تقرير يسلط الضوء على كواليس الانقسامات الشيعية بشأن أزمة ’أم قصر’
بغداد - ناس
كشفت ازمة "ام قصر" جانبا آخر من الصراع داخل الإطار التنسيقي في وقت يجري فيه الاخير مراجعات لتحالفاته قبل الانتخابات المحلية.
قناة "ناس" على تلكرام.. آخر تحديثاتنا أولاً بأول
واندلعت حرب كلامية وتخوين بين 4 اجنحة رئيسية داخل التحالف الشيعي على خلفية انباء منح الكويت جزء من ارض البصرة.
واتُّهم اسعد العيداني، شريك التحالف الشيعي، بابرام صفقة البيع مع الكويت مقابل أكثر من 40 مليون دولار، بحسب تصريحات لنواب في "الإطار".
ونفى العيداني بعد ذلك "بيع ام قصر"، ولمح الى وجود اجندات سياسية، وقال: "لن تذهب ذرة من تراب العراق إلى الكويت".
ويرجح ان العيداني مدعوم من التيار الصدري، او يطمح للحصول على تأييد الصدريين في الانتخابات المقبلة، ما قد يفسر سر الهجوم المفاجئ ضده.
وفي تطور لاحق حددت المحكمة الاتحادية، موعدا للنظر في دعاوى قدمها سعود الساعدي النائب عن كتائب حزب الله، بشأن ترسيم الحدود مع الكويت.
وبدأت الازمة حين أعلن وزير خارجية الكويت سالم عبدالله الجابر الصباح، خلال زياته الأخيرة للعراق، تسليم مناطق في ام قصر الكويت.
وقال الصباح في مؤتمر صحفي بحضور العيداني إن "الوعود التي أطلقها محافظ البصرة بشأن إزالة منازل عراقيين في أم قصر وتسليم مناطقها للكويت، تم تنفيذها"، موجهاً "شكره للمحافظ بشكل خاص".
وعقب تلك التصريحات خرج العشرات من اهالي وعشائر أم قصر، باحتجاجات غاضبة في البصرة، أطلق فيها الرصاص، طبقا لمقاطع فيديو نشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
وذكر شهود عيان في البصرة بان اجراءات امنية مشددة اتخذت مساء الثلاثاء، في محيط القنصلية الكويتية في البصرة خوفا من مهاجمتها.
وفي نفس الليلة قالت عالية نصيف، النائبة عن دولة القانون ان "محافظ البصرة – لم تذكر اسمه بالتحديد- ابرم صفقة بيع ام قصر الى الكويت بـ42 مليون دولار".
وبدأت بعد ذلك مواقع اخبارية محسوبة على الإطار التنسيقي، باتهام اسعد العيداني باتمام تلك الصفقة.
ورد القيادي في عصائب اهل الحق النائب عدي عواد، على انباء بيع ام قصر بمطالبة الكويت بإعادة اراضي عراقية "محتلة".
وقال عواد في تغريدة على تويتر إن "التكلم عن تسليم أراضي من أم قصر العراقية الى الكويت، باللهجة العراقية اكولها: اريد اشوف خوش زلمة يوصل الا نكص ايده".
وأضاف، "على الكويت ان تعيد ما احتلته من مزارع سفوان والمنطقة البحرية (خور عبد الله) العراقي".
اما النائب الاخر عن دولة القانون ضرغام المالكي، فقال معلقا على الازمة في تدوينة: "بكلشي البصريين أهل كرم، الا بسالفة الكاع".
واضاف المالكي مهددا بالحرب: "هاي السالفة أبد ما ترهم (انتجاتل عليها)".
وسط ذلك قرر العيداني، محافظ البصرة الظهور في مقابلة تلفزيونية، وقام بدوره باتهام نواب ومسؤول في منظمة بدر بافتعال الازمة.
وانبرى الصدريون للدفاع عن العيداني في المنصات المحسوبة على التيار، عقب ظهور العيداني على التلفزيون.
جمهور الصدر حاولوا التبرير لمحافظ البصرة، بعد وقت قصير من تصعيد التيار ضد الإطار التنسيقي واتهامهم ببيع البصرة الى الكويت قبل ان يتبدل موقفهم.
وتدور في الكواليس انباء عن دعم الصدريين لمحافظ البصرة، او ان العيداني يحاول ان يحصل على تأييد التيار في الانتخابات المحلية.
كما تفيد تلك الانباء عن "حراك داخل الإطار التنسيقي للحصول على منصب المحافظ اوقفه الصدر قبل عدة أشهر".
والعيداني كان السياسي والمسؤول الوحيد الذي التقى مقتدى الصدر زعيم التيار عقب اعلان اعتزاله السياسة صيف 2022.
استقبل الصدر مطلع العام الحالي، اسعد العيداني الذي رافق حينها اعضاء المنتخب عقب الفوز بكأس الخليج.
وقال العيداني في المقابلة التلفزيونية الاخيرة إن: "قضية ميناء ام قصر وترسيم الحدود سُوقت سياسياً، وترسيم الحدود مع الكويت وام قصر اصبحت من ضمن الدعاية الانتخابية المُبكرة".
والمحافظ الذي يدير البصرة منذ 2017، هو أحد قيادات تحالف تصميم الذي يشارك في الحكومة وفي الإطار التنسيقي.
واتهم العيداني "نواباً يشوهون الحقيقة حول بيع العراق اراضي عراقية الى الكويت"، لافتا الى ان "العراق والكويت اتفقا في 2013 على بناء منازل خاصة للعوائل العراقية الساكنة على الحدود".
وبين، ان "محافظة البصرة جهزت المنازل المتاخمة للحدود العراقية الكويتية بالماء والكهرباء"، متهماً "جهات سياسية سعت الى تسقيطي من اجل السباق الانتخابي".
كما اتهم العيداني "قائد المنطقة الرابعة السابق بالسعي لاستثمار ملف ام قصر انتخابياً" موضحا ان "محافظة البصرة لا تمتلك صلاحية ترسيم الحدود مع الكويت" مشدداً على انه "لن تذهب اية ذرة تراب من الحدود العراقية الى الكويت".
وقال: "الشارع المُحاذي للحدود العراقية الكويتية عراقي 100%، ومن يقود الحملة ضدي حول بيع اراضي عراقية الى الكويت لا يدركون الملف الحدودي مطلقاً".
ولفت محافظ البصرة الى ان "الكويت شيدت 99 منزلاً على اراضي عراقية وستوزع للعوائل التي تسكن على الحدود، ورئيس الوزراء كلفني وفق القانون بتوزيع المساكن الى العوائل العراقية الساكنة على الحدود".
في غضون ذلك رد المسؤول عن بدر في البصرة خلف البدران، والذي اتهمه العيداني بتسويق الازمة انتخابيا، بان لديه اشقاء "شهداء ومعوقين" في سبيل الدفاع عن الوطن.
وقال في تدوينة بانه حين كان مسؤولا عن الحدود: "لم اسمح لاي كويتي بالتقرب من منازل اهل ام قصر".
واعتبر البدران دفاعه عن الوطن بأنه "اثار ذلك محافظ البصرة للتهجم علي بصورة مباشرة".
ووجه البدران كلاما للعيداني قائلا: "اما كلامك باستهزاء عن شهدائنا فلولا دماءهم الزكية لم تكن انت جالسا في مكانك".
واضاف: "انا شخصيا لدي ثلاثة اشقاء شهداء واثنان معوقان... وفي سبيل الدفاع عن وطني كنت قائد فرقة النخبة في الموصل وتلعفر".
"تميم الحسن_ المدى"