أخشى أن يكون عريان بعثياً!
ولد لاري عام 2000 وحين سقط نظام صدام حسين كان عمره ثلاث سنوات ،واستنتاجاً منطقياً فإن هذا الشاب ( علي عباس ) الملقب بـ (لاري) لايعرف عن صدام شيئاً ذا قيمة ، كما انه ولد وعاش وتربى في بيئة معادية لصدام وحزب البعث، لكن السلطات الامنية في ذي قار لها رأي آخر !
الحكاية بكل بساطة ان ” لاري ” قاد مبادرة تنظيف تحت شعار “هذه ليست قمامتي لكنّه وطني ” لتنظيف أحد شوارع مدينة الناصرية برفقة بعض الشباب ، مبادرة مشفوعة بتزيين جدران الشارع بلوحات من بينها لوحة للشاعر الشعبي والمناضل الراحل عريان سيد خلف .
فجأة تكتشف السلطات المحلية في الناصرية ، ان المبادرة ممولة من حزب البعث ، وان عريان هو شبيه صداد وتوأمه رغم ان اللوحة مكتوب عليها بالقلم العريض كما يقال اسم الشاعر كاملاً ورغم التعديلات التي اجراها لاري على لوحة عريان لإبعاد التهمة والمشبوهية عنه واثبات حسن النية في دعمه المطلق للديمقراطية ، وان مايقوم به لاري ومجموعة الشباب محاولة لاسقاط العملية السياسية وتسخيف الديمقراطية في البلاد !!
الديمقراطية التي فتّقت عقول الجهات المختصة ، فاعتقلوا لاري الذي قال في لقاء متلفز انه “لاقيت أنواع التعذيب عند اعتقالي”و ” أجبروني على التعهدبعدم تمجيد البعث” و ” عدم القيام بحملات تنظيف أو رسم جداريات مجددا ” واضاف لاري “أتهمت بأني ممول من قبل حزب البعث، وتم تعذيبي واهانتيوتهديدي بعائلتي“!!
من المعيب بعد عقدين من الزمن ومازالت ظلال البعث تلاحق بعض العقول حتى عند الخط الاول من القيادات السياسية، وتبعاً نزول الهاجس والوهم الى مستويات دنيا في الاجهزة الامنية ، التي وصل حد ابداعاتها دفاعا عن الديمقراطية الهشة في البلاد ، الى حد تشبيه عريان بصدام ، وياليت عمري في الفرق بينهما شكلاً ومحتوىً !
رغم ذلك سنقول ان كل ماقامت به الاجهزة المختصة في الناصرية إجراءات صحيحة متوافقة مع الدستور والسلوك الديمقراطي جدا باعتقال لاري وشقيقهحماية للعملية السياسية من ” خطر ” البعث المحظور ، لكّن يخطرنا السؤال التالي :
لماذا التعهد بإيقاف حملات التنظيف ؟!!
ولدينا الحكم الكثيرة ” النظافة من الايمان ” و” تنظفوا فإن الاسلام نظيف ” والشعار الجميل للحملة “هذه ليست قمامتي لكنّه وطني ” !!
والتالي أيضاً :
لماذا التعهد بمنع الرسم على الجدران ؟ والرسم من فنون جماليات الحياة !
لاادري لماذا يحوّلون التأريخ الى اسطورة التي تصبح أكثر الوسائل مقبولية لاسوأ التهم التي توجه للآخرين ، فتكون مشكلتنا في حرفنة صناعة الاعداء بدل تحييدهم او تحويلهم الى اصدقاء ، وهي من الفنون التي لايتقنها الا اصحاب العقول الكبيرة !
ولاخشية عندي الا من ان يتحول الشاعر عريان الى بعثي ” قح ” والسياب الى ” ماسوني ” !!