تركيا تكثّف عملياتها العسكرية ضد "العمال الكردستاني" شمالي العراق
قالت مصادر عراقية كردية في محافظة دهوك، شمالي العراق، اليوم الأحد، إن طائرات تركية مسيرة دمرت مخبأ لمسلحي حزب العمال الكردستاني المعارض داخل العراق، داخل سلسلة جبال متين العالية والحدودية مع تركيا.
ويأتي القصف التركي بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع التركية، أمس السبت، "تحييد" (قتل أو جرح أو أسر) 5 مسلحين من عناصر حزب العمال الكردستاني، شمالي العراق، مؤكدة في بيان أن العملية "جرت عبر غارات جوية نفذتها طائرات تركية داخل العراق، ضمن حملة (المخلب – القفل)، التي تدخل عامها الثاني من العمليات الجوية والبرية داخل الأراضي العراقية وبعمق يصل إلى 80 كيلومتراً".
وقالت مصادر أمنية في دهوك الحدودية مع تركيا، إن طائرة مسيرة استهدفت مخبأ أسلحة داخل سلسلة جبال متين، أسفرت عن تصاعد أعمدة دخان كثيفة منه، كما سمعت أصوات انفجارات ثانوية يعتقد أنها ناجمة عن انفجار أكداس عتاد وذخيرة أو براميل وقود مُخزّنة بالمخبأ التابع لحزب العمال الكردستاني.
وقال أحد المصادر وهو ضابط في اللواء 80 بقوات البيشمركة لـ"العربي الجديد"، إنه "من غير الواضح ما إذا كانت هناك خسائر بشرية في صفوف الحزب، أو أن القصف دمر المخبأ الواقع داخل تجويف جبلي للحزب".
في السياق ذاته، قال تلفزيون "رووداو"، المقرّب من حكومة إقليم كردستان العراق، إن "تركيا أنشأت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، 10 نقاط عسكرية في منطقة (نهيلي)، ضواحي العمادية، وأنها تقيم تلك النقاط العسكرية في القمم العالية والمواقع الاستراتيجية، وقد نشرت في كل نقطة أكثر من ألف جندي".
ونقلت عن مسؤولين أكراد تأكيدهم تزايد وتيرة العمليات التركية ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وأحدثت بعض الهجمات حرائق في قرى عدة.
كما نفذ الطيران التركي، الأسبوع الماضي، سبع غارات على مواقع "العمال الكردستاني"، المصنف على لائحة الإرهاب في أنقرة، استهدفت مناطق سيدكان في شمالي أربيل، والعمادية والزاب وزاخو.
يأتي ذلك ضمن سلسلة هجمات تركية متصاعدة تستهدف جيوب وخلايا الحزب المسلحة، التي تتخذ من بلدات عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق، مقرات لها، وتنفذ عبرها اعتداءات متكررة تستهدف الأراضي التركية المجاورة.
في السياق، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في أربيل، سورت أيزيدي، إن "تركيا تمارس نشاطات متصاعدة ضد مقرات ومخابئ حزب العمال الكردستاني، بعمليات دقيقة، لكن وقعت بعض الأخطاء العسكرية ما تسبب بحرق بعض المزارع الخاصة بالمدنيين، ما اضطر عشرات العوائل الكردية إلى الهرب من تلك المناطق"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الجانب التركي يواصل قتاله لهذه الجماعات المدعومة من الخارج".
وأضاف أيزيدي أن "الحكومة العراقية في بغداد، مسؤولة عن استمرار دعم هذه الجهات التي باتت تضر بالحالة الكردية عامة، فإلى جانب كونها تهدد دولة جارة، لكنها تمارس تعسفاً ضد أربيل، من جرّاء توغلها في عمق المدن الآمنة، وكأنها تريد خراب المدن، لا سيما أنها تعلم كونها هدفاً للعمليات العسكرية".
وتستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، التي أطلقتها أنقرة رسمياً منذ منتصف عام 2021، مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني، في مناطق عدة ضمن إقليم كردستان شمالي العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا.
وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي "الكردستاني"، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.