اخبار العراق الان

في العراق.. سيناريوهات ساخنة في صيف لاهب

في العراق.. سيناريوهات ساخنة في صيف لاهب
سمير داود حنوش

هل هي من باب الصدفة أم متلازمة لأحداث جرى توقيت مواعيدها في آن واحد؟

ردود الأفعال الغاضبة للجمهور العراقي الذي رافق حرق السفارة السويدية في بغداد كرد فعل للتحريض الذي أُريد له مرة أخرى حرق نسخة من المصحف الشريف مع العلم العراقي أمام السفارة العراقية في السويد التي كانت في نظر العراقيين إهانة لمقدسهم الديني والسياسي، حيث وجدوا أن تلك الجريمة يجب ان لا تقل عقوبتها عن حرق سفارة الدولة صاحبة القرار المستفز.

انتظار القادم من الأيام والتي قد تحمل تأزماً أكبر خصوصاً مع تهديد السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بإجراء حازم إذا لم تتخذ الحكومة العراقية إجراءات لردع العابثين بالمصحف.

السيناريو الثاني تمثل في العقوبات الأميركية التي وضعت أربعة عشر مصرفاً عراقياً على اللائحة السوداء بعد الكشف عن معلومات تفيد بتواطؤهم في عمليات غسيل الأموال ومعاملات إحتيالية تساهم في إيصال الدولار إلى إيران بطرق غير مشروعة، أدى القرار الأميركي إلى إرتفاع غير مسبوق في سعر صرف الدولار مقابل الدينار في أسواق بغداد وقد يُنذر الوضع الإقتصادي بإنتفاضة لثورة الجياع تتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة في العراق.

وفي كل ما حدث كانت السفيرة الأميركية إلينا رومانوسكي القريبة والبعيدة من الأحداث غائبة عن المشهد العراقي حيث إفتقد العراقيون إجتماعاتها مع المسؤولين لبلدهم وغابت عنهم صورتها من على شاشات الفضائيات والتي إزداد معها قلقهم وتخوفهم من هذا الإختفاء المفاجئ الذي دائماً ما يعتقدون أنه يحمل ما لا يسرهم، خصوصاً بعد نية رئاسة الجمهورية إستدعائها لتوضيح موقف الإدارة الأميركية من تصريحات المتحدث بإسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر الذي هاجم الحكومة العراقية بسبب إلغاء المرسوم الجمهوري الخاص بالكاردينال البطريرك لويس روفائيل ساكو كرئيس للكنيسة المسيحية في العراق.

الأحداث مجتمعة ستُحرج حكومة السوداني أمام الرأي العام الدولي عندما يتبين إن السيد مقتدى الصدر سيكون راعي المبادرة بالرد على إنتهاكات حرق نسخة من القرآن والعلم العراقي من خلال تظاهرات عارمة يتوقع لها التحشيد في أيام شهر محرم الحرام تطالب بإطلاق سراح الذين إعتقلتهم السلطات على خلفية إحراقهم السفارة السويدية ترسل رسائل سياسية لعجز الحكومة عن إدارة ملفات الأزمة المتداخلة إقتصادياً وسياسياً، فالعقوبات الأميركية على الإقتصاد العراقي بدأت تلوح في الأفق من خلال عقوبات على مصارف عراقية تستخدم طرقاً غير مشروعة في إيصال عملة الدولار إلى إيران في معدلات بيع تتجاوز أكثر من مليار دولار إسبوعياً في أسواق العملة وهو ما يجعل الرقابة الأميركية تنشط إلى حد فرض الوصاية على الإقتصاد العراقي وما تسببه من أزمات مضاعفة للحياة المعيشية للمواطن العراقي، مما قد يعكس حرق سفارة السويد في العراق من تداعيات أزمة سياسية بحجة إنتهاك الأعراف الدبلوماسية وعدم مراعاة التعاون بين الدول.

في كل الأحوال هو الصيف الساخن بأحداثه الحُبلى بالمفاجآت التي دائماً ما نختم به مقالاتنا ويبدو أن القادم من السيناريو الأسوأ هو المتوقع وكان الله في عون العراقيين.