بعلم تركماني وشعار سوري مسروقين.. مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" يستهدف كردستان قبل بغداد
بغداد/ أربيل (هذا اليوم)- رصد فريق "هذا اليوم تتحرى" موقعاً إلكترونياً مع منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، يعرف باسم "جمهورية الشام الفيدرالية".
وتبين من خلال المتابعة والتدقيق أن تلك الصفحات تروج لمشروع انفصالي يهدف إلى فصل المحافظات الغربية والشمالية من العراق عن الدولة الاتحادية، وتشكيل جمهورية مستقلة تحت مسمى "جمهورية الشام الفيدرالية".
ويعتمد مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" على مزاعم تاريخية وسياسية مثيرة للجدل، حيث يدعي القائمون على المشروع أن المحافظات الغربية والشمالية من العراق ليست جزءاً من الدولة العراقية، بل هي جزء من بلاد الشام التاريخية. كما يدعي المشروع أن الاستعمار البريطاني هو المسؤول عن ضم تلك المحافظات إلى العراق.
وبحسب المنشورات التي تتبعها فريق "هذا اليوم تتحرى"، فإن المحافظات المشمولة بمشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" تضم نينوى وأربيل وصلاح الدين والأنبار وبغداد والسليمانية وكركوك وديالى ودهوك. والمشروع يبدو أنه يستهدف إقليم كردستان والسعي لتذويبه وصهره. ويعتقد البعض أن هذه الصفحات مجرد أوهام يحاول القائمون عليها الحصول على أموال.
ويثير مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" العديد من المخاوف على الوحدة الوطنية العراقية. حيث يهدف المشروع إلى تقسيم البلاد إلى كيانات صغيرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى مزيد من الانقسامات السياسية والصراعات العرقية والطائفية.
كما يثير المشروع تساؤلات حول الجهة التي تقف وراءه. حيث يعتقد بعض الخبراء أن المشروع مدعوم من قبل جهات خارجية ترغب في زعزعة استقرار العراق، من خلال نسف الدستور وبالتالي تقويض تجربة كردستان.
يدعو فريق "هذا اليوم تتحرى" إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لكشف حقيقة مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" والتصدي له، حفاظاً على الوحدة الوطنية العراقية.
"جمهورية الشام الفيدرالية" بشعار وعلم مسروقين
أثارت صفحات مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" جدلاً واسعاً في العراق، خاصة بعد أن تبين أن شعار وعلم الجمهورية المفترضة مسروقان من مؤسسات وجهات أخرى.
فقد تبين أن شعار "جمهورية الشام الفيدرالية" هو شعار معهد إعداد المدرسين في ريف دمشق – دوما، مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه.
من اليمين (شعار جمهورية الشام الفيدرالية) وهو مسروق من الشعار الأصلي لمعهد إعداد المدرسين في سوريا.
كما أظهر التدقيق أن علم "جمهورية الشام الفيدرالية" هو علم تركمان العراق، مع إجراء تعديلات طفيفة عليه، وتغميق اللون وتحريك موضع النجمات بطريقة مبعثرة.
ويرى البعض أن استخدام شعار وعلم مسروقين هو دلالة على عدم جدية القائمين على المشروع، أو على عدم امتلاكهم أي هوية أو مشروع سياسي حقيقي.
ويطالب القائمون على "جمهورية الشام الفيدرالية" بالانفصال عن العراق، وتكوين جمهورية تحت مسمى "جمهورية الشام الفيدرالية" وتضم الكرد أيضاً، وتقويض التطلعات الكردية في إقامة دولة مستقلة تحفظ هويتهم القومية.
علم جمهورية الشام الفيدرالية (يمين) وعلم الجبهة التركمانية العراقية (يسار).
وبحسب المنشورات التي تتبعها فريق "هذا اليوم تتحرى" أن المحافظات المشمولة بمشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" تضم نينوى وأربيل وصلاح الدين والأنبار وبغداد والسليمانية وكركوك وديالى ودهوك.
ويثير مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" تساؤلات عديدة حول الدوافع وراء إطلاقه، ومدى جديته، ومدى تأثيره على المشهد السياسي العراقي.
وتشير هذه المعلومات إلى أن القائمين على مشروع "جمهورية الشام الفيدرالية" يعتمدون على تسجيلات وتقارير تلفزيونية قديمة في محاولة لإثارة الطائفية، وهو ما يثير الشكوك حول نواياهم وأهدافهم، حيث يتهمون الشيعة بالهرطقة.
ويبدو أن المشروع يهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية ومالية ضيقة، دون أي اهتمام بمصالح الشعب العراقي، كما يقول محللون.