وقفة احتجاجية في شمال سورية: صرخة استغاثة لإدخال المساعدات الإنسانية
نظّم ناشطون في مجال الأعمال الإنسانية والإغاثة وقفة احتجاجية، مساء اليوم الأربعاء، في منطقة معبر "باب الهوى" الحدودي، الذي يربط منطقة شمال غرب سورية بإقليم هاتاي جنوبي تركيا، للمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
وفي 11 يوليو/ تموز المنصرم استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يسعى إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية لمدة 9 أشهر من خلال معبر "باب الهوى".
مئات الناشطين والمهجّرين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية، حاملين لافتات تطالب بإدخال المساعدات الإنسانية عاجلاً. وأكد المتحدثون على رفضهم المساعي الروسية بأن تصل المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، مطالبين بإيجاد حل لهذه العراقيل التي تؤثر بشكل كبير على حياة المدنيين.
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أشار الناشط مرهف الحسين إلى أن هناك حوالي 4 ملايين مواطن عزل داخل منطقة إدلب، يعتمدون بشكل كبير على هذه المساعدات.
من جهته، قال المهجر محمد الشامي: "نحن أتينا لنقول للأمم المتحدة والعالم أجمع إننا لا نقبل أن تأتي مساعداتنا عن طريق بشار الأسد، القاتل الذي هجرنا ودمر بيوتنا وحرق الشجر وأوصلنا للمخيمات".
وأكد الناشط عزيز الأسمر رفض الأهالي دخول المساعدات عن طريق النظام السوري، قائلاً: "نحن أمام معبر باب الهوى لنقول للعالم أجمع، إننا نرفض رفضاً قاطعاً إدخال المساعدات عن طريق النظام وروسيا".
الموت جوعاً
ويعبر النازحون أيضاً عن معاناتهم واعتمادهم على المساعدات للبقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الصعبة داخل المخيمات. وصرّحت فاطمة الدرويش، النازحة القاطنة في تجمع مخيمات دير حسان، في حديث لـ"العربي الجديد": "لا يوجد خبر. الناس ستموت من الجوع مع إيقاف المساعدات، خففوا المساعدات لحدود الأربعين دولارا وفي هذه الأوقات أوقفوها".
وفي سياق مماثل، شدد محمود الخليل، نازح آخر، على أهمية تدخل الأمم المتحدة بسرعة لحل هذا الأمر وتأمين الإمدادات الإنسانية للمنطقة بشكل منفصل عن النظام السوري وتدخله السلبي في الوضع.
كما أكد الناشطون على أهمية دور المجتمع الدولي والأمم المتحدة في تذليل الصعوبات وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل فعّال ومُستقل، لضمان تلبية الاحتياجات الملحّة للمدنيين المتضررين في المنطقة.
هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي بعد مضي 23 يوماً على توقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. ومع مضي هذا الوقت، بدأت الآمال تتلاشى باتخاذ قرار أممي يجدد الآلية، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية للملايين من المحتاجين في كافة المناطق السورية، لا سيما في الشمال الغربي من البلاد، حيث يعيش ملايين النازحين تحت خط الفقر، في الخيام أو التجمعات السكنية المؤقتة، بدون عمل أو دخل لتأمين مستلزمات الحياة.