العراق: مسح للتخلص من مخلفات الحرب ببادية النجف وأهوار البصرة
تعتزم وزارة البيئة العراقية تنفيذ أعمال مسح واسعة للألغام والمخلفات الحربية غير المنفجرة في بادية محافظة النجف وأهوار البصرة (جنوب) التي كشف الجفاف كميات منها.
وخلال الفترة السابقة، قتل وجرح عشرات من الشبان والأطفال، خاصة من ممارسي الرعي في المناطق المفتوحة، في حوادث انفجار مخلفات حرب في محافظات عراقية عدة، ما دفع وزارة البيئة إلى وضع خطة وطنية واسعة للتخلص من الألغام والأجسام غير المنفجرة التي خلفتها الحروب والأزمات الأمنية التي شهدتها البلاد منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين.
واليوم السبت، أعلن المدير العام لشؤون الألغام في وزارة البيئة صباح حسن الحسيني أن المديرية أطلقت، بالتنسيق مع وزارة الدفاع وجهات أمنية أخرى والحكومة المحلية في النجف، أعمال المسح في بادية النجف ضمن مطار اللصف السابق الذي يضم ألغاماً ومقذوفات حربية غير منفجرة تعود إلى فترتي حربي عامي 1991 و2003، وذلك ضمن الخطة الاستراتيجية لتنظيف العراق من الألغام، وتطوير قطاع الاستثمار والتنمية فيه.
وقال لصحيفة "الصباح" الرسمية: "يهدف مسح المناطق المذكورة إلى تنفيذ كشف شامل للأراضي المسجلة ضمن قاعدة بيانات المديرية باعتبارها تضم ألغاماً ومخلفات حربية غير منفجرة، ما سيسمح بجمع معلومات دقيقة ومؤكدة عن المساحات تمهيداً لإزالتها. ويعتبر المسح جزءاً مهماً لجمع المعلومات عن الأراضي الخطرة في العراق، علماً أن مسحاً مماثلاً سيُنفذ ضمن مناطق أهوار محافظة البصرة بعدما تسبب الجفاف في ظهور مخلفات حربية ومعدات عسكرية مدمرة تعود الى فترة الحرب العراقية – الإيرانية".
وأشار إلى أن "أعمال المسح ستشمل أيضاً السدة الترابية المحاذية للحدود مع إيران من أجل تطهيرها من القنابل العنقودية".
وكانت دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة أعلنت في بيان أصدرته أمس الجمعة، أن الجفاف في أهوار البصرة كشف مخلفات حربية ومعدات عسكرية مدمرة تعود إلى الحرب العراقية – الإيرانية.
وسبق أن خصصت وزارة البيئة مبالغ مالية للتخلص من الألغام في المحافظات خلال 5 سنوات.
ويقدر خبراء أن مساحة 1200 كيلومتر من الحدود العراقية الإيرانية ملوّثة بألغام وقنابل، ووجود 90 منطقة جنوبي البلاد ملوّثة إشعاعياً بيورانيوم منضّب استخدمته قوات التحالف الدولي خلال غزوها العراق عام 2003، كما ترك تنظيم "داعش" مخلفات حربية غير منفجرة في محافظات سيطر عليها منتصف عام 2014.
ويصنّف العراق بين الدول الأكثر احتضاناً للألغام والمخلفات الحربية غير المنفجرة بسبب الحرب مع إيران خلال ثمانينيات القرن العشرين، واحتلال "داعش" محافظات عدة صيف عام 2014.