اخبار العراق الان

وثّق الاستعراض الغنائي التمثيلي "نهر الذهب"، قصة مدينة جرش الرومانية العتيقة باعتبارها مهداً للحضارات، وذلك في حفل الافتتاح الرسمي، لمهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته 37، التي انطلقت مساء الأربعاء وتستمر حتى 5 أغسطس/ آب المقبل.

ويروي العمل قصة المدينة منذ تأسيسها مضيئاً على تاريخها وتراثها الثري واحتفائها بالإنسانية والفنون، مروراً بالعصر الإغريقي والنبطي والروماني والإسلامي، حتى يومنا هذا.

وعلى امتداد ساعة تمازجت نصوص الكاتب مفلح العدوان، مع ألحان طلال أبو الراغب وتوزيع أحمد رامي، مترافقة مع اللوحات الأدائية الراقصة التي صممتها رانيا قمحاوي، وأصوات الفنانين: قمر بدوان، وغادة عباسي، وجهاد سركيس، ورامي شفيق، ومارتنيا مجدي، وعدي النبر. هكذا شاهد الجمهور الحاضر حفل الافتتاح، انعكاس تاريخ المدينة من خلال لوحات فنية استعراضية، وفق رؤية المخرجة لينا التل.

واكتشف جمهور حفل افتتاح المهرجان، الذي رعاه رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، صوتاً أردنياً جديداً هو عدي النبر، الذي يجيد الغناء الأوبرالي باللغتين العربية والانكليزية، حيث أدهش الحضور بقدراته الصوتية العالية، في دلالة على دور المهرجان تاريخياً في التعريف بالمواهب الفنية وتقديمها للجمهور.

وكانت وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار، قد أشارت في كلمتها، إلى أنّ "مهرجان جرش يمثّل عنواناً وطنياً عريضاً". أضافت: "اليوم يستمرّ الفرح. وفي هذا المساء الجرشي، الهاشمي، الأردني، العربي، الإنساني المعطّر بحضوركم، تبزغ نجمة جديدة تُضاف لعمر مهرجان جرش". وقالت إنّ المهرجان "يضيء قمره ليتواصل الفعل الثقافي والفنّي الجاد، بما تحمله مفردات المهرجان من قيم نبيلة ليستمرّ الفرح".

ورحبت النجار بمشاركة مصر كضيف شرف على فعاليات الدورة 34، على اعتبارها أحد "روافد الثقافة والإنسانية والإبداع، ومصدراً لمواسم الفرح".

وبدأت الفعاليات الجماهرية لـ"مهرجان جرش"، أمس الخميس، بافتتاح البرنامج الثقافي بحدث شعري يشارك به الشعراء: زهير أبو شايب، وصلاح أبو لاوي، وزهير توفيق من الأردن، وأحمد الشهاوي من مصر، وتوفيق أحمد من سورية.

كذلك، انطلقت مساء أمس الخميس في المدينة الأثرية العتيقة في جرش (48 كيلومتر شمالي العاصمة عمّان) فعاليات "سمبوزيوم الفن التشكيلي"، بمشاركة 18 فناناً عربياً وعالمياً و42 فناناً أردنياً، فيما احتضن المسرح الشمالي، أولى فعاليات برنامج "مصر: ضيف مهرجان جرش"، بحفل أحيته فرقة دار الأوبرا المصرية، فيما أحيا الفنان الأردني عمر العبداللات، أولى حفلات المسرح الجنوبي الجماهيري الذي يتسع لأربعة آلاف شخص، وهو الحفل الذي نفدت جميع تذاكره بعد خمس ساعات من طرحها.

ويشارك في برمجة هذا العالم مغنّون عرب بينهم هاني شاكر، وجورج وسوف، وراغب علامة، ونجوى كرم، وصابر الرباعي، ووائل كفوري، وعبير نعمة وشقيقها جورج نعمة، وخالد عبد الرحمن، إضافة إلى الأردنيين نداء شرارة وديانا كرزون وعمر العبداللات.

وجاء شعار المهرجان هذا العام "يستمرّ الفرح" مُشيراً إلى استمرار الفرح بالاحتفالات التي رافقت زفاف وليّ العهد الأمير الحسين الذي عقد قرانه على السعوديّة رجوة آل سيف في الأوّل من يونيو/ حزيران بحضور أفراد عائلات حاكمة من العالم.

وتشارك في المهرجان فرق شعبية وفولكلورية عربية وأجنبية منها فرقة الموسيقى العربية (دار الأوبرا) المصرية، وفرقة سومريات العراقية، وجوقة بيات الفلسطينية، وكورال غاردينيا السوري.

كما سيشهد المهرجان أمسيات شعرية وبرامج موسيقية مختلفة للأطفال. ويُخصّص جناحٌ خاص لمصابي متلازمة داون لعرض إبداعاتهم.

وكان مهرجان جرش انطلق عام 1981، بمبادرة من الملكة نور عقيلة الملك الراحل حسين، واستمرّ حتى عام 2007 ليحلّ محله "مهرجان الأردن"، لكنه استؤنف مجدداً عام 2011.