اخبار العراق الان

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، "جميع مكونات الشعب وكل من يرغب بأن يكون جزءاً من التحالفات السياسية" إلى الانضمام إلى التحالف الجمهوري الحاكم، منتقداً زعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو، داعياً إياه إلى "الاعتذار من الشعب" بعد خسارة الانتخابات السابقة.

وجاء ذلك في كلمة له ضمن احتفالية لحزب "العدالة والتنمية" في الذكرى الـ22 لتأسيس الحزب، تطرق فيها إلى مواضيع سياسية محلية، من بينها الانتخابات البلدية المقبلة التي ستجرى بعد أشهر.

وقال أردوغان: "أناشد جميع المواطنين من الذين كانت لهم خيارات مختلفة في الانتخابات، إنّ حزب العدالة والتنمية يمثل كل ثراء تركيا وجميع ألوانها، وهو حزب الـ85 مليوناً (سكان تركيا)". وأضاف: "الحزب من ناحية عدد الأعضاء هو الأكبر في تركيا، وكل المواطنين لهم قيمة عالية ويستحقون الخدمة، وقلبنا مفتوح لكل من ينبض قلبه بحبّ تركيا، وإن كنتم ترغبون في الدخول بأي تحالفات وحزب يحترمكم ومستعد للمساءلة بشجاعة، تعالوا إلى حزب العدالة والتنمية والتحالف الجمهوري الحاكم".

ومن الملفت أن دعوة أردوغان هذه تحمل في طياتها دعوات لأحزاب سياسية، خاصة أن حليفه زعيم حزب "الحركة القومية" دولت باهتشلي كان قد دعا قبل أيام زعيمة "الحزب الجيد" ميرال أكشنر إلى الانضمام للتحالف الجمهوري بدلاً عن تحالف المعارضة.

إلى ذلك، وجه أردوغان في كلمته انتقادات إلى زعيم المعارضة والمرشح الرئاسي رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كلجدار أوغلو، قائلاً إن "العالم يتغير ولكن حزب الشعب الجمهوري لا يغير من شيفراته الفاشية، ولم يلتزم بعهوده ولا يعرف الانسحاب".

وأضاف: "كلجدار أوغلو وأعوانه لا يتغيرون ويلعبون بعقل المواطنين، ولم يعتذروا من الشعب حتى الآن، ولا يحاسبون نفسهم ويواجهوم أخطاءهم، وهذا أكثر ما يزعج ناخبي الحزب، حيث يؤدي ذلك إلى زعزعة الثقة بالديمقراطية". وأوضح أنه "في 22 عاماً تنافسوا معنا في 17 انتخاباً، وفي كل مرة وجهوا صفعة إلى الشعب، حيث قللوا من قيمته ولم يتخلوا عن هذه العادة، ووجهوا كلمات مهينة بحقه".

كما تطرق الرئيس أردوغان إلى الانتخابات البلدية التي ستجرى في نهاية مارس/آذار من العام المقبل، موجهاً رسائل وأهدافاً تتعلق بأنقرة وإسطنبول، المدينتين اللتين خسرهما الحزب في الانتخابات المحلية التي جرت في العام 2019.

وقال الرئيس التركي: "في مرحلة رئاستي هذه سنعمل على مزيد من الرفاه والأمن وإنشاء تركيا القوية، وسنواصل جهودنا في كسب القلوب كما انطلقنا من 22 عاماً، ولن نحيد عن الحق والحقيقة، أو نستسلم لأكاذيب المعارضة".

وشدّد الرئيس التركي على أنه "رغم كل ما تعرض له الحزب من هجمات، لا يزال صامداً، وسنصل إلى النصر بعد 7 أشهر في الانتخابات المحلية، وخاصة في إسطنبول وأنقرة، وسنعمل جاهدين ونطرق جميع الأبواب، وأحوال أنقرة وإسطنبول معلومة، وسنجعل هاتين المدينتين تعودان لأصحابهما ناصعتي البياض".

وتابع: "لن ندخل في سجالات، ولن نقدم التبريرات، ولن نركض خلف سوء الاستثمار، ولن نشعر بالغرور، فيما زعيم المعارضة لم يخرج ويعتذر للشعب رغم الأكاذيب التي قدمها وعلاقته مع الإرهاب خلال مرحلة الانتخابات السابقة".

وتمكن التحالف الجمهوري الحاكم من الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار/مايو الماضي، وتمكن أردوغان من مواصلة الحكم في البلاد منذ تولي حزب "العدالة والتنمية" الحكم في العام 2002.

وتعرضت المعارضة لانتقادات بسبب دعم حزب "الشعوب الديمقراطي" للمرشح كلجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، حيث أإن حزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي لم يضع مسافة بينه وبين حزب "العمال الكردستاني"، وكان واحدا من أبرز أسباب خسارة المعارضة.

وتسعى المعارضة إلى تعويض الخسارة في الانتخابات السابقة من خلال الاستعداد الجيد للانتخابات البلدية المقبلة.