الحمّى النزفية في العراق: وفاة جديدة وإصابات في كركوك
لم توقف حملات وزارة الصحة العراقية انتشار الحمّى النزفية (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
سجلت السلطات الصحية في محافظة كركوك، شماليّ العراق، وفاة جديدة، وإصابات عدة بالحمّى النزفية، ما يشير إلى توسّع مخاطر المرض في المحافظات.
ومنذ مطلع العام الماضي، سجلت المحافظات العراقية مئات الإصابات بمرض الحمّى النزفية، الذي ينتقل من المواشي إلى الإنسان ويهدد حياته. وسبّب هذا المرض وفاة 40 شخصاُ، ثم انحسر في شكل شبه نهائي في الأشهر الأخيرة من العام، قبل أن يظهر مجدداً هذا العام، ويؤدي إلى 20 وفاة وعشرات الإصابات.
ويقول المسؤول في مديرية صحة كركوك، زياد الجبوري، لـ"العربي الجديد": "أحصينا إصابة 3 أشخاص بالحمى النزفية في المحافظة، تماثل أحدهم للشفاء التام، فيما يتواصل علاج الثاني، وتوفي الثالث. ودائرة الصحة في المحافظة تعمل مع الجهات المختصة لكشف الحالات وبذل كل الجهود الممكنة لعلاجها، وصولاً إلى شفائها بالكامل".
وسبق أن طمأنت دائرة الصحة في محافظة كركوك، في بيان أصدرته، المواطنين إلى أن "الأمور تحت السيطرة، ولا داعي للقلق"، وشددت على ضرورة اتخاذ تدابير الوقاية اللازمة، وتجنّب شراء اللحوم من أماكن غير مرخصة، ودعت إلى "تكثيف التعاون مع مسؤولي البلدية والقائمقامية والبيطريين لمتابعة الذبح العشوائي والجزارين غير المرخصين"، مؤكدة تنفيذها حملات لرش مبيدات وتنظيف المواشي، والحفاظ على النظافة العامة بالتنسيق مع المستشفى البيطري.
والأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الصحة أن عدد الإصابات بالحمى النزفية بلغ 139 منذ بداية العام الحالي، وأدت إلى حصول 20 وفاة، أغلبها في المحافظات الجنوبية.
وحمّل الطبيب البيطري هشام المحمدي وزارتي الزراعة والصحة مسؤولية انتشار المرض، وأكد، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "إجراءات الوقاية الضعيفة زادت انتشار المرض في محافظات أخرى"، مشدداً على "أهمية فرض عقوبات على الذبح العشوائي غير المرخص، وتجنب نقل المواشي بين المحافظات أو استيرادها من بلدان مجاورة من دون إخضاعها لفحوص. وكل هذه الإجراءات في صلب عمل الجهات المسؤولة، ويسبب التقصير في تنفيذها وفيات وإصابات بين مربي المواشي والمواطنين، لذا ندعو إلى تشكيل لجان خاصة لتنفيذ عمليات تفتيش ورقابة، تمهيداً لفرض عقوبات صارمة على المخالفين".
والعام الماضي، أطلقت الحكومة حملات لإغلاق المجازر العشوائية، لكن مراقبين أكدوا أنها لم تكن كافية للقضاء على الفيروس.
وترافقت هذه الحملات مع مطالبة المواطنين بشراء اللحوم من محلات رسمية تخضع لفحوص بيطرية، وتصنّف بأنها صالحة للاستهلاك البشري، علماً أن التجاوزات في عمليات البيع غير الخاضع لرقابة مناسبة سبّبت 40 في المائة من الإصابات العام الماضي.
وتنتشر الحمّى النزفية الفيروسية من خلال مخالطة حيوانات أو حشرات مصابة بالعدوى، وبينها البعوض، والقراد والقوارض والخفافيش.