نتنياهو يحضر التصويت على التعديلات القضائية غدا بعد تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد إن حالته الصحية "تتحسن بصورة ممتازة" بعد زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب وإنه يعتزم حضور الجلسة التي يعقدها الكنيست غدا الاثنين للتصويت على التعديلات القضائية التي أثارت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد وأطلقت دعوات للتوصل إلى حل وسط.
وفي وقت تشهد فيه إسرائيل أخطر أزمة سياسية داخلية منذ عقود، التقى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج اليوم مع نتنياهو في المستشفى الذي يعالج به على أمل إيجاد سبيل لإنهاء الخلافات بين الائتلاف الحاكم الديني القومي وأحزاب المعارضة.
وقال هرتسوج الذي توسط في محادثات جرت في مارس آذار ويونيو حزيران دون جدوى "هذه حالة طارئة. يجب التوصل إلى اتفاق".
ومن المقرر أن يجري الكنيست الذي يتمتع فيه التحالف بزعامة نتنياهو بأغلبية مريحة تصويتا غدا الاثنين على مشروع قانون يقلص سلطة المحكمة العليا فيما يتعلق بإلغاء بعض القرارات التي تتخذها الحكومة.
وسيكون هذا أول تعديل يتم إدراجة في قانون يعد جزءا من حزمة يخشى المنتقدون أنها تهدف إلى الحد من استقلال القضاء، لكن نتنياهو الذي يحاكم بتهم فساد ينفيها يصر على أنها ضرورية لتحقيق التوازن بين أفرع الحكومة.
وقال الأطباء الذين يتابعون حالة نتنياهو (73 عاما) إنه نقل إلى مركز شيبا الطبي قرب تل أبيب على عجل مساء أمس السبت بعد أن رصد جهاز لمراقبة ضربات القلب زرعوه له قبل أسبوع "اضطرابا مؤقتا في ضربات القلب". ودخل نتنياهو المستشفى قبل أسبوع بسبب ما قيل إنه حالة جفاف.
ومن المقرر أن يغادر نتنياهو المستشفى غدا الاثنين بعد تركيب منظم لضربات القلب.
وقال نتنياهو في بيان مصور "كما ترون أنا بصحة ممتازة".
وأضاف "نواصل المساعي لاستكمال التشريع، فضلا عن الجهود المبذولة للقيام بذلك من خلال الإجماع، ولكن على أي حال أريدكم أن تعلموا أنني سأنضم إلى زملائي في الكنيست صباح غد"، في إشارة إلى التصويت المقرر غدا.
وبدأ النواب اليوم الأحد مناقشة مشروع القانون الذي يهدف إلى الحد من قدرة المحكمة على إبطال قرارات من الحكومة والوزراء إذا ما اعتبرتها اتُخذت "على أساس غير معقول". ونتائج التصويت على مشروع القانون غدا الاثنين قد تتضح في ذات الليلة.
ومع تصاعد الأزمة، اقترح الاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية (الهستدروت) نسخة مصغرة من مشروع قانون التعديلات.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن الاقتراح يمكن أن يكون أساسا لتجديد محادثات التسوية مع التحالف الديني القومي، لكن حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو رفض الاقتراح ووصفه بأنه قريب جدا من مواقف لابيد.
في أثناء ذلك، واصل عشرات الآلاف من الإسرائيليين المعارضين للتعديلات القضائية المشاركة في مسيرة إلى القدس بدأت منذ مطلع الأسبوع رافعين الأعلام وقارعين الطبول رغم شمس الصيف الحارقة. ونصب كثيرون خياما في متنزه قرب الكنيست.
وقالت طالبة مشاركة في الاحتجاجات تبلغ من العمر 24 عاما من أمام خيمتها "نحن قلقون وخائفون وغاضبون. غاضبون من أن هناك من يحاولون تغيير هذه البلاد ويحاولون التسبب في انتكاسة ديمقراطية. لكننا أيضا متفائلون للغاية".
* احتجاجات مضادة
في غضون ذلك احتشد متظاهرون مؤيدون للحكومة في تل أبيب، وقالت طالبة أخرى تبلغ من العمر 24 عاما إنها جاءت لتوجيه رسالة إلى الحكومة التي صوتت لها.
وأضافت "أنا أؤيد التعديلات القضائية بنسبة 100%. أعتقد أن بلدي بحاجة إليها. أتصور أننا بحاجة ماسة للمضي قدما في ذلك".
ويصر ائتلاف نتنياهو الحاكم المؤلف من أحزاب قومية ودينية على الدفع بالخطط التي ستحد من قدرة المحكمة العليا على إبطال الإجراءات الحكومية على أسس قانونية. ويقول الائتلاف إن المحكمة تتدخل في الأمور السياسية بما يتجاوز صلاحياتها.
ويقول معارضون إن إقرار التعديلات في البرلمان يجري على عجل وإنها ستفتح الباب لاستغلال للسلطة عبر الإطاحة بواحدة من أدوات الرقابة القليلة الفعالة على السلطة التنفيذية في دولة دون دستور رسمي مكتوب.
ويقول مؤيدون إن معارضي مشروع القانون يريدون تخطي إرادة الأغلبية التي أعادت نتنياهو للحكم العام الماضي وإن تلك الخلافات تسببت في انقسامات عميقة في المجتمع الإسرائيلي.
اتسع نطاق الأزمة ليشمل الجيش مع تهديد المئات من جنود الاحتياط المتطوعين بالانقطاع عن الخدمة إذا مضت الحكومة قدما في تنفيذ تلك الخطط ومع تحذير قائدين سابقين للجيش والأمن من أن الأمن القومي يتعرض بذلك للخطر.
ووصف نتنياهو التهديد بالعصيان على أنه محاولة لتقويض حكومة إسرائيل المنتخبة.
وكتب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في خطاب مفتوح قائلا إن "تصدعات خطرة" تشكلت عندما تتسلل الخلافات السياسية إلى الجيش ودعا كل جنود الاحتياط للامتثال للخدمة.
وأضاف "إذا لم يكن لدينا قوات دفاع قوية وموحدة.. إذا لم يخدم أفضل من في إسرائيل في قوات الدفاع، فلن يعود بمقدورنا الوجود كدولة في المنطقة".
وساهم الغضب من تلك التعديلات في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة إضافة إلى تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني والسماح بتقدم البرنامج النووي الإيراني.
وحثت واشنطن نتنياهو على السعي لتوافق واسع حول أي تعديلات قضائية.
وبسبب حالته الصحية، قرر مكتب نتنياهو تأجيل زيارتين مقررتين إلى قبرص وتركيا، دون الكشف عن موعد آخر لتلك الزيارتين.
(شارك في التغطية معيان لوبيل وإيميلي روز ورامي عميخاي وإيلان روزنبرج - إعداد سلمى نجم وحسن عمار للنشرة العربية)