هل أنتم محظوظون؟
فم مفتوح .. فم مغلق
هل أنتم محظوظون؟ – زيد الحلّي
قد يبدو الحديث عن الحظ ، مجرد ” ألوكة ” مرّة ، نضع على شماعتها آمالنا التي ضيعناها بأنفسنا لسوء فهم او جهالة ، او بسبب من في قلوبهم مرض ممن تولوا امرنا في الحياة او الوظيفة .. وشخصيا ، عشتُ هذ الامر الذي يعرف به كثير من الاصدقاء والزملاء ، حتى اصبح عندي ماضيا ، لا يروق لي الحديث بشأنه ..
لكن ، الظروف شاءت قبل يومين ، ان نجتمع على دعوة كريمة ، اقامها زميل ، لمناسبة عودة صديق طالت غربته ، وتوسع مدى الشوق اليه ، ففي اعقاب تلك الدعوة سحبنا الحديث عن الحظ في حياة الانسان ، وتشعب بذكر اسماء ومواقع ومسؤوليات .
ومع شمولية الحديث ، وتنوع الرؤى ، لاحت لي عبارة قرأتها منذ مدة طويلة للروائي الامريكي الشهير إرنست همنغواي تقول : ” أنت تصنع حظك بنفسك” وهي عبارة عميقة المعنى في مجتمع يؤمن بقيم ومفاهيم انسانية راقية ، لكنها لا تصلح لقيم مجتمع يؤمن بالتسلط والمحسوبية والنميمة وحب الذات ، ولا اجد ضرورة لتعداد الامثلة على ذلك ، فالمقولة الشائعة بين الناس ، هي أن ” الدنيا حظوظ ” في اشارة إلى أن كثيرا من الناس يؤمنون بالحظ في حياتهم.. ويعلقون عليه كثيرا من النجاح أو الفشل تجاه أي أمر ، وبعضهم لا يقبلون على الكثير من الأمور المهمة في حياتهم أو القرارات المصيرية لقناعتهم بالفشل وبأن الحظ لا يخدمهم، مرددين مسبقا أنهم أناس غير محظوظين !
ان طريقة تفكير الناس تختلف في مسالة الحظ أو في تبرير النجاح والتوفيق او الفشل في خطوات أو مشاريع حياتهم التي يقدمون عليها بناء على مدى قناعتهم بالحظ ، غير أنهم بالمقابل ، يؤكدون أن الحظ الجيد واقع يشعرون به عندما يجدون البعض ممن حولهم يتمتعون به ، فتسير أمورهم بيسر وبلا عناء قائلين : هؤلاء موجودون في الواقع ونراهم حولنا. وهذه هي مشكلة كثير من الناس ، انهم دائما ينظرون إلى ما في يد غيرهم ، ولا يقتنعون بما هم فيه واقعا .. باختصار اقول ان “الحظ “من الكلمات التي يرددها كثير من الناس عندما يفشلون في أداء عمل أو إنجاز مهمة، أو عندما يكبو بهم قطار الحياة في أي مرحلة من مراحل محطاته .
الباحثون عن” الحظ ” واثره في حياتهم وشعورهم بأنهم غير محظوظين يصابون بالاكتئاب والنكد والعصبية والملل لكونهم غير راضين عن واقعهم، فالقناعة دواء للإنسان من كثير من الأمراض بل يتعدى تأثيرها ذلك ليشعر صاحبها بالتفاؤل والمرح والسعادة والإقبال على الحياة.
بكلمة قصيرة اقول : لا يوجد في الحياة حظ سعيد يأتي بالصدفة ، فهو يأتي للإنسان مكافأة لما يقوم به من جهود في حياته الاجتماعية والمهنية ، لكن ، ان يأتي من هو عديم الضمير يقف حجرة عثرة ، في طريق صاحب الحظ السعيد ، فتلك مشيئة الله ، وقد حدثت ذلك معي!