ثقافة المرور
في كل ميادين وحقول الحياة، تحصل تغييرات وتحديثات تقنية ومهنية جديدة، لاغراض التطور ومواكبة العصر والعالم، وقطاع المرور لدينا، بحاجة إلى إعادة النظر بالأداء “الاستثنائي” الحالي الذي فرضته الظروف الأمنية القلقة، ولكن الآن نحن في مرحلة جديدة مختلفة عما سبق، علينا الذهاب إلى الأسس والقواعد مع الاحتفاظ بهامش الاستثناء بحسب الظرف، علينا أيضا البحث عن البدائل وعما هو ارقى من أنظمة وقواعد دولية معتمدة، إلى التقنيات الحديثة التي تسهم في الثقافة المرورية المتحضرة، وتخفيف العبء والمتاعب عن الكثير من رجال المهنة، تحت مختلف الظروف وتقلباتها والتي يفقدون صحتهم فيها، جراء هذه المتاعب، مع إطلاق حملة عامة في البلاد لمساهمة جميع قطاعات الدولة فيها دون استثناء، لأن هذه مهمة كبيرة لن تقتصر على المرور فقط.، ولا ندري لماذا تبقى أيادي المرور مرفوعة في حركة دائمة من الصباح حتى الليل، والاستغناء عن نظام الاشارة الضوئية، رغم ان مصابيحها تشتغل على مدار الساعة؟، وهل أن ميزانية المرور غير كافية لتأمين صبغ خطوط العبور لتعويد المواطن وقائد المركبة على ثقافة نظام العبور واسلوب التعامل مع الاشارة الضوئية دون تجاوزات؟.
وهل أن نظام المرور غير مهيأ الآن لزرع الكاميرات في الشوارع والساحات، وبناء غرف سيطرة مركزية تعمل بانظمة الكترونية حديثة، لكشف المخالفات والتجاوزات والحد من أساليب الانفلات والطيش السلوكي في السياقة.؟
وماذا عن ازياء رجل المرور التي نراها احيانا لا تخضع للرقابة؟، واين الأدوات الحرفية والإكسسوارات التي يستخدمها؟
واين التصميم الفني الحضاري لمظلات المرور، وسيارات المرور؟
واين التنسيق بين دوائر المرور وبقية المؤسسات المعنية بالحد من ظاهرة البيع الجوال بالتجاوزات على الأرصفة والشوارع؟
لدرجة أحيانا لم يجد رجل المرور مكانا مخصصا له، كي يقف فيه لأداء عمله بهيبة رجل دولة، والأهم من ذلك اين الفضاءات المخصصة لمراجعة معاملات المرور تحت أشعة الشمس وبأسلوب بائس جدا؟ وخالٍ من الخدمة، وهل أن نظام المرور، ليس بحاجة إلى ارسال النخب من رجالات المرور ممن هم برتب عالية بدورات تطويرية بتقنيات حديثة إلى إحدى الدول، ذات الانظمة المتطورة في هذا المجال ونقل تجربة حديثة بنظام مروري جديد، علينا مكافحة ثقافة الجهل بانظمة المرور، فالوعي والثقافة المتحضرة بنظام المرور يحاصران المخالفات ويقضيان عليها، بما يجعلنا مثلا أعلى أمام العالم، ونحن نتمسك بثقافة مرور لائقة بتاريخ ومكانة البلاد المعروفة.. أتمنى من دائرة المرور العامة الموقرة عقد مؤتمر خاص، لتدارس ما يمكن اضافته من إجراءات جديدة متطورة، لتطوير نظام المرور لخدمة للمجتمع.