اخبار العراق الان

عاجل

تنبهوا واستفيقوا أيها الحكام العرب

تنبهوا واستفيقوا أيها الحكام العرب
ناصر الماغوط

المحامي ناصر الماغوط

معظم الحكام العرب مثيرون للارتياب لأنهم يتفرجون على بلدانهم وهي تتهدم حجرا حجرا، دون أن يرف لهم جفن، وبراءة الأطفال ترتسم على قسمات وجوههم.

ولا واحد منهم قلق. الشعوب فقط قلقة، خائفة، مرعوبة، تفر في البحار وعبر الغابات بينما الحكام العرب يتفرجون.

بلدانهم تتدمر من الداخل والخارج، وهو ما يعرف بحروب الجيل الخامس، والتي يمكن تلخيصها بثلاث كلمات: التآكل من الداخل، والحكام العرب مطمئنون .. شعوبهم تعوي من الفقر والظلم والجوع والبرد والحر وانعدام سبل الحياة وأساسيات العيش، وهم ولا على بالهم.

قضية فلسطين صارت قضية ثانوية وبسيطة أمام قضية السودان وليبيا واليمن وسورية والعراق قد يقول قائل: لماذا فقط الدول المناوئة ولو بالحكي لأمريكا هي التي تعاني، بينما البلدان الموالية لأمريكا تعيش في سلام ووئام. ولهؤلاء نقول: حتى دول النفط الغنية التي تلوح عليها علامات الاستقرار والتطور والنجاح فإن هذه العلامات هي مكافأة لها على علاقاتها الجيدة مع أمريكا وإسرائيل. ومع ذلك، ها هي مصر، تعاني أشد المعاناة رغم أنها أول دولة عربية توقع صلحا مع إسرائيل. لذلك لا تستبعدوا أن تستيقظوا يوما لتجدوا الأخبار القادمة من السعودية تتحدث عن صراع مسلح ما بين أفراد العائلة المالكة التي تضم آلاف الأمراء هناك.

وفي الإمارات قد نستيقظ ذات صباح لنجد أبو ظبي تقاتل دبي، والأمارات الأخرى تتناثر عن المركز كما لو أنه الانفجار الكبير.

طيب ماذا يفعل الحكام العرب الآن لمواجهة كل هذه المخاطرة التي تعيشها بلدانهم والمحدقة بشعوبهم؟ لا شيء أبدا.

أيها الحكام العرب، أستحلفكم بآخر ما تبقى في داخلكم من كرامة وناموس: اغضبوا، خافوا على وطنكم. ألم تروا ماذا حل بالثيران البيض والسود من قبلكم؟

ألا تذكرون كيف تم شنق شقيقكم في العروبة وزميلكم في المنصب صدام حسين ذات صباح عيد خلافا لكل الأعراف والتقاليد الدينية والأخلاقية والمنطقية.

ألم تروا كيف تم ذبح القذافي وخوزقته بمنتهى الوحشية؟

ألم تسمعوا كيف تم تسميم وقتل عبد الناصر قبل كل هؤلاء لأنه كان قوميا ووطنيا؟

أعداؤكم وأعداء أمتكم عبارة عن ذئاب لا عهد لهم ولا ميثاق. ومن كان يظن أنه في مأمن من الغدر به في أي لحظة فهو ساذج. هؤلاء ليس لهد أصدقاء ولا حلفاء، بل لهم عبيد، وحالما تنتهي مدة صلاحيته يتخلصون منه دون أن يرف لهم جفن.

افهموها .. واعلموا بأنكم لن تستفيدوا من أمريكا سوى البهدلة والذل والعار.

ما حك جلدكم مثل ظفركم. كونوا مخلصين لبلدانكم وشعوبكم ليكونوا معكم، وإلا ها أنتم تتفرجون عليهم جائعين مظلومين عراة يتركونكم ويتركون أوطانهم بحثا عن لقمة الخبز ولحظة أمان.

تنبهوا واستفيقوا أيها الحكام العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب.