الأمم المتحدة تشيد بجهود العراق نحو التغيير والإصلاح
أشادت مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة للعراق، جينين هينيس بلاسخارت، بالجهود الإصلاحية الرائدة التي اتخذتها الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة، مؤكدة أهمية هذه الخطوات لبناء مستقبل مستدام في العراق.
وأبرزت بلاسخارت، خلال إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول العراق، الجهود الجادة في تنفيذ الإصلاحات في قطاعي البنوك والتمويل، مشيرة إلى إطلاق منصة إلكترونية لبيع العملات الأجنبية كمثال على التزام الحكومة الشفافية والكفاءة. وأيضاً أشادت بإنشاء صندوق العراق الجديد للتنمية والتغييرات في ميزانية الحكومة الفدرالية التي ستشجع على استثمارات القطاع الخاص.
وأكدت أهمية قانون الضمان الاجتماعي الجديد وفوائده للعمال العراقيين، ما سيسهم في تعزيز الحماية الاجتماعية ودعم الأمومة والبطالة. وشددت على جهود العراق في استغلال موارده الطبيعية بفعالية وتحسين استدامة الطاقة.
وأشارت إلى ضرورة مكافحة الفساد، مع تأكيد صعوبة تفكيك الشبكة المعقدة للفساد وأهميتها لتحقيق الرؤية الاقتصادية والبرامج التنموية. وأشادت أيضاً بجهود مكافحة تهريب المخدرات والتركيز على النزاهة والشفافية.
وحول الميزانية الفيدرالية المعتمدة أخيراً، قالت إنها "ترسم مساراً طموحاً للبلاد حتى نهاية عام 2025 ويتضمن مخصصات قادرة على تلبية الاحتياجات الحيوية، مثل تطوير البنية التحتية وإعادة الإعمار". وشددت المسؤولة الأممية في الوقت ذاته على أن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها الحكومة في بيئة معقدة، وعلى رأس تلك التحديات الفساد.
أكدت أن الحكومة العراقية تعمل على مكافحة ذلك، مشددة على أنه ليس بالسهل، وأنه دون مكافحة الفساد سيصعب تنفيذ الرؤية الاقتصادية والبرامج التنموية. وتحدثت عن عدد من الخطوات التي اتُّخِذَت في هذا السياق بما فيها "زيادة الشفافية حول تحصيل الإيرادات الجمركية، ومتابعة قضايا تسليم الأفراد المتورطين في سرقة الموارد الفيدرالية، وفي حملة جديدة بعنوان "من أين لك هذا؟"، راجعت لجنة النزاهة الفيدرالية السجلات المالية للمرشحين الانتخابيين". وشددت في الوقت ذاته على أن "الشبكة المعقدة من الكسب غير المشروع والمصالح الخاصة، التي تراكمت في العراق على مدى عقود من الزمن، لن تُفكَّك بين عشية وضحاها".
وتناولت بلاسخارت التحديات المتعلقة بالهيكل الاقتصادي في العراق واعتماد النفط بشكل كبير، مؤكدة أن هذا غير مستدام في ظل النمو السكاني السريع، وشددت على ضرورة خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة.
وتوقفت عند قضايا التغير المناخي، وقالت: "إن تغير المناخ وندرة المياه يشكلان عوامل تضاعف من التهديدات". ولفتت الانتباه إلى أن درجات الحرارة في العراق خلال الصيف تجاوزت مرة أخرى 50 درجة مئوية.
ولفتت إلى أنه "في يونيو/حزيران الماضي، سجلت المنظمة الدولية للهجرة نزوحاً داخلياً لنحو 14 ألف أسرة بسبب ظروف الجفاف في 10 محافظات عراقية". وشددت على أن ترك الموضوع دون معالجة سيؤدي إلى مزيد من تدهور الأوضاع. ورحبت بجعل الحكومة العراقية مسألة الأمن المائي واحدة من أهم أولوياتها.
وشددت أيضاً على ضرورة عدم إغفال "تأثير الجهات المسلحة غير الحكومية في مناطق معينة، الأمر الذي لا يقوض الثقة في الدولة ويخلق أيضاً بيئة من الخوف والغضب".