تعاون عراقي إيراني لمواجهة العواصف الترابية
وقّع العراق وإيران، الخميس، اتفاقية تعاون مشترك بشأن مواجهة العواصف الترابية والغبارية، والتي تتكرر بسبب التصحر والجفاف، في محاولة عراقية لتحجيمهما، وسط دعوات لحل أزمة حصة البلد من المياه مع دول الجوار.
ويُعدّ شحّ المياه في العراق، من أبرز التحدّيات التي تعطل توسيع الغطاء النباتي والأحزمة الخضراء، وذلك بسبب قطع إيران لروافد نهر دجلة عنه، ما تسبب بانحسار المساحات الزراعية إلى النصف.
وكان البلدان قد كثفا جهودهما لمواجهة العواصف الغبارية، بعدما شهدا موجات متصاعدة منها خلال السنوات الأخيرة.
واليوم الخميس، ووفقاً لمدير عام دائرة الغابات والتصحر بسام كنعان، فإن "الوكيل الفني لوزارة الزراعة العراقية ميثاق الخفاجي وقّع مع رئيس هيئة حماية البيئة وأمين اللجنة الوطنية الإيرانية لوضع السياسات والتنسيق محمد طهماسبي اتفاقية تعاون مشترك بشأن الإدارة والتكييف ومواجهة العواصف الترابية والغبارية"، مبينا في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن "الاتفاقية تهدف إلى تعزيز الدور التشاركي لدول الجوار في مجابهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية والحد من تداعياتها الخطيرة وتحسين الواقع البيئي والزراعي على الصعيد الإقليمي".
وبيّن أن "الاتفاقية اشتملت على بنود من بينها، أن الطرفين اتفقا على تبادل الخبرات والإجراءات في مجال مواجهة العواصف الترابية والغبارية والقيام بالعمليات الوقائية وتنمية الزراعة".
وأضاف مدير عام دائرة الغابات والتصحر في وزارة الزراعة، أن "الاتفاقية اشتملت أيضا على تبادل المعلومات والبيانات ومراقبة المناطق المثيرة للغبار، وأيضا التدريب والبحث وبناء القدرات في مجال الإدارة والتكيف ومواجهة العواصف الترابية والغبارية عبر استخدام إمكانيات المراكز البحثية والجامعية بين البلدين".
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني قد وجّه أمس الأربعاء، بضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية مع دول الجوار (إيران وتركيا) لمعالجة ملف المياه، بما يضمن حقوق العراق وفق الاتفاقيات الدولية الضامنة لحق كل دولة في الحصص المائية.
من جهته، أكد الخبير البيئي العراقي، طالب الغزي، أن "الخطط الحكومية العراقية ضعيفة بمواجهة التصحر والموجات الغبارية، وأن الاتفاقية مع إيران جيدة، غير أننا نحتاج إلى اتفاقية تسبقها وهي منح العراق حصصه المائية"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أنه "يجب على الحكومة أن تتحرك دبلوماسيا من أجل تنظيم عملية إطلاقات المياه في نهري دجلة والفرات من قبل إيران وتركيا، ومن ثم تعمل على توسيع الغطاء النباتي كخطوة أهم لمواجهة موجات الغبار".
وأوضح أن "وزارة البيئة العراقية لديها خطط جيدة لتوسيع الغطاء النباتي وزراعة النخيل، لكنها بحاجة إلى المياه، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه البلد".
ويعدّ العراق من الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.
ويحمّل خبراء البيئة الحكومات العراقية المتعاقبة، جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة عمليات جرف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، ويتحدثون عن ضعف الخبرات في التعامل مع تحديات التغير المناخي.