تركيا: حزب الجيد يحدد موقفه من التحالفات بالانتخابات المحلية القادمة
أعلنت ميرال أكشنر، زعيمة حزب الجيد التركي، اليوم السبت، أن الحزب سيدخل الانتخابات المحلية المقبلة وحده من دون الانضمام إلى تحالف المعارضة، وأن باب الحزب غير مفتوح لأي حزب للتحالف معه، في رفض مبطن لدعوات التحالف الجمهوري الحاكم للتحالف معه.
وجاء كلام أكشنر في خطاب لها بذكرى بدء المقاومة التركية، الحدث الذي تستغله الأحزاب القومية لإطلاق برامجها ووعودها، وألقت أكشنر خطابها في ولاية أفيون قره حصار التي شهدت انطلاق المقاومة.
وقالت أكشنر عن الانتخابات الرئاسية الماضية: "كنت واثقة بأن هناك مرشحين قادرين على الفوز على الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات السابقة، (تقصد رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو) وكنت تعهدت بأن يكون الرئيس الثالث عشر لتركيا من المعارضة، ولم أترشح للانتخابات بسبب ذلك، ولم أر أن المشكلة في صفوف المعارضة، أعتذر من شعبنا العظيم".
وكشفت أكشنر أن حزبها "تلقى الرسالة من الشعب، وسيعمل بشكل جيد، وسنعمل على إنشاء طريقنا بشكل حر وبشعور وطني، وبهذا الإطار سيخوض الحزب الانتخابات المحلية المقبلة باسمه وكوادره أمام الشعب".
وناشدت الأحزاب السياسية بقولها: "دعونا نخوض الانتخابات في جو تنافسي يعكس إرادة الشعب، ولنجعل البرامج السياسية هي التي تظهر، دعونا نخوض الانتخابات كل وحده، من المؤكد أنه سيكون هناك تعاون، لكن جميع الأحزاب السياسية تخوض الانتخابات معاً".
وأكدت: "حزب الجيد لن يكون في تعاون مع من لديه أجندة سرية أو تعاون مع أطراف أخرى انفصالية، باب الحزب مفتوح للجميع، لا نقول لكل من يأتي نعم، نقول لا لمن يكن العداوة لمؤسس الدول وقيمها".
ويُفهم من كلام أكشنر عدم قبولها بشكل مباشر الدعوة الموجهة من التحالف الجمهوري بالانضمام إليه، وخاصة من زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، وبنفس الوقت لم ترفضها بالشكل الكامل ما يفتح المجال للتكهنات لاحقاً.
انتقاد الحكومة
وانتقدت أكشنر الحكومة الحالية بعد 90 يوماً من توليها الحكم، عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في أيار/مايو الماضي، وقالت: "حزب العدالة والتنمية قدم وعوداً كثيرة ولكن بالنظر إلى 90 يوماً، نجد أنه بعيد عن الوعود التي قدمها".
وأضافت: "الزيادات الأخيرة على الرواتب تبخرت قبل أن تدخل حيز التنفيذ، وبقي الحد الأدنى للأجور تحت خط الفقر، ويجعلون الشعب يدفع ثمن عدم إتقانهم العمل، غيروا عدداً من الوزراء والرؤساء والبيروقراطيين ولم يتمكنوا من أداء عملهم".
وشددت على أن "السياسة ليست فوزاً في الانتخابات أو خسارتها، بل هي العمل المفيد للمواطنين، وحزب العدالة والتنمية يمد يده إلى جيوب المواطنين من أجل حل المشاكل التي صنعها بيده، والشعب يواصل دفع ثمن ارتفاع الأسعار والتضخم".
وكما دأبت الأحزاب القومية والتركية مؤخراً، هاجمت أكشنر المهاجرين واعتبرتهم "مشكلة أخرى في البلاد"، موضحة أن "هذه المشكلة وضعت الشعب التركي وأمنه المجتمعي تحت الخطر، فكل مدينة في تركيا باتت مليئة بالسوريين والأفغان، الشوارع والحدائق مليئة بهم".
ولفتت إلى أنه "في الوقت الذي لا تُعرف فيه أعداد اللاجئين، فإن المسؤولين يعتبرونهم مسؤولية إنسانية وإسلامية، مسألة العاطلين عن العمل سببها عمل اللاجئين، ما يؤثر على فرص عمل المواطنين، ومن يعمل من اللاجئين يعمل من دون تسجيل، وهناك تجمعات من اللاجئين".
ودعت الحكومة إلى "السيطرة بشكل كامل على الحدود وتسريع إرسال اللاجئين إلى بلادهم، وأن يكون منع دخول اللاجئين دائماً، وعدم منح اللاجئين الجنسية وإلغاء الميزات الممنوحة لهم، هذا وقت العمل والتنفيذ".
وتمكن التحالف الجمهوري الحاكم من الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في أيار/مايو الماضي.
وتعرضت المعارضة لانتقادات بسبب دعم حزب الشعوب الديمقراطي للمرشح كلجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، حيث إن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لم يضع مسافة بينه وبين حزب العمال الكردستاني، وكان ذلك واحداً من أسباب خسارة المعارضة بحسب المراقبين.
وتسعى المعارضة إلى تعويض الخسارة في الانتخابات السابقة من خلال الاستعداد الجيد للانتخابات البلدية المقبلة.