العراق: البارزاني يأمل حل الأزمة مع بغداد ويقدم مقترحين
أكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني، اليوم الجمعة، إمكانية التوصل إلى حلول مع بغداد بشأن حصة رواتب الإقليم من الموازنة المالية، مبيناً تقديمه مقترحين لحل الأزمة.
ووصل البارزاني أمس الخميس على رأس وفد كردي إلى بغداد، لبحث إمكانية التوصل إلى حلول بشأن رواتب الإقليم، والتقى الرؤساء الثلاثة، بالإضافة إلى رئيس "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، ورئيس "تحالف السيادة" خميس الخنجر، ورئيس "ائتلاف النصر" حيدر العبادي، ورئيس "ائتلاف" الوطنية إياد علاوي، ورئيس "تيار الحكمة" عمار الحكيم، وزعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، وزعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي.
وعلى أثر تلك اللقاءات، قال البارزاني في مؤتمر صحافي عقده بعد الواحدة من صباح اليوم في مطار بغداد الدولي، بحضور نواب الكتل الكردستانية في البرلمان العراقي: "جئنا كوفد حكومة إقليم كردستان للدفاع عن الحقوق الدستورية لشعب الإقليم"، معرباً عن شكره للكتل الكردستانية التي "أبدت الدعم والإسناد لحكومتها، بصف واحد وموقف واحد دفاعاً عن كيان الإقليم، لتوفير كافة الحقوق والمستحقات المالية لمواطني الإقليم".
وأشار إلى أن "الوفد أجرى مناقشات مكثفة وطويلة مع رئيس الوزراء العراقي، ورئيس الجمهورية، ورئيس البرلمان، وزعماء الأحزاب السياسية الأخرى"، مبيناً أن "وفد الإقليم قدّم مقترحين، أحدهما قصير المدى والآخر طويل المدى، لتوفير المستحقات المالية، وأن الحل الأخير قد يتطلب تشريعات وبعض التغييرات والتعديلات على بعض القوانين، وسيتم العمل عليه لاحقاً، أما الحل الحالي فهو مرتبط باجتماع مجلس الوزراء العراقي ليوم الأحد المقبل".
وشدد على أن "كلّ الأطراف السياسية التي التقينا بها، أبدت استعدادها لدعم مقترحات وفد الإقليم للتمكن من توفير الرواتب للعام الحالي"، مطمئناً بأنه "ستكون هناك بشرى خير وحل للمشاكل الحالية في أقرب وقت ممكن".
وفي وقت سابق أمس الخميس، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال لقائه البارزاني، "جدية الحكومة في إيجاد حلول جذرية للتعامل مع إقليم كردستان، وأن نهجها يعتمد مبدأ العمل نحو ترسيخ الاستقرار الدائم بعيداً عن الخلافات".
وأشار إلى أن "الحكومة عملت، ولا تزال، على ضمان عدم تأثر متطلبات العيش الكريم للمواطنين العراقيين، من ضمنهم مواطنو الإقليم، بأية إشكالات قانونية أو إدارية".
يجري ذلك على أثر تصعيد أخير وتصريحات متبادلة بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، بشأن الاتفاقات السياسية التي كانت أساساً لتشكيل حكومة محمد شياع السوداني، والتي أعادت المخاوف من دخول البلاد أزمة جديدة، إذ اتهمت حكومة أربيل، بغداد، بـ"انتهاك" تلك الاتفاقات، مطالبة بإرسال مستحقاتها المالية، وردت حكومة السوداني بتأكيد إيفائها بالالتزامات.
ودعت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، حكومتي بغداد وأربيل إلى حل خلافاتهما بشأن الموازنة المالية، بما يتوافق مع مصلحة الشعب، وكان مسؤول في حكومة إقليم كردستان قد أكد لـ"العربي الجديد"، أمس الخميس، قبيل وصول البارزاني إلى بغداد، إمكانية تدخل الجانب الأميركي بالضغط على بغداد، في حال لم يتوصل الوفد الكردي لأي نتائج لأجل احتواء الأزمة، والتوصل إلى حلول وتفاهمات مشتركة.
وتُعدّ الملفات العالقة بين بغداد وأربيل، إحدى أبرز المشاكل التي تواجهها الحكومات العراقية المتعاقبة، وأن من أهم تلك الملفات التي تحتاج إلى حوار وتفاهمات مشتركة، مرتبات موظفي الإقليم، والتنسيق الأمني في المناطق المتنازع عليها، والاتفاق على آلية تصدير النفط من حقول الإقليم، وغيرها.