استمرار التشديد الأمني في بغداد: طمأنة للسفارات والبعثات الأجنبية
قالت مصادر أمنية عراقية، اليوم الأربعاء، إنّ الأمن العراقي يواصل إجراءاته المشددة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، التي تضم مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، وفي محيطها، لحمايتها من أي اعتداء قد تتعرض له، فضلاً عن تفعيل الجهد الأمني والاستخباري في عموم العاصمة، في خطوة لطمأنة البعثات بشأن أمنها.
يأتي ذلك في وقت كانت فيه القوات الأمنية العراقية قد كثفت قبل أيام وجودها في محيط مدينة الصدر، شرقي العاصمة بغداد، إثر مخاوف من تجدد التظاهرات الرافضة لحرق المصحف ومحاولة استغلالها لأجندات أخرى، ولا سيما أن أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أقدموا على اقتحام السفارة السويدية مرتين وأضرموا النار فيها، ومن ثم حاولوا الوصول إلى السفارة الدنماركية داخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد، لكن قوات الأمن منعتهم بالقوة بعد احتكاك معهم.
وعلى أثر ذلك، منعت السلطات الأمنية العراقية خروج أي تظاهرات من دون الحصول على الموافقات الرسمية، فيما لوحت بمحاسبة قانونية للمخالفين.
واليوم الأربعاء، ووفقاً لضابط رفيع في قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن أمن العاصمة، فإنّ "القوات الأمنية تستمر بتنفيذ خطتها بحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية وتحركاتها داخل العاصمة بغداد"، مبيّناً، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "المعلومات المتوافرة لدينا تؤكد إمكانية تجدد التظاهرات، ومحاولة استغلالها من قبل بعض الأطراف لتحقيق أجندات خاصة".
وأشار الضابط إلى أنّ "الوضع الحالي تحت السيطرة، في وقت ما زالت فيه التعزيزات والانتشار مستمرين في العاصمة وقرب الجسور المؤدية إلى المنطقة الخضراء، وأن الانتشار يتكثف ليلاً، ويتم يومياً تسيير دوريات راجلة تقوم بعمليات تفتيش للعجلات والمارة"، مؤكداً أنّ "الإجراءات الأمنية ستستمر حتى إشعار آخر".
وأمس الثلاثاء، حاول الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال استقباله رؤساء وممثلي عدد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة في العراق لبلدان من آسيا والأميركيتين وأستراليا وروسيا وبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، طمأنتها بشأن توفير الحماية اللازمة لها، مؤكداً أنّ "ما حصل من أعمال مشينة ومدانة للتطاول على المصحف الشريف هي محاولات من مغرضين لافتعال الأزمات، وأن هذه المحاولات لن تنجح في تحقيق مآربها"، مشيراً إلى "اتخاذ إجراءات مشددة لحماية السفارات كافة".
وتتخوف الحكومة العراقية من تجدد التظاهرات من قبل أنصار التيار الصدري استنكارا لحرق المصحف، مع إمكانية استغلال تلك التظاهرات لأجندات خاصة، ولا سيما أن التيار الصدري له مواقف معارضة لتوجهات الحكومة وتحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد.
ويرى العديد من المراقبين العراقيين أنّ جانباً كبيراً من الموقف الصدري الأخير يتعلق برسائل سياسية داخلية لخصومه من القوى الشيعية، من أبرزها استعراض القوة الشعبية التي يتمتع بها في الشارع، وأيضاً التلويح بعودته إلى العملية السياسية بعد عام من انكفائه عنها إثر الأزمة السياسية التي تخللتها مواجهات مسلّحة بين أنصاره وفصائل أخرى في بغداد والبصرة.