اخبار العراق الان

عاجل

"إضراب معلمي السليمانية".. "أزمة" تقصم ظهر الآباء وتنعش المدارس الاهلية و"الفاتورة" عند القبولات

"إضراب معلمي السليمانية".. "أزمة" تقصم ظهر الآباء وتنعش المدارس الاهلية و"الفاتورة" عند القبولات

2023-10-09 21:30:04 - المصدر: شفق نيوز


شفق نيوز / مع مرور 25 يوماً على إضراب معلمي السليمانية، والذي جاء بحسب القائمين عليه، احتجاجاً على عدم تلبية حكومة الاقليم لمطالبهم المتعلقة بصرف رواتبهم والمضي بالترفيعات والعلاوات المهنية وتثبيت المحاضرين، يبدو أن الأمور تتجه نحو ازمة تعليمية و"كماشة" تلقي بظلالها على المعلمين ذاتهم واولياء الأمور الذين بدأوا بنقل أولادهم إلى مدارس أهلية، يؤكد مختصون أن هناك ازمة أخرى ستبرز أيضاً عند القبولات في الجامعات والمعاهد الحكومية.

كماشة الإضراب تضرب الأهالي والمعلمين

يقول الأستاذ حيدر وهم معلم متقاعد لوكالة شفق نيوز؛ إن "الأزمة المالية في اقليم كوردستان، لن تتوقف آثارها السلبية على الجانب الانساني وصعوبة المعيشة فقط، بل هي ضرب خارطة توازن جودة ومستويات العملية التعليمية بين القطاعين الحكومي والأهلي، وسط هجرة مستمرة للمتميزين من المدارس الحكومية المضربة عن الدوام، صوب المدارس الاهلية المستمرة والتي لازالت قادرة على توفير رواتب موظفيها".

ويضيف أن "أولياء الأمور قد يُجبرون على تحويل أبنائهم من التعليم الحكومي الى التعليم الأهالي خصوصا تلك العوائل ميسورة الحال والتي لا تعتمد على الرواتب الحكومية".

وبشأن الأضرار السلبية لإضراب عن الدوام في المدارس يؤكد المشرف التربوي في تربية السليمانية سردار حمه رشيد في حديث لوكالة شفق نيوز إن "المتضرر الأول والأخير من الإضراب هم أطفالنا وكذلك جودة التعليم الحكومي لان وفي كل عام ومنذ عام 2014 تواجه العملية التعليمية في السليمانية وتوابعها الإضراب مع كل بداية عام بسبب ازمة الرواتب في وقت ان إضراب المعلمين جاء بسبب مطالبتهم بحقوقهم الشرعية والتي هم بحاجة لها ولا يستطيعون العمل بدون ان تتوفر لهم ولعوائلهم أموال".

ويوضح أن "المستوى العلمي وفهم الطالب للمناهج الدراسية في تراجع على الرغم من وجود تميز للطلاب لكن استيعاب الطلاب للمناهج فيه قصور في المرحلة الاساسية والابتدائية وهذا ما ينعكس على مستوى الطلاب في مرحلة الإعدادية".

ويبين الاستاذ سردار أن "الضغط يزداد على أولياء امور الطلبة لتقليل نفقات المعيشة أو بيع سيارتهم من أجل نقل أولادهم إلى التعليم الأهالي لضمان مستقبل أولادهم".

ويؤكد سردار ان "واحدة من انعكاسات هذا الإضراب سيكون في قبول طلبة السليمانية في الكليات والمعاهد، فبعد مضي وقت على الدوام دون البدء به فهذا سيؤثر على إتمام المناهج الدراسية للمراحل المنتهية"، مبينا ان "وزارة التربية لن تقلل من حجم مناهج المراحل الدراسية لاقتصار الإضراب على السليمانية أما في مناطق أربيل ودهوك فالعملية طبيعية وبالتالي فإن في الامتحانات النهائية أو الوزارية سينعكس الإضراب على نتائج طلاب السليمانية وبالتالي منافستهم للمقاعد في الجامعات سيكون صعب جدا مقارنة بأقرانهم في أربيل ودهوك الذين اكملوا مناهجهم الدراسية وحصلوا على معادلات عالية".

ويردف قائلا انه "في حال عادة العملية التعليمية فهذا يتطلب الضغط على الطلاب من حيث اوقات الدراسة فحينها يتطلب ان تزداد ساعات الدراسة واستغلال العطل الدراسية لإتمام المناهج لكن بضغط على الطلاب والكوادر التعليمية".

انتكاسة التعليم الحكومي

بدوره يقول رئيس اتحاد معلمي كوردستان أحمد كرميان في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إن "الأزمة المالية وإضراب المعلمين في كل عام أدى إلى انتكاسة حلت بالتعليم الحكومي".

ويضيف كرميان إن "الإضراب المستمر من قبل الكوادر التربوية أدى لانتعاش المدارس الأهلية، والمتضرر هو المواطن الفقير الذي لا يمتلك الإمكانية".

ويتابع أنه "تواصل مع مدرسة واحدة فيها 25 طالباً متميزاً في الصف السادس الإعدادي، وتبين أن 15 طالباً منهم انتقلوا الى مدارس أهلية خلال العام الحالي بسبب الإضراب المستمر، وهذا الأمر سيؤدي إلى إلحاق الضرر الكبير بالتعليم الحكومي".

ويؤكد كرميان ان "الاقليم نفذ كامل التزاماته المتعلقة بتسليم النفط ونصف إيراداته من الضرائب والجمارك، وأن على بغداد الالتزام بدفع حصته المقرة في الموازنة، إلا أن الحكومة الاتحادية ردت في وقت سابق على اعتراضات الإقليم بالقول إن حكومة السوداني أوفت بالتزاماتها المالية تجاه الإقليم، وبلغ ما بذمته من أموال".