شباب العراق يواجهون تونس بمونديال الشباب: مختصون يكشفون سر حسم القمة
منتخب العراق خسر برباعية أمام أوروغواي (العربي الجديد/ Getty)
تعرض منتخب العراق لكرة القدم لخسارة قاسية أمام نظيره الأوروغوياني برباعية دون رد، في مستهل مشواره في بطولة كأس العالم للشباب 2023، المقامة حاليا في الأرجنتين.
وستُحاول تشكيلة المدرب عماد محمد التعويض، حين تواجه منتخب تونس، الخميس، في الجولة الثانية للمجموعة الخامسة، في الوقت الذي خسر فيه "نسور قرطاج" مباراتهم الأولى بهدف دون رد، أمام المنتخب الإنكليزي.
"العامل النفسي" للتعويض أمام تونس
أكد حسن أحمد، مدرب منتخب شباب العراق السابق، وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أن خسارة أي منتخب في هذه الفئة السنية أمر وارد، كون اللاعبين في هذه الأعمار من الممكن أن يتأثروا بعوامل مختلفة، وأضاف في تصريحه: "منتخب العراق خسر أمام الأفضل في المجموعة حسب رأيي، كوني تابعت مواجهتَي الجولة الأولى".
وأردف قائلاً: "منتخب أوروغواي لجأ إلى الضغط العالي في الأمام الذي حجّم قدرات العراق وحرم كتيبة عماد محمد من التحضير الجيد. شباب العراق اعتمدوا على البناء من الخلف، لكنه فوجئ في أول لقاء بكأس العالم. إضافة إلى أننا عانينا من ضعف الملازمة الفردية في الحالات الثابتة، كلها أخطاء واردة من الممكن أن تحدث مع أي فريق".
وحول لقاء تونس، أضاف أحمد: "من الممكن أن يعود الفريق في المواجهتين القادمتين، منتخب العراق قادر على تجاوز عقبة تونس، لكن من الضروري أن يبدأ تحفيز العامل النفسي، وأن يكون الجهاز الفني قد حلل أداء المنافس وعرف نقاط القوة والضعف فيه".
صناعة التوازن بين الدفاع والهجوم
من جهته، قال حسن كمال نجم الكرة العراقية، والمدرب السابق لمنتخب أشبال العراق، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه في كل بطولة كانت دولية أو محلية تكون الأخطاء واردة في المباريات الأولى بسبب تغير الأجواء، خصوصا في ظل مباراة كبيرة وعلى مستوى عالٍ في بطولة كنهائيات كأس العالم.
وأضاف في تصريحاته قائلاً: "الضغط النفسي يكون تأثيره كبيراً، منتخب العراق كان جيداً بجميع أوقات المباراة من ناحية الاستحواذ ونقل الكرة من الخلف إلى منتصف الملعب، الخلل كان بالثلث الهجومي دائماً، من حيث فقدان الكرة وغياب الزيادة العددية والاستعجال مع عدم تفعيل الأطراف، وغياب التوازن ما بين لاعبي الوسط والدفاع وفراغات وضعف بالملازمة داخل منطقة الجزاء. الأهداف التي سجلت أغلبها بالرأس إذاً هناك خلل ولم يعالج بوقته، ليستغل المنافس تلك الثغرة ويسجل منها الأهداف".
وأضاف كمال قائلاً: "اللعب المفتوح ليس مع كل الفرق، هناك فوارق ويجب احترام الخصم واللعب على قدر قابلية الأدوات المتوفرة. كان الأجدر اللعب بطريقة غلق المساحات أثناء الدفاع، ومن بعدها يكون اللعب إما بالكرات المرتدة أو الاستحواذ أو اللعب بكلتا الطريقتين".
وحول مواجهة تونس، ختم حديثه بالقول: "في المباراة القادمة، يجب أن تكون هناك معلومات كافية عن المنتخب التونسي، وفق تلك المعلومات توضع طريقة اللعب ويتم اختيار الأدوات مع ضرورة تقليل الأخطاء، خصوصاً داخل منطقة الدفاع، وأيضاً عدم فقدان الكرة بسرعة بالثلث الهجومي، وتفعيل الأطراف والتنوع بالهجمات مع التركيز على عملية التوازن".
عدم قراءة المنافس
أكد عادل نعمة، الدولي العراقي السابق، ومدرب نادي الحدود الحالي، أن الخسارة في بداية المشوار مع لاعبي منتخب الشباب واردة، خصوصا أن العامل النفسي مهم في مثل هذه الفئة السنية.
وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن سبب الخسارة هو عدم القراءة الجدية للمنافس بطريقة صحيحة. فريق أوروغواي يملك لاعبين طوال القامة ويعتمد على الكرات العرضية والثابتة والانتقال السريع".
وحول لقاء تونس، قال نعمة: "ما نحتاجه في لقاء تونس هو البناء النفسي الذي أراه موازياً للعامل الخططي والبدني والتكتيكي، وهو جزء مهم جدا في هذه المرحلة. يحتاج الجهاز الفني لتحليل منتخب تونس، مع تعزيز الثقة باللاعبين وبناء طريقة اللعب التي تتناسب مع ما نملكه من أدوات".
وختم حديثه قائلاً: "أنصح الجميع، من لاعبين وكادر فني وإداري، بضرورة الابتعاد عن مواقع تواصل الاجتماعي، لأني أعتقد أنها أخذت جزءا كبيرا من تفكير اللاعبين والجهاز الفني. يجب أن يكون التركيز فقط على المنتخب والبطولة من أجل حسم المباريات القادمة".
استغلال ضعف دفاع تونس
من جهته، وصف حمزة داود، المدرب السابق لفريق الصناعة ومصافي الوسط في الدوري العراقي، الخسارة أمام أوروغواي بالمؤلمة، "لكنها كانت بسبب لاعبي منتخب العراق"، على حد تعبيره.
وأضاف داود، في تصريحه لـ"العربي الجديد": "لاعبو العراق دخلوا المباراة دون قراءة مسبقة للمنافس. لاعبو الخط الدفاعي وحارس المرمى ارتكبوا أخطاء بدائية لا يفترض أن تقع في معترك عالمي. خطوط متباعدة، دفاع مهزوز بالأخص من جانب آلاي فاضل، الظهير الأيمن، والذي كان السبب الرئيسي في دخول الهدفين الأول والثاني، ناهيك بضياع الوسط والهجوم المفقود".
وحول لقاء تونس في الجولة الثاني، أضاف: "الفريق التونسي لديه لاعبون ممتازون، لكنهم لم ينسجموا بشكل كبير وهذا واضح جداً من مباراة إنكلترا، بالإضافة إلى أنهم ضعفاء في جوانب الدفاع، هنا علينا استغلال هذا الجانب وتفعيل دور علي جاسم ويوسف الأمين والزج بعبد القادر أيوب منذ البداية".
وختم حديثه قائلاً: "الشيء المهم هو التركيز بالإبقاء على رباعي الخط الدفاعي في نصف الساعة الأول من اللقاء والتقليل من صعودهم غير المدروس، لكي لا نتفاجأ بهدف قد يكلفنا الخروج مبكراً".