مناطق وأماكن سياحية ننصحكم بزيارتها في أربيل
أرُبيل تُعرف بأسماء متعددة منها هولير، أو إربيل، لكنها تشير جميعها إلى مدينة واحدة. إنها المدينة التي أصبحت ملجأً لشعوب مختلفة، مكانٌ يتسم بالأمان والاستقرار. إذا قررت زيارتها، فلن تكون هناك سوى خيارات: استكشاف معالمها التي تنبعث منها رائحة الحضارة والصمود.
قلعة أربيل
تُعدُّ قلعة أربيل الأثرية واحدةً من أبرز المعالم التاريخية في منطقة كردستان القديمة. تاريخها يمتد لستة آلاف عام، وبُنيت أساساً بهدف الدفاع، فكانت حصناً مهيباً يحمي المدينة. اليوم، تعتبر من وجهات السياحة الرائجة في المنطقة.
أضافت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو قلعة أربيل إلى قائمة التراث العالمي، فهي تحمل في جوانبها آثاراً قديمة. بين جدرانها يتجسّد تاريخ طويل يجمع بين العديد من الحضارات: الآشورية والسومرية والبابلية والإسلامية. ويُعتبر مسجدٌ يتربّع في قلب القلعة أحد المعالم البارزة، حيث كان يمثّل أول معلم ديني فيها.
إذا كنت تخطط للسفر إلى هذه المدينة المتعددة الثقافات، لا تفوت زيارة قلعة أربيل التاريخية. ففي جدرانها تتجلى قصص العصور البعيدة وتنبعث آثار الحضارات العظيمة التي عاشت وازدهرت في هذا الأرض الخصبة.
قبل أن تغادروا قلعة أربيل، يُنصح بشدة بزيارة الأسواق المحيطة بها. لن تكتمل تجربتكم السياحية إلا بعد أن تمرّوا بهذه الأسواق التي تقدم تجربة تسوق فريدة ومتنوعة. ستجدون أنفسكم وسط جنباتها ولا تستطيعون مقاومة شراء بعض الأشياء المميزة.
هناك سوق مخصص للأطعمة والمأكولات، حيث يمكنكم تذوق وشراء الأطعمة والمأكولات المحلية اللذيذة. كما يوجد سوق آخر مخصص للملابس والأزياء، حيث يمكنكم الاستمتاع بتصفح مجموعة متنوعة من الملابس والملحقات المحلية.
لا تفوتوا زيارة المحال المخصصة للكتب والآلات الموسيقية المتنوعة، وهناك أيضًا مجموعة رائعة من السجاد الإيراني الفني الجميل. لا تنسوا أيضًا البحث عن التذكارات التي ستساعدكم في الاحتفاظ بذكرى زيارتكم إلى هذه المدينة التاريخية.
وبعد جولتكم في الأسواق، لا تفوتوا فرصة شرب الشاي وسط أجواء قلعة أربيل. إنها تجربة محطّة واحدة لا بد من تجربتها قبل أن تُنهوا زيارتكم. الجلوس وشرب الشاي في هذا المكان الفريد سيضيف لمسة إضافية من السحر إلى رحلتكم السياحية.
منتزه سامي عبد الرحمن
منتزه سامي عبد الرحمن يحمل هذا الاسم تكريمًا لذكرى نائب رئيس حكومة إقليم كردستان الراحل سامي عبد الرحمن، الذي فقد حياته في مجزرة شباط عام 2004.
عندما يتجول الزائرون داخل هذا المنتزه، يشعرون أولاً بالهدوء والاسترخاء، خصوصاً مع انتشار رائحة النباتات والخضرة في المكان وبفضل هواء الطبيعة النقي الذي ينقي الرئتين. بالإضافة إلى ذلك، يوفر المنتزه ممرًا مخصصًا لمحبي ممارسة الرياضة، مما يسمح لهم بالمشي والركض والاستمتاع بالأجواء الطبيعية الخلابة.
هذا المنتزه يعتبر مكانًا مميزًا لقضاء الوقت، حيث يجمع بين الطبيعة الخضراء والهواء النقي وإمكانية ممارسة الرياضة. إنها تجربة مريحة وممتعة للزوار، سواءً كانوا يبحثون عن الهدوء والاسترخاء أو يرغبون في ممارسة نشاطات رياضية لتعزيز صحتهم.
ننصحكم بشدة بزيارة هذا المنتزه المذهل، الذي لن تكونوا قادرين على استكشاف كل زواياه في يوم واحد. ولكن من الضروري الامتثال للتعليمات الموجودة عند مداخل المنتزه لضمان سلامتكم. لا تنسوا أهمية الحفاظ على نظافة وجمال بيئة هذا المكان الرائع!
منارة الشيخ جولي
ثم نواصل رحلتنا لاستكشاف معلم ثقافي رائع، وهو منارة الشيخ جولي. تعتبر هذه المنارة ثاني أكبر معلم تاريخي في المدينة بعد قلعة أربيل الأثرية. ترتفع المنارة حوالي 22 مترًا عن سطح الأرض، وهي تشكل جزءًا مهمًا من تراث المدينة.
إن زيارة منارة الشيخ جولي ستمنحكم فرصة للاستمتاع بإطلالة رائعة على المدينة ومحيطها. يمكنكم التمتع بالمشهد الخلاب من أعلى المنارة والتقاط صور تذكارية لا تُنسى. هذا المكان يجسد تاريخ المدينة وثقافتها، وهو تجربة لا تُنسى لكل من يزوره.
تم بناء هذه المنارة، التي اشتهرت بجمال منظرها وتصميمها المعماري، في إقليم كردستان بين عامي 1128-1138م خلال عهد السلطان مظفر الدين. تُعرف بواسطة سكان المنطقة باسم "جولي"، وكانت تقع في السابق بعيداً عن المدينة.
أما عن متحف أربيل الحضاري، فهو يحتضن تحفًا وتماثيل وأدوات منزلية وقطعًا أثرية توثق لفترات زمنية متعددة عبر مرور العصور. إذا كنت من محبي استكشاف تطور الحضارات عبر التاريخ، فإن زيارة هذا المتحف ضرورية. سيساهم ذلك في إثراء ثقافتكم وفهمكم للتاريخ والحضارة.
يُعتبر المتحف ثاني أكبر متحف في إقليم كردستان بعد متحف السليمانية. ينقسم المتحف إلى ثلاثة أقسام تاريخية، حيث يتم عرض التحف والقطع وفقًا للعصور التي تعود إليها. تمتد مجموعة القطع المعروضة لتشمل فترة تصل إلى 5000 سنة قبل الميلاد، مما يعكس نمط الحياة والثقافة في كردستان والعراق على مر العصور.
وبجانب المتحف، يمتلك المكان مكتبة غنية بالتراث الثقافي، مما يجعلها واحدة من أبرز المكتبات التاريخية المرموقة في المدينة.
جامع جليل الخياط
ننتقل الآن إلى جامع جليل الخياط، والذي يُعتبر تحفة من العمارة الإسلامية وأحد أجمل معالم أربيل. يُعتبر هذا الجامع وجهة لكل من يبحث عن جمال الهندسة المعمارية والنقوش والزخارف الإسلامية في العصور القديمة.
جامع خليل الخياط يعد واحدًا من أبرز المساجد في منطقة الشرق الأوسط، تم بناؤه عام 1997 واستغرق بناؤه عشر سنوات، حيث قام الراحل جليل الخياط بتمويل بناء الجامع من ماله الخاص. يُعتبر هذا الجامع مكانًا مميزًا للصلاة والتأمل، بالإضافة إلى أنه يُعكس الثقافة والتراث الإسلامي والفني في المدينة.كاتدرائية مار يوسف في عنكاوا
بالتأكيد، زيارة كاتدرائية مار يوسف في عنكاوا هي جزء أساسي من تجربة زيارتكم لأربيل، إذ تعبر هذه الكنيسة عن روح التعايش والتنوع الذي يميز المدينة.
تم بناء كاتدرائية مار يوسف في عام 1978 على الطراز البابلي، وهي تُعتبر واحدة من الكنائس المتميزة في العراق من حيث مساحتها الشاسعة التي تصل إلى 5000 متر مربع. تم بناؤها بجهود ومشاركة أهالي عنكاوا والمتبرعين، وتُظهر هذه الكنيسة مدى التعايش والاحترام المتبادل بين الطوائف المختلفة في المدينة.
واجهة الكاتدرائية هي جزء جميل من تصميمها، وتشبه بوابة عشتار في بابل القديمة. هذا التصميم يعكس تاريخ وثقافة المنطقة بشكل فريد. إن زيارة هذه الكنيسة ستكون فرصة للتعرف على التاريخ والفن والروحانية المحيطة بالمكان، وتجربة تنوع الثقافات في المدينة.
جبل كورك
لمحبي فصل الشتاء وتساقط الثلوج، تقدم رحلة خاصة إلى جبل كورك تجربة مميزة. يقع جبل كورك على بعد 10 كيلومترات شمال شرق مدينة أربيل، وهو وجهة رائعة للتمتع بجمال الثلوج ومتعة الأنشطة الشتوية.
تضفي رحلة التلفريك إلى جبل كورك تجربة استثنائية، حيث يرتفع التلفريك لارتفاع يصل إلى 75 مترًا فوق الأرض. في هذه المساحة السياحية، يمكنكم التمتع بأجواء مميزة سواء بالتزحلق على الجليد، أو تناول الطعام في المطاعم المحيطة، أو حتى ببساطة الاسترخاء للاستمتاع بالهواء النقي ولحظات الراحة بعيدًا عن حرارة الشمس.
جبل كورك يُقدم تجربة فريدة خلال فصل الشتاء، ويمكن للزوار الاستمتاع بأنشطة ممتعة ومشوقة في هذا المكان الجميل.
شلال كلي علي بك
قبل أن تصل إلى قمة جبل كورك، هناك محطة أساسية يجب زيارتها وهي شلال كلي علي بك. هذا الشلال يُعتبر وجهة مثالية للاستمتاع بالمناظر الخلابة والجميلة. يتميز المكان بأنه يضم أنهارًا صغيرة وجسورًا ومناظر طبيعية رائعة تخلق جوًا هادئًا ومريحًا للزوار.
بالإضافة إلى شلال كلي علي بك، يمكنكم التجول في المناطق المحيطة واستكشاف المزيد من الأماكن السياحية المذهلة. إنها تجربة مميزة لمحبي الطبيعة والجمال الطبيعي، حيث يمكنكم الاستمتاع بالهواء النقي والمناظر الخلابة والأجواء الهادئة.
إذا كنتم من محبي الطبيعة وترغبون في تجربة استكشاف مواقع جميلة، فإن شلال كلي علي بك هو وجهة مثالية لإضافتها إلى جدول زيارتكم.
بالتأكيد، إقليم كردستان يحتضن العديد من المعالم والمواقع السياحية التي تستحق الزيارة، وخاصةً للسياح العرب الذين يزورون المنطقة للمرة الأولى.