الانتخابات المحلية العراقية: تحالف جديد ينشق عن "الإطار التنسيقي"
كشفت مصادر عراقية في بغداد عن انشقاق تحالف جديد عن "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، في مسعى لخوض الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، منفرداً، فيما تواصل قوى أخرى في الإطار السعي لتشكيل تحالفات جديدة.
ولم يستطع "الإطار التنسيقي" الحفاظ على وحدته في أول تجربة انتخابية يخوضها، إذ قررت قوى عدة من "الإطار" دخول الانتخابات المحلية بقوائم منفصلة والبحث عن تحالفات فيما بينها، في خطوة تكشف عمق الخلاف بين القوى الرئيسة في التحالف الذي شكل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق قد بدأت في الأول من يوليو/ تموز الجاري تسلم طلبات تسجيل التحالفات الراغبة بالمشاركة في الانتخابات، وقالت إن التسجيل يستمر لمدة شهر واحد.
وأمس الأول الخميس، نشر رئيس كتلة السند، وزير العمل والشؤون الاجتماعية، أحمد الأسدي، في تغريدة على حسابه الخاص على تويتر، صورة لتحالف جديد تحت مسمى "تحالف خدمات"، فيما لم ينشر أي تعليق أو توضيح بخصوص التحالف والجهات المنضوية فيه.
#تحالف_خدمات pic.twitter.com/esWNxrCADg
— أحمد الأسدي (@ahmed_alasady0) July 13, 2023
وكشف عضو في تحالف النصر، وهو جزء من "الإطار التنسيقي"، أن "تحالف خدمات بزعامة أحمد الأسدي هو تحالف جديد انشق عن الإطار التنسيقي لخوض الانتخابات البرلمانية، وأنه يضم كتلة السند وعدد من الشخصيات من داخل قوى الإطار، وفصائل مسلحة انضمت بواجهات سياسية ضمن الإطار التنسيقي، ومنها مليشيا الإمام علي".
وقال العضو لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن عدم الإفصاح بشكل رسمي عن التحالف يأتي لعدم كشف الجهات التي انضمت له، مشيراً إلى محاولات لضم أطراف أخرى جديدة، إذ يجري الحوار مع المجلس الأعلى الإسلامي، وفصائل مسلحة أخرى، فضلاً عن شخصيات جديدة.
وأشار الى أن قوى الإطار التنسيقي تجري حالياً حوارات مكثفة لتشكيل تحالفات جديدة، بعدما أيقنت أن وحدة تحالف الإطار "باتت مستحيلة".
القيادي في تحالف الفتح (ضمن الإطار التنسيقي)، علي حسين الفتلاوي، أكد أن قوى الإطار تستعد للكشف عن ملامح تحالفاتها السياسية لخوض الانتخابات المحلية المقبلة.
وقال الفتلاوي، في تصريح لوكالة أنباء محلية قريبة من تحالفه، إن "قوى الإطار التنسيقي ما زالت تعقد اجتماعاتها بشأن آلية مشاركتها في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة"، مبيناً "حتى الآن لا توجد أي ملامح لشكل التحالفات، عدا دولة القانون التي أعلنت عن خوضها الانتخابات منفردة في محافظة بغداد".
وأضاف أن "تحالف قوى الدولة (تحالف الإطار التنسيقي والقوى الكردية وتحالف السيادة)، ما زال أمامه مزيد من الوقت لترتيب القوائم التي سيدخل فيها بقوائم في المحافظات الوسطى والجنوبية"، مشيراً إلى أنه "فيما يتعلق بالمناطق المشتركة فإن الإطار سيخوض الانتخابات فيها بقائمة واحدة".
وتشكل تحالف "الإطار التنسيقي" عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 والتي فاز بها "التيار الصدري". ودفع فوز التيار القوى الحليفة لإيران إلى تشكيل إطار موحد لمنافسته، وما إن انسحب من العملية السياسية، حتى أصبح "الإطار التنسيقي" الكتلة الكبرى برلمانياً بحصوله على 130 مقعداً مكنته من تشكيل الحكومة.
وضم تحالف "الإطار التنسيقي" قوى ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، وتحالف "قوى الدولة" بزعامة عمار الحكيم، وكتل "عطاء"، وحركة "حقوق"، وحزب الفضيلة، وغيرها.
وكانت الحكومة العراقية قد حددت يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل موعداً لإجراء الانتخابات المحلية، مع تأكيدها على دعم مفوضية الانتخابات للقيام بمهامها وتوفير كل متطلبات العملية الانتخابية بما يضمن انتخابات عادلة ونزيهة وشفافة.
وستكون هذه أول انتخابات مجالس محافظات محلية تُجرى في العراق منذ انتخابات إبريل/نيسان 2013، والتي تصدّرت خلالها القوائم التابعة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي النتائج. وقبل ذلك، أجريت انتخابات مجالس المحافظات في عام 2009 فقط.