إيران والنظام السوري يلغيان التعرفة الجمركية لتسهيل التجارة الثنائية
أعلنت السلطات الإيرانية، اليوم الاثنين، خلال زيارة وفد للنظام السوري إلى طهران، عن اتفاق بين طهران ونظام دمشق لتصفير التعرفة الجمركية لجميع أنواع السلع، في خطوة أخرى لتعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما بعد انتقادات مستمرة من قبل نخب إيرانية، على مدى العقد الأخير، بسبب أن التجارة بين الطرفين لا تكاد تذكر، وأنها ليست بمستوى علاقات التحالف السياسية والأمنية.
وكان وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد قد وصل، أمس الأحد، إلى العاصمة الإيرانية طهران على رأس وفد سياسي واقتصادي.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة أن وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام محمد سامر الخليل، ووزير الاتصالات إياد الخطيب، وعدد آخر من مسؤولي النظام السوري، يرافقون فيصل المقداد في زيارته إلى طهران.
وزير إيراني: بعد تصفير التعرفة الجمركية بين البلدين "يمكن للتجار القيام بتصدير السلع واستيرادها من دون دفع رسوم جمركية
كما ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية أن زيارة وفد النظام السوري تهدف إلى متابعة الاتفاقيات التي أُبرمت خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى دمشق أواخر إبريل/ نيسان الماضي.
وكشف وزير الطرق وبناء المدن الإيراني مهرداد بذرباش، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحافي مع وزير التجارة التابع للنظام السوري محمد سامر الخليل، عن أنه بعد تصفير التعرفة الجمركية بين البلدين "يمكن للتجار القيام بتصدير السلع واستيرادها من دون دفع رسوم جمركية".
وقال وزير الطرق الإيراني، عقب اجتماع استضافه في وزارته باعتباره رئيس اللجنة الاقتصادية المشتركة لإيران وسورية بحضور سامر الخليل، إن الطرفين بحثا خلال اللقاء مسار تقدم تنفيذ الاتفاقيات المبرمة، مؤكداً أن تنفيذها "يجري بسرعة كبيرة"، ومشيراً إلى اتخاذ "إجراءات إيجابية" في مجال التأمين وتشكيل شركة مشتركة مستعدة حالياً لتقديم خدماتها.
وأضاف أن بنكا إيرانيا سيبدأ نشاطه في سورية قريباً، قائلاً إن "ذلك في الظروف العادية يستغرق عدة سنوات، لكنه يتم حالياً في ظل إرادة الطرفين ودوافعهما الإيجابية".
وبشأن تسيير رحلات السياحة الدينية من إيران إلى سورية، قال الوزير الإيراني: "سنوياً يزور 50 ألف سائح سورية، لكن العدد ليس كافياً، ويمكن أن يزداد"، لافتاً إلى وجود اتفاقيات بين الطرفين أيضاً بشأن النقل وتقوية البنى التحتية في الموانئ للبلدين.
وزير الطرق الإيراني: سنوياً يزور 50 ألف سائح سورية، لكن العدد ليس كافياً
وأشار إلى أن هنالك اتفاقا لـ"تعزيز طريق النقل بين إيران والعراق وسورية"، مضيفاً أنه "سيجرى تطوير حقول النفط السورية من قبل المتخصصين الإيرانيين، وتقررت متابعة الموضوع بحضور وزير النفط" الإيراني جواد أوجي.
وعن حجم التبادل التجاري بين إيران وسورية، قال بذرباش إنه "في ظل إلغاء التعرفة الجمركية، لم يحسب بعد بشكل دقيق الرقم المتوقع للتجارة"، مشيراً إلى أن الاتفاق يشمل استخدام العملات الوطنية في التجارة الثنائية.
من جهته، قال وزير الاقتصاد في حكومة النظام السوري إن الطرفين "بحثا بشكل مفصل التعاون الاقتصادي بين البلدين وجميع أبعاده"، مؤكداً وجود "خطوات كثيرة في مجالات التعاون المصرفي والسياحي والنقل والتجارة الحرة ". وقال إنها "أثمرت ونأمل تعزيز العلاقات أكثر".
وأضاف سامر الخليل أن خطوط النقل البري والبحري "قائمة حالياً بين البلدين"، كما دعا إلى تذليل العقبات لتقصير مدة نقل السلع، وقال إن وصول السلع من إيران إلى سورية يستغرق 15 يوماً.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد زار سورية، في الثالث والرابع من شهر مايو/ أيار الماضي، برفقة وفد كبير وعدد من الوزراء، معظمهم من الفريق الاقتصادي الحكومي، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني إلى دمشق منذ العام 2010، والتقى خلالها رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومسؤولين آخرين.
لطيفي: صادرات البضائع الإيرانية إلى سورية شهدت تقلبات عديدة في العقدين الأخيرين، جراء الأزمة التي شهدتها سورية في عام 2011.
وأعلن رئيسي توقيع 15 وثيقة تعاون بين طهران ودمشق في مجالات مختلفة، وقال إنّ هذه الزيارة إلى سورية "ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين".
وحضر الاقتصاد بقوة في أجندة زيارة الرئيس الإيراني، حيث جاءت، وفق تصريحات رئيسي، في سياق "تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية"، بينما أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية بهادري جهرمي أن الزيارة هدفها الأساسي "اقتصادي".
وفي تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة تنمية التجارة في وزارة الصناعة الإيرانية روح الله لطيفي إن صادرات البضائع الإيرانية إلى سورية شهدت تقلبات عديدة في العقدين الأخيرين، جراء الأزمة التي شهدتها سورية في عام 2011.
وبلغت صادرات إيران إلى سورية 218 مليوناً و260 ألف دولار عام 2021، مسجلة نمواً بنسبة 99% مقارنة بالعام الذي سبقه، وتواصل هذا الاتجاه في العام الماضي، وسجل نمواً بنسبة 10.6% من حيث الوزن، و11.4% من حيث القيمة، وبلغت الصادرات 147 ألف طن من السلع غير النفطية بقيمة 243 مليوناً و168 ألفاً و533 دولاراً.
وتابع المتحدث السابق باسم الجمارك الإيرانية عن البضائع المصدرة إلى سورية العام الماضي قائلاً إنه جرى تصدير أكثر من 40 مليون دولار من المواد الغذائية والألبان والمنتجات الزراعية، و33.6 مليون دولار من الأدوية والمعدات الطبية، و15 مليون دولار من أنواع المعادن ومنتجات الصلب، و9 ملايين دولار من الأسمدة واليوريا، ومليونان ونصف مليون دولار لجميع أنواع الحنفيات والأنابيب، وما يقرب من مليوني دولار من مختلف أنواع زيوت المحركات والزيوت الصناعية، وما يقرب من مليون ونصف مليون دولار من قطع الغيار وقطع غيار السيارات.
بلغت صادرات إيران إلى سورية 218 مليوناً و260 ألف دولار عام 2021، مسجلة نمواً بنسبة 99% مقارنة بالعام الذي سبقه
وأضاف: "كما جرى تصدير 1.4 مليون دولار من المنظفات والمستلزمات الصحية وسلع مثل المنتجات البتروكيماوية والنفطية، والمواد الكيميائية، والمعادن والمذيبات، ومواد البناء، والخيوط والنسيج، والمطاط، والألواح، والورق، والكرتون، وبلاط السيراميك، والأحذية، والزجاج، والمرايا، وجميع أنواع الحاويات والأقفال، والتوربينات، ومحركات السيارات، والمبردات، والمصاعد، والآلات الصناعية، والأجهزة المنزلية، والأجهزة الإلكترونية، والجرارات، والأرائك، وجميع أنواع الأبواب".