السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/13
مقدمة: بعد ان ناقشنا مقولة البروفيسور قاسم : [ العراقيين هم اصعب خلق الله] اقدم لكم ما كتبه البروفيسور قاسم حسين صالح عن هؤلاء ال(اصعب خلق الله مع حكامهم) حيث ورد في ص16 من كتابه (الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية)/2016 التالي: [ العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة] و ترك شواهد على ذلك اليكم منها:
1 ـ [لألف عام تعرضت بغداد للتدمير و النهب و اهين أهلها و اذلوا من قبل الغزاة].
2 ـ [ المجتمع العراقي ربما يكون الوحيد بين مجتمعات العالم الذي خبر العنف لزمن يمتد آلاف السنين]
3 ـ [تاريخ سيكولوجيا السلطة العراقية و الإسلامية بعد ان صارت بغداد مركز الدولة جعلت العنف الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات و لإجبار الخصوم على الطاعة و الخضوع...لا تلجا الى التفاوض الا بعد ان تقطف السيوف رؤوس افضل ما في القوم]
عبارات غريبة عجيبة كلها ""تدل"" على ان العراقيين هم ""اصعب خلق الله""!!!!...
لا اعرف : متى صارت بغداد مركز الخلافة هل على وقت الحجاج أم على وقت صدام حسين؟ وان صارت بعد الحجاج فهل ان الحجاج لم يمارس العنف وكانت طريقته في حل النزاعات دبلوماسية وبحوارات هادئة؟
............................
نعود و العود احمد كما يُقال:
توقفتُ في السابقة عند المقطع التالي: [فالخلفاء الراشدون كانوا يراعون العراقيين في التعامل ويأخذون اعتراضاتهم مأخذ الجد. وحتى قبل الاسلام، كان العراقيون يوصفون بأنهم ما استسلموا لضيم وما رضخوا لظالم ولا انبطحوا لسلطة ولهذا كانت اعتراضاتهم على الولاة متكررة]انتهى.
نترك ما قبل الإسلام و نهتم بما بعده...و اسأل البروفيسور قاسم: كيف لم يستسلموا لضيم و ما رضخوا لظالم و لا انبطحوا لسلطة و انت القائل عنهم : [ العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة] و [لألف عام تعرضت بغداد للتدمير و النهب و اهين أهلها و اذلوا من قبل الغزاة]...كما ورد في المقدمة أعلاه؟
اما بخصوص الخلفاء الراشدين و مراعاتهم للعراقيين أتمنى على البروفيسور قاسم حسين صالح ان يقدم لي و للقراء الكرام و للأرشيف ما يؤيد قوله هذا أي ان يبين لنا نماذج من تصرفات/اقوال/افعال الخلفاء الراشدين الأربعة مع العراقيين و كيف كانوا يراعونهم...ارجو عرض ولو قول او فعل واحد لكل من الخلفاء الاربعة: [الشيخ أبو بكر الصديق و الشيخ عمر بن الخطاب و الشيخ عثمان بن عفان و الشيخ علي بن ابي طالب]؟
و هنا اضع امامكم ما نُشِرَ/نُسِبَ الى البروفيسور قاسم حسين صالح بخصوص رأي الخلفاء الراشدين بالعراقيين حيث ورد التالي في مقالة السيد عامر عبود الشيخ علي المعنونة أ.د. قاسم حسين صالح...ضيف ملتقى رواد المتنبي الثقافي المنشورة بتاريخ 12.حزيران/يونيو2023 و المنشورة في الحوار المتمدن و مواقع وصحف عديدة...الرابط
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=795564
حيث ورد التالي: [مؤكداً ان افضل من شخص العراقيين هم الخلفاء الراشدين اذ قال احد الخلفاء ان كنتم تريدون ان ترسلوا حاكم على عراق ولم يرضوا عنه عليكم ان ترسلوا اخر خلال عشرة ايام، لان اهل العراق اهل فكر وثقافة وفطنة] انتهى
ان كان هذا القول صحيح ارجو ان يتكرم علينا البروفيسور قاسم بذكر المصدر و ان لم يكن صحيح أتمنى تقديم الصحيح و معالجة الموضوع مع الشكر.
ثم يأتي البروفيسور قاسم لينقل لنا قول منسوب الى / منقول عن الجاحظ عن أهل العراق حيث كتب التالي: [ولدى الجاحظ تفسير علمي لاعتراضاتهم هذه بقوله: ( والعلّة في عصيان أهل العراق على الامراء، انهم أهل نظر وذو فطنة ثاقبة، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث. ومع البحث يكون الطعن والقدّح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الامراء.. وما زال العراق موصوفا" أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة )] انتهى.
أقول: أن هذه العبارة طرحها الراحل علي الوردي في ص393 من كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي/1965 قبل البروفيسور قاسم حسين صالح... و لم تُعطى حقها في التحليل و التفسير من قبل النُخبة وهنا وجب عليَّ أن أسأل البروفيسور قاسم: هل هذا القول يتناسب مع ما ورد في المقدمة أعلاه و المأخوذ من كتابك /الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية]؟ وهل تتفضل علينا بتأشير حدود العراق الجغرافية قبل 1200 عام والتي شمل سكانها/شعبها هذا القول وعلاقتها و موقعها من حدوده الجغرافية اليوم؟
أي هل عراق قبل 1200 عام مثل/هو عراق هذه الأيام؟ أم ان عراقيي اليوم هم امتداد لعراقيي قبل 1200 عام؟
هل مكونات الشعب العراقي قبل 1200 عام هي نفسها الان و انت القائل في ص15 من نفس الكتاب: [وهو البلد الذي تنوعت فيه الأعراق و الأديان و المذاهب بمساحة مسكونة صغيرة نسبياً؟؟ ثم مَنْ هُمْ أولئك المجادلين، اهل النظر و الفطنة الثاقبة الذين قصدهم الجاحظ اذا صح هذا القول؟ من كان يمثل سكان الاهوار في ذلك الجدل ومن كان يمثل سكان كردستان و القبائل العراقية و من كان يمثل الموصل و بابل و النجف الناصرية و الانبار و تكريت في هذا الجدل؟
الغريب في بعض النخبة انها لا تُفكر بما مطروح /يُطرح امامها من اقوال السلف صالحه و طالحه وتستسهل طرح اقوال منسوبة لهذا الشخص او ذاك و تُعممها و تعتمدها و تبني علينا و تضعها في "دراسات و بحوث و مقالات" دون تدقيق او نقاش و بشكل يثير الشفقة... و المصيبة ان هذا البعض ينشرها لتُحْشَرْ في ادمغة الأجيال المسكينة التي ابتليت بالبعض من بعض النخبة. هذا القول فيما يراد منه و في استغلاله حاله حال القصة المنسوبة الى الاسكندر المقدوني و ارسطوطاليس و التي نشرها الراحل علي الوردي مصاحبة لقول الجاحظ اعلاه و لم يعتمدها تلك القصة هي: [بعد فتحه للعراق كتب الاسكندر المقدوني الى استاذه ارسطوطاليس يقول له : لقد اعياني اهل العراق ما أجريت عليهم حيلة الا وجدتهم قد سبقوني الى التخلص منها فلا استطيع الإيقاع بهم ولا حيلة لي معهم الا ان اقتلهم عن اخرهم فأجابه ارسطوطاليس قائلا: لا خير لك في ان تقتلهم ولو افنيتهم جميعا فهل تقدر على الهواء الذي غذى طباعهم و خصهم بهذا الذكاء؟ فإن ماتوا ضهر في موضعهم من يشاكلهم فكأنك لم تصنع شيئاً] انتهى.
أقــــــــــول:
إذا لم ينتبه علماء النفس و المجتمع/ الاجتماع العراقيون الى مثل هذه الحكايات...فمن يقف عندها و يحللها و يُبَّسِطَها للشباب ليُّعَلِمُهُم و يُعْلِمُهُمْ خطورة الترديد و العنعنة. لا ازال أتمنى على البروفيسور قاسم ان يطرح قول الجاحظ هذا في احدى اصبوحاته الفيسبوكية على اصدقاءه و يعتبرها جزء من دراسة علمية سياسية اجتماعية...ليعرف وهو العارف و نعرف رأيهم بها و تحليلهم لها.
وهنا اطرحها للقراء الكرام و بالصيغة التالية:[ في وصفه لأهل العراق أو الحال في العراق كتب الجاحظ التالي: [والعلّة في عصيان أهل العراق على الامراء، انهم أهل نظر وذو فطنة ثاقبة، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث. ومع البحث يكون الطعن والقدّح والترجيح بين الرجال والتمييز بين الرؤساء واظهار عيوب الامراء.. وما زال العراق موصوفا" أهله بقلة الطاعة والشقاق على أولي الرئاسة]انتهى.
هل هذه العبارة تناسب حال اليوم؟ ما رأيكم فيها و كيف تُفَّسَرْ؟ و هل فيها دعوة لتطبيق القول الدارج : "العصا لمن عصى"؟...لماذا لم يضع الجاحظ كلمة ثورة/انتفاضة بدل عصيان؟ هل كان اهل العراق منسجمين/متفقين على /في أسباب عصيانهم؟ هل ما حصل في آذار 1991 و في تشرين 2019 في العراق هو عصيان لتقع تحت ظل أطروحة السيد الجاحظ له الذكر العطر الدائم دوام ترديدنا لقوله هذا أم انها ثورة او انتفاضة؟
و انت القائل عزيزي البروفيسور قاسم حسين صالح في العراقيين التالي: [...وما ينفرد به العراقيون انهم اصعب خلق الله، فتاريخهم يحدّثنا بانهم اكثر الشعوب قياما بالثورات والانتفاضات، وهذا لا يتعلق فقط بظلم السلطات التي حكمتهم بل بطبيعة الشخصية العراقية التي اصدرنا عنها اربعة كتب...الخ] انتهى
في قولك هذا ناحيتين...الاولى كنتَ قد كتبتَ في ص14 من كتابك (الشخصية العراقية من السومرية الى الطائفية) التالي: [هناك علاقة كراهية بين العراقيين و الحكام...تساؤل: هل هذا يعني ان العراقيين هم اصعب خلق الله...أم أن الحكام كانوا طغاة؟]انتهى...ال ((تساؤل هنا من نفس النص المنقول))
ويبدو بل يُفهم من هذا الطرح ان البروفيسور قاسم حسين صالح قد حسم الأمر بقوله: (ما ينفرد به العراقيون انهم اصعب خلق الله) هذا الحسم الذي جاء بعد "دراسات علمية اجتماعية سياسية" امتدت سبعة أعوام أي كل الفترة بين صدور الكتاب هذا و بين نشر مقالة هذه. لكن لم يبين لنا البروفيسور قاسم الأساس الذي بنى عليه قوله هذا...هل درس جميع خلق الله و حصل/وصل على/الى تلك النتيجة؟؟
و هذا القول وفق تساؤله يعني ان ثورات و انتفاضات العراقيين ليس لان السلطات ظالمة فقط انما لان مزاجهم اعتراضي / تخريبي/ تآمري/ انفلاتي/ اي لا يعيرون أي اهتمام للقيم و الأصول و القوانين و الأعراف ... و هو يعني انهم لا يحترمون السلطات او النظام او القانون ووفق هذا فأنهم لا يستحقون الاحترام بل يستحقون الإذلال و العنف و الإهانة و هذا ربما ما دفع البروفيسور قاسم للقول:[ العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة]...
وهنا سيبرز سؤال لا يغيب عن بال او تفكير البعض من العراقيين الذين وصفهم الجاحظ ب: [انهم أهل نظر وذو فطنة ثاقبة، ومع الفطنة والنظر يكون التنقيب والبحث] وهو : كيف عرف البروفيسور قاسم ان: [العراقي اكثر بني البشر، عبر تاريخه، تعرضاً للقسوة و الذل و الإهانة] ؟ هل درس بقية بني البشر وحصل على هذه النتيجة؟
والثانية انه وفق قوله أعلاه ربما ما كان الحكام طغاة وهنا تبرئة للحكام ومنهم الحجاج و صدام حسين من كل ما قيل عن ظلمهم و اجرامهم وتأكيد براءتهم بقوله: (ان تاريخ العراقيين يحدثنا بأنهم اكثر الشعوب قياماً بالثورات و الانتفاضات لا يتعلق فقط بظلم السلطات التي حكمتهم بل بطبيعة الشخصية العراقية)
والعجيب ان البروفيسور قاسم حسين صالح اصدركما يقول أربعة كتب عن الشخصية العراقية...أي أن هذه العبارات هي خلاصة هذه الكتب الاربعة و اعتقد انه يعلم ان من تكون شخصيته بهذه الصورة و الحالة يستحق ان يُبْطَشْ به و يُذَّل غير مأسوف عليه. و ان هذه الشخصية منحرفة متهورة لا تعرف ما تُريد و مثيرة للفتن و الاضطرابات بسبب و بدون سبب و وفق هذا فقمعها و إذلالها واجب الحكومات و الحُكام.
و من ثم يكتب البروفيسور قاسم حسين صالح الغريب التالي: [ فالعراق هو البلد الذي تؤخذ فيه السلطة بالقوة المصحوبة بالبطش بمن كانت بيده].
يتبع لطفاً
عبد الرضا حمد جاسم