زلزال المغرب: ارتفاع عدد القتلى إلى 1037 والجزائر تفتح الأجواء للمرة الاولى منذ عامين
نقل التلفزيون الرسمي في المغرب عن وزارة الداخلية قولها اليوم السبت إن عدد قتلى الزلزال القوي الذي ضرب البلاد ارتفع إلى 1037 شخصا.
وأضاف أن أكثر من 1200 شخص أصيبوا جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة ووقع في منطقة جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.
الى ذلك، قالت الجزائر اليوم السبت إنها ستفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإنسانية والطبية إلى المغرب بعد الزلزال القوي هناك والذي أودى بحياة 1037 شخصا.
وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب قبل عامين.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان حول زلزال المغرب، إنها مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية وكل إمكانياتها المادية والبشرية تضامنا مع الشعب المغربي الشقيق، في حال طلب المغرب هذه المساعدة.
أدى زلزال قوي ضرب المغرب إلى مقتل أكثر من 800 شخص وإصابة مئات آخرين وتدمير مبان ودفع سكانا بمدن كبرى إلى ترك منازلهم في أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود.
ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة منطقة جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من ليل الجمعة. وقالت وزارة الداخلية إن 820 لقوا حتفهم بينما أصيب 672 شخصا في تحديث لحصيلة الضحايا. وقال مسؤول محليإن معظم الوفيات وقعت في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها.
وألحق الزلزال أضرارا بمبان في مراكش، أقرب مدينة كبيرة إلى مركز الزلزال، حيث أمضى السكان ليلتهم في العراء، خائفين من العودة إلى منازلهم.
وسقطت مئذنة مسجد في ساحة جامع الفنا، وهي قلب المدينة القديمة في مراكش المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي.
وقال جوهري محمد أحد سكان المدينة القديمة "اضطررنا للركض بعد الزلزال القوي مباشرة"، واصفا مشاهد مأساوية لفارين يبحثون عن ملاذ آمن.
وقال "ما زلت لا أستطيع النوم في المنزل بسبب الصدمة وأيضا لأن البلدة القديمة تتألف من منازل قديمة. إذا سقط أحدها فسيتسبب في انهيار غيره".
وعرض التلفزيون المحلي صورا لحطام على سيارات مهشمة.
ودعت وزارة الداخلية إلى الهدوء، قائلة في بيان نقله التلفزيون حول عدد القتلى إن الزلزال ضرب أقاليم الحوز وورزازات ومراكش وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.
وقال منتصر إتري أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".
وإلى الغرب، بالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار إنه فر من منزله وإن هزات ارتدادية أعقبت الزلزال. وأضاف "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا. الأبواب فتحت وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي".
وقال المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب إن الزلزال وقع بعد الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت جرينتش) في منطقة إيغيل بجبال الأطلس الكبير.
وهذا الزلزال هو الأكبر من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ 1960 عندما وقع زلزال وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
وتقع منطقة إيغيل الجبلية التي تضم قرى زراعية صغيرة على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب غربي مراكش.
وذكر تلفزيون آر.تي.في.إي الإسباني أن الهزات الناجمة عن الزلزال شعر بها سكان في مدينتي ولبة وجيان في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا.
وأصدر الملك محمد السادس تعليمات إلى القوات المسلحة الملكية لنشر وسائل بشرية ولوجيستية مهمة جوية وبرية، إضافة إلى وحدات تدخل متخصصة مكونة من فرق بحث وإنقاذ ومستشفى طبي ميداني.
كما تم نشر وحدات للتدخل وطائرات وطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة ووسائل هندسية ومراكز لوجيستية لتقديم الدعم الضروري لمختلف القطاعات المعنية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان إن المنظمة مستعدة لمساعدة الحكومة المغربية في "جهودها لمساعدة السكان المتضررين".
وعبرت حكومات حول العالم عن تضامنها وعرضت المساعدة. وأعلنت تركيا، التي تعرضت بدورها لزلزال قوي في فبراير شباط أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص، أنها مستعدة لتقديم المساعدة.
ومن المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين مطلع أكتوبر تشرين الأول.
الأضرار في مراكش
في مراكش انهارت بعض المنازل في المدينة القديمة المزدحمة ويعمل الناس جاهدين لرفع الأنقاض بأيديهم بينما ينتظرون وصول المعدات الثقيلة حسبما ذكر أحد السكان.
وأظهرت لقطات لسور المدينة الذي يعود تاريخه إلى العصور الوسطى شقوقا كبيرة في أحد أقسامه وسقوط أجزاء منه وتناثر الأنقاض في الشارع.
وقال إبراهيم هيمي من سكان مراكش إنه رأى سيارات إسعاف تخرج من البلدة القديمة وإن العديد من واجهات المباني تضررت. وأضاف أن الخوف يسيطر على الكثير من أولئك الذين ظلوا في الخارج تحسبا لوقوع زلزال آخر.
وقالت هدى حفصي (43 عاما) في مراكش إن "الثريا سقطت من السقف وهربت إلى الشارع. ما زلت في الطريق مع أطفالي والخوف ينتابنا".
وقالت امرأة أخرى تدعى دليلة فاهم إن هناك تشققات في منزلها ولحقت أضرار بالأثاث. وأضافت "لحسن الحظ لم أكن قد نمت بعد وشعرت بالهزة وهربت".
وقال شهود من رويترز إن الناس في الرباط على بعد حوالي 350 كيلومترا شمالي إيغيل وفي بلدة إمسوان الساحلية على بعد حوالي 180 كيلومترا غربا فروا من منازلهم أيضا خوفا من حدوث زلزال أقوى.
وفي الدار البيضاء التي تبعد نحو 250 كيلومترا إلى الشمال من إيغيل، كان الناس الذين أمضوا الليل في الشوارع خائفين للغاية من العودة إلى منازلهم.
وقال أحد السكان "المنزل اهتز بشدة وكان الجميع خائفين... اعتقدت أن منزلي فقط هو الذي كان يهتز لأنه هش وقديم.. سمعت الناس يصرخون وخرج الجميع من منازلهم".
وأظهرت بعض المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لم تتمكن رويترز من التحقق منها، انهيار مبنى واحد على الأقل وأنقاضا في الشوارع. وأظهرت مقاطع مصورة أخرى أشخاصا يهرولون للخروج من مركز للتسوق ومطاعم وأبنية سكنية ويتجمعون في الخارج.