نزوح جديد في ريف دير الزور شرقي سورية وسط ظروف صعبة
تُسجَّل في ريف دير الزور شرقي سورية حركة نزوح بين السكان، نتيجة تخوّفهم من اشتداد حدّة الاشتباكات الدائرة هناك. ففي هذه المنطقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، تقوم اشتباكات ما بين الشرطة العسكرية المحسوبة على القيادات والكوادر الكردية من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وعناصر مجلس دير الزور العسكري بقيادة أحمد الخبيل "أبو خولة" المحسوب على العشائر العربية.
وإلى جانب مخاوفهم من احتدام المعارك، نزح السكان خشية تنفيذ عمليات اعتقال واختطاف من قبل جهات عديدة، لا سيّما القوى الموالية للنظام السوري التي قد تجد في الفوضى القائمة فرصة سانحة لها لاختراق مناطق سيطرة "قسد" واعتقال مطلوبين لها.
وقد شهدت المنطقة، يوم أمس الأربعاء، نزوح أكثر من 150 عائلة، بحسب ما أفاد الناشط مدين العليان "العربي الجديد". أضاف أنّ "المنطقة هي آخر الجيوب التي كان ينشط فيها تنظيم داعش في بلدة الباغوز، وآخر معاقله في مخيّم الباغوز عند الحدود السورية-العراقية". وتابع العليان "لم تهدأ المنطقة أمنياً حتى الآن، لكنّ وتيرة العمليات ضدّ خلايا التنظيم في المنطقة خفّت، تلك التي كانت تشنّها قوات التحالف وقوات مجلس دير الزور العسكري وقوات قسد الخاصة".
وأوضح العليان أنّ "بعد انحسار تأثير داعش، بدأ ينشأ خلاف بين مكوّنات قسد العشائرية وقوات الشرطة العسكرية التي تتلقّى أوامرها من كوادر كردية غير سورية وتساهم في الفساد ولها ارتباطات مع القوات الإيرانية وقوات النظام بحسب سكان المنطقة. وفي الأيام القليلة الماضية، شهدت المنطقة توتّراً تسبّب في سقوط قتلى وجرحى، بالتزامن مع انقطاع في الخدمات، السيّئة في الأساس، وحتى في المواد الغذائية، فدفع كلّ ذلك السكان إلى النزوح في اتجاه مناطق أخرى أكثر أمناً في ريف دير الزور بعيداً عن دائرة الاشتباكات".
وأكد العليان أنّ "الأهالي يعيشون في حالة من الخوف والقلق من جرّاء الأحداث الجارية، ومن بينهم من لا يستطيع النزوح إذ لا يتوفّر لديه مكان يلجأ إليه". وتحدّث العليان كذلك عن "نقص في الأدوية وعن أمراض مزمنة (تستوجب علاجات)، بالإضافة إلى ما يخصّ الأطفال وكبار السنّ"، مشيراً إلى أنّ "درجات الحرارة المرتفعة فاقمت الأمور أكثر".
بدوره، أكّد جاسم علاوي من أبناء المنطقة لـ"العربي الجديد" أنّ "العائلات نزحت إلى قرى الصور المجاورة في ريف دير الزور الشرقي، وسط درجات حرارة مرتفعة لم توفّر لهم أيّ مساعدة"، معرباً عن خشيته من "تواصل الاشتباكات وتوسّع عمليات النزوح".
وفي الإطار نفسه، قال محمد المسعود من أهالي الصور في ريف دير الزور الشرقي لـ"العربي الجديد" إنّ "الكهرباء مقطوعة ومستشفى الصور قريب من مقرّ الشرطة العسكرية، علماً أنّ ثمّة نقطة اشتباك هناك. بالتالي فإنّ الرعاية الصحية معدومة حالياً، والمياه مقطوعة كذلك، ولا تتوفّر إلا قناة ريّ الخابور المتوقّفة، علماً أنّ مياهها غير سليمة".
تجدر الإشارة إلى أنّ قوات "قسد" كانت قد أعلنت سيطرتها على آخر معاقل تنظيم داعش في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور في 19 مارس/آذار من عام 2019، علماً أنّ المنطقة كانت تعاني منذ ذلك الحين من سوء الخدمات، ولم يطرأ إلا تحسّن طفيف في مستوى تلك الخدمات.