اخبار العراق الان

رووداو ديجيتال

لم يكن يعلم المواطن العراقي من أهالي البصرة، موسى كاظم موسى صالح البطاط، تولد 1993، ان سفره الى ايران، بهدف الوصول من هناك الى تركيا، أن يودي به الحال مخطوفاً في احد الكهوف بجبال ايران، وبقائه بعيداً عن أهله لمدة 16 يوماً.

في وقت سابق، انتشر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي لشابين عراقيين تم اختطافهم في إيران، حيث ظهرا في المقطع وهما مكبلين ومرميين على الأرض، ما اثار ردود فعل غاضبة داخل المجتمع العراقي، والذي طالب الجهات الرسمية التحرك بسرعة للوصول الى المخطوفين.

موسى كاظم موسى البطاط، يسكن منطقة خمسة ميل في البصرة، متزوج ولديه طفل يدعى رضا يبلغ من العمر خمس سنوات، كما انه ينتظر مولوداً جديداً، تحدث لشبكة رووداو الاعلامية عن تفاصيل عملية خطفه.

البطاط تراجع عن فكرة التهريب الى تركيا

وقال موسى كاظم موسى البطاط: "خرجت عبر منفذ الشلامجة الى ايران يوم 12 من شهر اب الجاري، وذهبت الى مدينة شيراز الايرانية، ومن ثم ذهبت من هناك الى العاصمة الايرانية طهران، حيث حصل اتصال بيني وبين مهرب يدعى (هارون) الذي كان من المقرر اخراجي الى تركيا وفق الاتفاق الذي تم قبل اسبوعين من ذلك التاريخ".

واضاف ان "المهرب طلب مني التأكيد على اخراجي الى تركيا، لكنني قلت له انني غيرت رأيي، ومن ثم اخبرته انني في طهران، غير انه طلب تحديد مكاني، وارسلت له بالموبايل احداثيات مكاني، فأرسل لي سيارة لكي تقلني الى تبريز، فدخلنا بيتاً هناك بحدود الساعة 8 مساء تقريباً، ومن ثم خرجنا في الساعة 2 ليلاً برفقة سيارة من نوع بيجو".

سائق سيارة متواطئ مع عصابة الخطف

واشار البطاط الى ان "سائق السيارة البيجو قادني لنحو ربع ساعة تقريباً، وفجأة ترجل مسلحون من سيارة من نوع بيك آب زرقاء اللون، وقاموا باختطافنا في منطقة تسمى جالديران، ويبدو ان سائق السيارة الذي اقلني كان متواطئاً معهم، ومن ثم تبين ان هنالك عدداً آخر تم اختطافهم ووضعهم في صندوق السيارة".

وأوضح البطاط ان "احد المسلحين قام بضربي وربط يدي مع رقبتي بالسلاسل، واخذوني سيراً على الاقدام الى منطقة جبلية لمسافة 40 دقيقة تقريباً، وانا مقيد بالسلاسل، وهناك داخل كهف تم تعذيبنا بالسلاسل والعصي والاحزمة، علماً أنني عندما دخلت المكان الذي يتم فيه وضع المخطوفين رأيت عدداً من الافغانيين فضلاً عن شخص عراقي".

الخاطفون قتلوا عراقياً ورموه من الجبل

موسى كاظم موسى البطاط، تحدث عن هذا العراقي، قائلاً: "تم قتله بوضع اطلاقتين ناريتين في رأسه وفمه، ومن ثم تم رميه من الجيل"، منوها الى انه "وبعد 10 ايام من المعاناة وصلت اموال الفدية التي ارسلها اخي، والبالغة 7 الاف دولار حسبما طالب الخاطفون، من خلال التواصل مع اخي عبر الموبايل".

واضاف انه "وبعد وصول الاموال اعادتني نفس السيارة الى مكان اخر يوجد به فلاحون، حيث قاموا باطعامنا واتصلوا بالشرطة لكي يخبروهم عن مكاني"، مردفاً أن "افراد الشرطة تسلمونا في جالديران، وفي مركز الشرطة هناك تم التحقيق معنا، حيث أعطيناهم التفاصيل والموقع وملامح الخاطفين حسبما نتذكر، علما ان الخاطفين اخذوا منا كل شيء".

تبادل النيران بين الشرطة والعصابة

البطاط يواصل حديثه قائلاً: "في اليوم الثاني اخبروننا انهم امسكوا العصابة، وحصل اطلاق نار معهم، حيث تم القبض على عدد منهم، وانا بدوري تعرفت على احدهم، وكرد فعل لما حصل معي قمت بضربه بالحذاء".

"الشرطة قالوا انهم قبضوا على خمسة من افراد العصابة، فيما تم قتل اثنين منهم اثناء التراشق بالنيران"، وفقاً للبطاط الذي اشار الى ان الشرطة اعادوه الى البصرة عبر سيارات، ووصل يوم 28 من آب الجاري الى عائلته، بعد رحلة استغرقت 16 يوماً من السفر والخطف ومن ثم الافراج عنه وتسليمه الى ذويه، مبينا انه ولغاية الان لم يزره اي احد من المسؤولين في المحافظة.

القنصل العام الإيراني في محافظة البصرة، علي عابدي، أعلن الجمعة (25 آب 2023) ان السلطات الإيرانية القت القبض على عدد من العصابة التي اختطفت مواطنين عراقيين في إيران، وتحرير الرهائن لديهم

وأوضح عابدي انه "من خلال متابعتنا للموضوع، علمنا ان الأجهزة الأمنية وبالجهود المكثفة ليلاً ونهاراً، استطاعوا اكتشاف محل اختباء الخاطفين في الجبال الوعرة والقبض على عدد من العصابة وتحرير الرهائن".

حسب القنصل العام الإيراني، فإن العصابة اختطفت مواطنين عراقيين وإيرانيين.

يشار إلى أن مئات الآلاف من العراقيين يزورون إيران سنويا، وجزء كبير منهم يقصد مدينة مشهد، مركز محافظة خراسان الرضوية والتي يقع فيها ضريح الإمام موسى الرضا، الإمام الثامن لدى الشيعة.