توصية بإدراج البندقية على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر
أوصى خبراء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بإدراج مدينة البندقية وبحيرتها على قائمة المنظمة لـلتراث العالمي المعرض للخطر، إذ إن إيطاليا "لا تفعل ما يكفي" لحماية المدينة. في المقابل رفعت تهديدها بإدراج "الحاجز المرجاني العظيم"، كموقع تراثي عالمي مهدد بالخطر على أن تقوم أستراليا بتقديم تقرير حول التزاماتها بالقيام بـ "تحسينات بيئية".
وذكرت "يونسكو" أن التدابير التصحيحية المقترحة من إيطاليا "غير كافية وليست مفصلة بما يكفي في الوقت الحالي". وأضافت أن إيطاليا "لا تتواصل بصورة مستدامة وبناءة" منذ آخر جلسة لها في اللجنة في 2021، حينما هددت "يونسكو" بالفعل بوضع البندقية على القائمة السوداء.
وقالت "يونسكو"، إنها تأمل في أن "يؤدي هذا القرار إلى التزام واستنفار أكبر" من الأطراف المعنية المحلية والوطنية للتصدي للمشكلات طويلة الأمد.
وقال متحدث باسم بلدية البندقية لرويترز، إن المدينة "ستقرأ بعناية القرار المقترح الذي نشره اليوم مركز لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وإنها ستبحثه مع الحكومة".
وتعاني البندقية، الشهيرة بقنواتها المائية ومواقعها الثقافية، من السياحة الجماهيرية منذ أعوام. ففي يوم واحد من أيام كرنفال 2019، احتشد نحو 193 ألف شخص في المركز التاريخي للمدينة.
وتستعد البندقية لفرض رسوم على السياح الذين يرحلون في اليوم نفسه للسيطرة على أعداد الزوار، لكن الاعتراضات تسببت في تعطيل ذلك.
من جهتها، رحبت الحكومة الأسترالية، الثلاثاء، بمشروع قرار المنظمة، الذي يقضي برفع تهديدها إدراج "الحاجز المرجاني العظيم" كموقع تراثي عالمي مهدد بالخطر.
وقد أوصت المنظمة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 بإضافة الحاجز، الذي يضم أكبر شعاب مرجانية في العالم، إلى قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بسبب عدة تهديدات، من بينها ارتفاع درجات حرارة المحيطات.
لكن "يونسكو" أصدرت تقريرا محدثا في باريس يوم الاثنين، قالت فيه "سيكون من المناسب إعادة تقييم ملاءمة منطقة الجذب السياحي الشهيرة الواقعة قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا مع معايير مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر".
وأوصى التقرير، الحكومة الأسترالية، بتقديم تقرير مرحلي إلى لجنة التراث العالمي التابعة ليونسكو، بحلول فبراير/ شباط المقبل، حول التزاماتها بالقيام بـ "تحسينات بيئية".
ستنظر لجنة التراث العالمي في مسودة التوصية في سبتمبر/ أيلول المقبل.
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مشروع قرار "يونسكو" بمثابة، "تصويت على الثقة" في حكومته.
وقال للصحافيين "هذا القرار يؤكد أن حكومتي تعمل جاهدة لحماية الشعاب المرجانية، وتعمل على حل قضية تغير المناخ، وأن دول العالم لاحظت ذلك".
ضغطت حكومة ألبانيز والحكومة المحافظة السابقة لمنع قيام "يونسكو" بخفض مكانة الحاجز المرجاني العظيم، الذي أدرج على قائمة مواقع التراث العالمي عام 1981 باعتباره "أجمل وأضخم" نظام بيئي للشعاب المرجانية على كوكب الأرض.
وتسود مخاوف من إدراج "يونسكو" للحاجز ضمن التراث المعرض للخطر إلى التأثير سلبا على صناعة السياحة حول الشعاب المرجانية، التي يعمل بها أكثر من 64 ألف شخص.
ويجري خبراء مركز التراث العالمي التابع لـ "يونسكو" مراجعة منتظمة لحالة 1157 موقعا تراثيا عالميا مدرجا بالمنظمة، وستراجع لجنة مكونة من 21 دولة من أعضاء "يونسكو" أكثر من 200 موقع، وستقرر أيها ستضيف إلى قائمة التراث المعرض للخطر خلال اجتماعها في الرياض في سبتمبر/ أيلول.
ويوصي الخبراء بإدراج عشرة من هذه المواقع تقريبا على قائمة الخطر، من بينها وسط مدينة أوديسا الأوكرانية، وقرية تمبكتو في مالي، وعدة مواقع في سورية والعراق وليبيا.
ومن المواقع الأخرى الموصى بوضعها على القائمة في هذا العام مدينتا كييف ولفيف في أوكرانيا.
وقالت يونسكو "مشكلات قديمة لكنها ملحة تستعصي على الحل، بسبب الافتقار إلى الرؤية الاستراتيجية العامة المشتركة للحفاظ على المواقع، فضلا عن ضعف كفاءة الإدارة المتكاملة المنسقة للأطراف المعنية على جميع المستويات".
(رويترز، أسوشييتد برس)