ماذا وراء زيارة قادة الجيش العراقي إلى قاعدة "عين الأسد"؟
وصل فريق عسكري عراقي رفيع المستوى إلى قاعدة "عين الأسد" الجوية غربي محافظة الأنبار، والتي تضم المئات من القوات الأميركية العاملة ضمن التحالف الدولي.
وتتزامن الزيارة مع الجدل الدائر بالعراق حيال التحركات الأميركية الجديدة وحقيقة زيادة أعداد قواتها، وهو ما نفاه مسؤولون عسكريون أميركيون، مؤكدين أنها عملية استبدال للقوات.
ويضم الوفد العسكري كلاً من رئيس أركان الجيش الفريق عبد الأمير يار الله، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن قيس المحمداوي، وعدداً من القيادات الأمنية والعسكرية بوزارة الدفاع والداخلية، وفقاً لبيان نقلته وكالة الانباء العراقية الرسمية (واع).
ولم يكشف البيان تفاصيل الزيارة إلى القاعدة الأبرز في خريطة الوجود العسكري للقوات الأميركية والتحالف الدولي في العراق، لكن مصدراً عسكرياً بارزاً في بغداد، قال لـ"العربي الجديد"، إن "الزيارة تشمل الجزء العسكري العراقي من القاعدة فقط".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد" إن "قاعدة عين الأسد، تنقسم إلى جزأين؛ الأول توجد فيه قوات الجيش العراقي (قيادة عمليات البادية والجزيرة) والثاني، وهو الأكبر، يضم قوات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن".
وقال إن الجزء الأميركي لا يسمح لأي من العسكريين العراقيين بدخوله إلا بموافقة مسبقة، وقد يكون وصول القادة العراقيين إليه مرتبطاً بمخرجات زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى واشنطن مطلع الشهر الحالي، على رأس وفد عراقي رسمي.
ونفى المستشار الأمني للحكومة العراقية خالد اليعقوبي الأسبوع الماضي، وجود تحشيد للقوات الأميركية داخل الأراضي العراقية، مؤكداً أن هناك استبدالاً للقوات الأميركية الموجودة في سورية.
وقال اليعقوبي في حديث صحافي إن القيادة العراقية ركزت في مفاوضاتها مع الجانب الأميركي على حفظ سيادة العراق، مشيراً إلى عدم وجود أي فقرات أو اجتماعات سرية في تلك المفاوضات.
من جهة أخرى، لفت المصدر إلى أن "الجيش العراقي مستنفر منذ أيام لتأمين مراسم زيارة الأربعينية حيث يتوافد الملايين على كربلاء والنجف، لإحياء المناسبة"، مشيراً إلى تكثيف الانتشار الأمني والجوي في المناطق الصحراوية ما بين الأنبار وكربلاء، لمنع أي عمليات تسلل لشن "عمليات إرهابية" تستهدف الزائرين.
وقال المحلل الأمني كاظم الحاج لـ"العربي الجديد" إن "العراق يشهد حالة من الاستقرار الأمني، لكن هذا لا يعني التراخي".
وأضاف المحلل أن "تنشيط الجهد الاستخباراتي هو الأهم حالياً للقضاء على ما تبقى من خلايا تنظيم داعش الإرهابي".
وكثّف الأمن العراقي أخيراً العمل الاستخباري بمتابعة وتحديد تحركات عناصر التنظيم في عموم المحافظات العراقية، ضمن استراتيجية أمنية جديدة جرى اعتمادها بالتوازي مع التحرك الميداني.
وتعد محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى من أكثر المحافظات التي تسجل أعمال عنف في البلاد.