أسباب خيبة "عرب أفريقيا" أمام أندية آسيا في البطولة العربية
سيطرت أندية قارة آسيا على البطولة العربية للأندية على حساب أندية أفريقيا. ففي البطولة التي تدور خلال الفترة الحالية، بالمملكة العربية السعودية، وصل إلى الدور ربع النهائي، 7 فرق من أصل 8 من القارة الآسيوية، مع استثناء أفريقي وحيد هو الرجاء البيضاوي المغربي الذي غادر فيما بعد أمام فريق النصر السعودي.
رصدت "العربي الجديد" أسباب التفوق الآسيوي والخيبة الأفريقية، أولها عدم جهوزية الأندية الأفريقية لخوض البطولة، ولا سيما الأندية التي وصلت إلى الأدوار المتقدمة في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، مثل الترجي الرياضي التونسي وشباب بلوزداد الجزائري وكذلك الوداد البيضاوي المغربي، فهذه الفرق كانت منهكة كثيرا بعد موسم طويل، خاضت خلاله المسابقات الأفريقية، بكل ما تحمله من صعوبات كبيرة، ولا سيما على مستوى التنقلات داخل القارة الأفريقية التي عادة ما تكون مرهقة، وتستغرق وقتاً طويلاً.
ودخلت هذه الأندية إلى مسابقة البطولة العربية بمعنويات منهارة، بعد الفشل في الفوز بدوري الأبطال المتوج به الأهلي المصري الذي قرر الانسحاب من هذه المسابقة، لأنها لا تتماشى مع مواعيد الفريق، وهو ما لم تدرسه جيداً بقية الأندية، التي وجدت نفسها أمام هزائم مفاجئة في دربيات عربية، لا تتقبل جماهيرها الخسارة فيها بكل سهولة.
ويبدو أن هذه الفرق كانت تفكر في العائدات المالية المرتفعة للبطولة، دون الاكتراث بصورة فرقها، وراحة لاعبيها، وهو الفخ الذي لم يسقط فيه الأهلي أيضاً الذي سيجني عائدات مالية ضخمة بعد الفوز بدوري الأبطال، وكذلك ما ستوفره له مشاركته في كأس العالم للأندية المقبلة، وبالتالي لن تشكو ميزانيته من أي صعوبات في المستقبل.
وجاءت المسابقة العربية المتجددة في توقيت غير مناسب، أي بين موسمين اثنين، في الوقت الذي انتهت فيه عقود أبرز اللاعبين يوم 30 يونيو/حزيران الماضي أي قبل أيام قليلة من انطلاق المسابقة، ففي الوقت الذي نجحت فيه أندية قارة آسيا ولا سيما منها الفرق السعودية في تعزيز صفوفها بلاعبين مميزين بفضل إمكاناتها المالية الرهيبة، فشلت أندية شمال أفريقيا في تعويض لاعبيها المغادرين، فمثلا الترجي غادره نجما الفريق محمد علي بن رمضان والدولي الليبي حمدو الهوني، بالإضافة لأنيس البدري وغيلان الشعلالي ومحمد علي اليعقوبي وغيرهم، وحتى تعاقدات الفريق الجديدة، لم تكن كافية لتعويض المغادرين، كما أن الفترة كانت قصيرة لتحقيق الانسجام بين اللاعبين، وهو ما ينطبق أيضا على الوداد الذي تعاقد مع الجزائريين إلياس الشتي وزكرياء دراوي.
ويمكن اعتبار الفوارق المالية الكبيرة الحاصلة بين أندية قارة آسيا وأندية قارة أفريقيا، حاسمة في منح الأفضلية للأندية الآسيوية التي تملك كتيبة من النجوم العالميين مثل الفرنسي كريم بنزيمة والبرتغالي كريستيانو رونالدو والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش وغيرهم.
ومن الأسباب الأخرى لفشل أندية قارة أفريقيا، الاعتماد على مدربين جدد، ما زالوا لم يضعوا بصمتهم في النادي مثل معين الشعباني الذي التحق مؤخرا بالترجي والبلجيكي سفين فاندنبروك الذي بدأ للتو مسيرته مع بلوزداد، وكذلك طارق الجاني الذي خاض أول مباراة مع الاتحاد المنستيري، بعد رحيل المدرب عماد بن يونس قبل أيام قليلة من انطلاق البطولة نحو النجم الساحلي، وعادل رمزي الذي يعيش بدوره نفس الوضعية مع الوداد الذي غير مدربه بعد الخيبة الأفريقية، وحتى النادي الصفاقسي فإنه استعان بمدربه المساعد أنيس الجربي بعد المباراة الأولى في البطولة، وذلك إثر القرار الذي اتخذه المدير الفني المصري للفريق حسام البدري بالرحيل نحو نادي الزوراء العراقي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تملك فيه أندية قارة آسيا مدربين من الطراز العالمي أبرزهم البرتغالي نونو سانتوس مدرب الاتحاد السعودي، الذي يملك مسيرة مميزة في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم.