى جانب ضبط، 9 ملايين و275 ألف حبة مخدرة من حبوب الكبتاغون، مع 456 قطعة سلاح ناري، و118 قنبلة، و808 سيارات تابعة لعصابات وشبكات المخدرات"، مؤكدا وجود 4182 متهما بجرائم المخدرات قيد التحقيق.
واتسعت في السنوات الأخيرة تجارة المخدرات ونعاطيها في العراق، الذي أصبح ممراً لها من إيران باتجاه عدد من الدول العربية، في ظل عدم ضبط الحدود، كما أصبح العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية.
وفي الأشهر الماضية، نفذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار المخدرات ومتعاطيها. كذلك، أسهمت في محاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.
العقيد محسن اللامي من مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية ببغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة تتحرك باتجاه إنشاء جهاز مختص لمكافحة المخدرات، شبيه بجهاز مكافحة الإرهاب".
وأضاف اللامي أن "القوات الأمنية تحقق نجاحاً مهماً على صعيد تفكيك شبكات وعصابات التهريب، لكن من المبكر جدا الحديث عن تراجع تجارتها بسبب حجم التحدي الكبير من جهة الحدود مع سورية وإيران اللتين تعتبران منفذي المخدرات الرئيسين للعراق برا عبر الحدود".
ولفت إلى أن "العراق دولة غير منتجة لأي نوع من أنواع المخدرات أو التأثيرات العقلية، وما يصل من خلال العصابات المختصة بالمخدرات يأتي عبر الدولتين المجاورتين".
وتحدث عن أن "غالبية جرائم القتل والسرقة والسطو الاعتداء بمختلف أنواعه تتم من خلال متعاطين للمخدرات، وهو ما يمكن اعتباره تهديداً أمنياً لا يقل عن التهديد الذي شكله تنظيم داعش بالسابق".
والشهر الماضي، أكدت وزارة الداخلية العراقية بدء فحص عناصرها للتأكد من عدم تعاطيهم المخدرات، ضمن حملة من المقرر أن تشمل وزارات أخرى، بناء على توجيهات حكومية.
وفي السنوات التي أعقبت الاحتلال الأميركي عام 2003، صار العراق من بين البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، والتي تُهرَّب عبر الحدود من إيران، وأخيراً سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضد عصابات وتجار المخدرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجار ومتعاطي المخدرات. كذلك، أسهمت بمحاصرة شبكات توريد المخدرات بشكل كبير.