نقابة أطباء العراق تطالب بحماية كوادرها وتحذّر من هجرة جديدة
دعت نقابة أطباء العراق، اليوم الخميس، الحكومة والجهات الأمنية، إلى توفير حماية لكوادرها من الاغتيالات والاعتداءات التي يتعرّضون لها، واتّخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، وسط تحذيرات من هجرة جديدة.
وأتى ذلك إثر حادثة مقتل الطبيب حمزة كريم بمحافظة ميسان في جنوب العراق، الذي عُثر على جثته السبت الماضي وقد بدت عليها آثار ضربات في الرأس.
في مؤتمر صحافي عقده نقيب أطباء العراق عقيل شاكر محمود، اليوم الخميس، مع مجموعة من رؤساء النقابات الصحية في العاصمة بغداد على خلفية مقتل الطبيب في ميسان، شدّد على وجوب توفير "بيئة عمل صالحة للأطباء، ومحاسبة المقصّرين من قبل الجهات المكلّفة بحمايتهم"، مضيفاً أنّه لا بدّ من "العمل الفوري على منع التأجيج المستمر من قبل بعض وسائل الإعلام ضدّ الأطباء".
ودعا النقيب إلى "توزيع الأطباء المقيمين الدوريين والأقدمين لغرض التدريب في المراكز التعليمية الكبرى وليس لسدّ احتياج معيّن فقط، وأن يكون توزيعهم وفقاً للرقعة الجغرافية ومناطق سكناهم، مع توفير الحماية لهم"، مشيراً إلى "ضرورة تفاعل الجهات المعنية كافة مع الرسائل العديدة التي بعثتها النقابات المعنيّة في ما يتعلق بالجانب الصحي والتعليم الطبي".
وتابع محمود أنّ "نقابة الأطباء تحذّر من تسويف هذه المطالب العادلة، إذ إنّ الخاسر الوحيد من قتل الأطباء أو هجرتهم إلى خارج العراق هم المرضى من هذا الشعب"، ملوّحاً بـ"التصعيد في حال تسويف مطالبنا". وطالب بـ"ضرورة إجراء إصلاح جذري شامل للنظام الصحي في العراق".
من جهته، قال الطبيب علي الشجيري، أحد الأطباء العاملين في العاصمة بغداد، إنّ "مسلسل الاعتداءات على الأطباء بدأ يتصاعد مجدداً، وقد سُجّل حادثا اعتداء الأسبوع الماضي في مستشفيَين ببغداد، إلى جانب مقتل الطبيب في ميسان"، مشدّداً لـ"العربي الجديد" على أنّ هذا "مؤشّر خطر". وأوضح الشجيري أنّ "وزارة الصحة والأجهزة الأمنية لم تتّخذا أيّ إجراءات لحمايتنا من تلك الجماعات، كما أنّ الأجهزة الأمنية لم تكشف عن الجهات التي تقف وراء تلك الحوادث".
وحذّر الشجيري من أنّ "تكرار الحوادث مجدداً وإهمال الحكومة حمايتنا قد يتسبّبان في هجرة جديدة للأطباء، وهو ما لا نريده. نحن نريد بيئة آمنة نعمل بها، ومن غير الممكن أن تكون البيئة في البلاد آمنة من دون اتّخاذ إجراءات حكومية رادعة وتوفير الحماية ومقاضاة المتورطين بتلك الحوادث".
وكانت الاعتداءات على الأطباء قد تراجعت في خلال عام 2023 الجاري، مقارنة بالأعوام التي سبقته، علماً أنّ مستشفيات العراق شهدت في عام 2022 حوادث اعتداء مستمرّة طاولت عشرات الأطباء في داخلها لأسباب عديدة، من بينها عدم نجاح عملية جراحية أو اتّهام بالتقصير بأداء واجباتهم. وقد تعرّض كثيرون لضرب مبرح من قبل ذوي المرضى أو العشيرة، الأمر الذي أدّى أحياناً إلى إصابتهم بجروح مختلفة. يأتي ذلك في حين يشكو الأطباء من عدم توفّر حماية أمنية في خلال ممارستهم العمل.
وبحسب إحصاءات رسمية، فإنّ 72 ألف طبيب عراقي ما زالوا في خارج البلاد، وقد دفعتهم الظروف الأمنية والتهديدات التي تعرّضوا لها إلى الهجرة. وفي بريطانيا على سبيل المثال، يُقدَّر عدد الأطباء الاستشاريين الذين يقيمون في العاصمة لندن وحدها بحدود أربعة آلاف طبيب، ما عدا الأطباء الجدد، علماً أنّ العدد في عموم البلاد يبلغ 60 ألف طبيب. أمّا في دول أوروبية أخرى والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا ودول الخليج، فلا يقلّ عدد الأطباء العراقيين عن 12 ألف طبيب، في وقت يعاني فيه العراق من نقص بأعداد الاستشاريين.