العراق: معدلات الأمية تتجاوز 12 بالمائة والإناث في الصدارة
كشفت وزارة التخطيط العراقية، عن معدلات ونسب تفشي الأمية داخل العراق، مؤكدة أن محافظة المثنى جنوبي البلاد، تتصدر محافظات العراق في تفشي الظاهرة التي أكدت وجود خطط لمحاربتها، وسط تشكيك في الأرقام التي تعلنها السلطات حول نسب الأمية واتهامات له بالتقليل من المشكلة.
وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، مساء الثلاثاء، إن المسح الأخير الذي أجرته وزارة التخطيط، أظهر أن معدلات الأمية في البلاد بلغت 12.3% في عموم مدن البلاد، متحدثا عن أن المعدل انخفض مقارنة بعام 2010 الذي بلغ فيه 20.5%.
وأضاف "معدلات الأمية ترتفع في صفوف الإناث إلى حوالي 28% فيما تقدر في صفوف الذكور بنحو 13%"، مبيناً أن "محافظة المثنى تتصدر المحافظات العراقية من حيث نسب الأمية بنسبة 22%، تليها محافظة دهوك بنسبة 18%".
وأكد الهنداوي في حديث للصحافيين ببغداد "لدى الوزارة خطط تنسجم مع السياسة الوطنية للسكان ورؤية العراق للتنمية المستدامة 2020 ـ 2030، تستهدف النهوض بمستوى التعليم وتحسين آليات وأساليب التعليم في العراق".
ولفت إلى أن "إجراءات وزارة التربية ساهمت في خفض نسبة الأمية في العراق خلال السنوات الماضية، ومن المتوقع أن تنخفض النسبة إلى مستويات صفرية بحلول عام 2030".
النسبة التي أعلنت عنها وزارة التخطيط العراقية، تعني وجود نحو 6 ملايين عراقي غير متعلمين، حيث يبلغ مجموع سكان العراق 43 مليون نسمة، وهو ما يدفع الباحث والمشرف التربوي السابق أيهم العبيدي للتشكيك في الرقم الحالي.
ويضيف العبيدي لـ"العربي الجديد"، إن النسبة أعلى من ذلك، والسلطات تعتمد التخمين، في ظل عجز الحكومات المتعاقبة على تنظيم إحصاء شامل حيوي للسكان يشمل مؤشرات التعليم والصحة والسكن إلى جانب العدد الفعلي للسكان العراقيين، مبينا أن "الأزمات والحروب والفقر دفع بملايين العراقيين للدخول في تصنيف الأمية ونسبة التسرب من المدارس كبيرة للغاية".
وتوقع العبيدي أن تكون النسبة الحقيقية بين 18 و20 بالمائة في عموم مدن العراق، لكنه يرى أن المفاجأة ستكون تفوّق المدن على الريف في معدلات الأمية، حيث إن نسبة الأمية داخل المدن تزداد، لافتا إلى أن الأميين يعتبرون هدفا سهلا لخطاب الكراهية والتطرف والتجنيد في المليشيات والجماعات المسلحة أيضا.
يذكر أن العراق حقّق نهاية عام 1979 مراتب عالمية متقدمة في القضاء على الأمية، عبر حملات واسعة شملت جميع مدن وقصبات البلاد، عرفت باسم "القضاء على الأمية"، واستمرّت عدة سنوات، وحققت نجاحاً كبيراً.
بدورها، تقول الناشطة الحقوقية أسماء الطائي لـ"العربي الجديد"، إن "أرقام الأميين تتصاعد بين الفتيات، بسبب خوف الأهل على البنت لضعف الأمن في كثير من المناطق، واستمرار أزمة النزوح والزواج المبكر، وانعدام الثقة بالمستقبل"، مؤكدة أن وزارة التربية مسؤولة بالدرجة الأولى عن الكشف على أرقام المتسربين من مقاعد الدراسة".
وكانت وزارة التربية العراقية قد أطلقت في عام 2012، الحملة الوطنية لمحو الأمية، ودعت المواطنين إلى التسجيل في مراكزها المختلفة في محافظات البلاد، للقضاء على الأمية، إلا أن المشروع تعرض للإهمال وقلة الدعم.