سوق النفط تترقب "طوفان الأقصى": توسع الحرب يرفع السعر إلى 100 دولار
تشير التوقعات إلى إمكان ارتفاع سعر البرميل إلى 100 دولار مع اتساع رقعة حرب "طوفان الأقصى"، فيما يبحث نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ووزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في موسكو، الوضع في سوق النفط، وقد لفت نوفاك إلى احتمال تأثير الحرب على استهلاك الطاقة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية التي تديرها الدولة أن المملكة أكدت دعمها لجهود أوبك + لتحقيق التوازن في أسواق النفط، و"كلّ شيء" من شأنه أن يساهم في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي.
لم يطرأ تغير يذكر على أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الأربعاء، مع انحسار المخاوف من احتمال انقطاع الإمدادات بسبب حرب "طوفان الأقصى". وارتفع خام برنت 12 سنتاً إلى 87.77 دولاراً للبرميل اليوم. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثلاثة سنتات إلى 86 دولاراً للبرميل.
وكان الخامان القياسيان قد ارتفعا أكثر من 3.50 دولارات يوم الاثنين، إذ أثارت الاشتباكات العسكرية مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة، ولكنهما أغلقا على انخفاض في جلسة أمس الثلاثاء.
تأثير توسع الحرب
وتتأثر سوق النفط بالأحداث في غزة وإسرائيل منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس يوم السبت في حالة اتساع نطاق الصراع مما يعرض تدفقات النفط الخام للخطر، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ". تضيف الحرب بعدًا معقدًا آخر إلى تجارة النفط الخام العالمية بعدما ارتفعت الأسعار في الربع الثالث، حيث خنقت "أوبك +" الإمدادات لتشديد السوق، ثم تخلت عن بعض المكاسب مع تصاعد المخاوف بشأن الطلب.
واعتبرت "بلومبيرغ" أن أي دليل على أن إيران كانت متورطة بشكل مباشر في الهجوم يمكن أن يهدد تدفقات النفط. وتتمثل المخاطر الرئيسية في التطبيق الأكثر صرامة للعقوبات الأميركية على صادرات البلاد من النفط الخام، أو الحصار الذي تفرضه طهران على ممرات الشحن الرئيسية، وربما مع شن هجمات على السفن.
وقال كبير محللي الطاقة في شركة SDIC Essence Futures Co ومقرها بكين، غاو مينجيو، للوكالة الأميركية: "تحتاج السوق الآن إلى تقدير المخاطر التي قد تترتب على أي تصعيد للصراع، وتداعياته على الدول الموردة للنفط الخام، مثل إيران".
وفي آسيا، تدرس الصين اتخاذ تدابير جديدة لمساعدة اقتصادها على تحقيق هدف النمو الرسمي، وهو ما قد يعزز الطلب في أكبر مستورد للنفط. وقال أشخاص مطلعون إن الإعلان قد يأتي هذا الشهر.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة ميركوريا لتجارة السلع الأولية، ماجد شنودة، اليوم الأربعاء، إن سعر النفط قد يصل إلى 100 دولار للبرميل إذا تفاقم الوضع في الشرق الأوسط بشكل أكبر. وقال شنودة خلال مؤتمر للصناعة في الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة: "لا أعتقد أن هناك الكثير من المحللين الذين اعتقدوا أنّ السعر سيرتفع إلى 100 دولار، في الظروف العادية. أعتقد أن الأحداث التي حدثت أخيراً تضع سحابة كبيرة على ما يمكن أن تتجه إليه الأمور". وتابع: "ارتفعت التقلبات لكنّ حركة السعر كانت في الواقع ضعيفة للغاية - 3 دولارات للبرميل ليست بهذه الأهمية - لذا فإن السوق تتلاشى أمام أي حركة حقيقية. لكن هناك احتمالا كبيرا بأن يتصاعد هذا، وإذا تصاعد، فأعتقد يمكننا أن نرى 100 دولار".
خيارات ونقاشات
وفي إشارة تبعث على التفاؤل إزاء وضع الإمدادات، أحرزت فنزويلا والولايات المتحدة تقدماً في المحادثات التي يمكن أن تفضي إلى تخفيف العقوبات على كاراكاس من خلال السماح لشركة نفط أجنبية إضافية واحدة على الأقل بالحصول على النفط الخام الفنزويلي في ظل بعض الشروط.
في المقابل، تناقش السعودية وروسيا، أكبر مصدري النفط في العالم، الوضع في سوق النفط وأسعار النفط اليوم الأربعاء.
واستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في موسكو يوم الأربعاء في مقطع فيديو نشره صحافيون روس على الإنترنت.
ومن المقرر أن يشاركوا في مؤتمر للطاقة في موسكو. ومن المقرر أن تعقد روسيا والمملكة العربية السعودية أيضًا اجتماعًا للجنة الحكومية المشتركة بينهما.
وقال نوفاك إن روسيا والسعودية ستناقشان تأثير الصراع في الشرق الأوسط الذي حذر الكرملين من أنه قد يتصاعد بسرعة إلى صراع إقليمي. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نوفاك قوله: "سنناقش الأمر، مثل هذه الأحداث في العالم يمكن أن تؤثر بطريقة أو بأخرى على الوضع في ما يتعلق باستهلاك موارد الطاقة".
ومن المقرر أن يلقي بوتين كلمة أمام المنتدى يوم الأربعاء. ومن المتوقع أيضا أن يحضر الاجتماع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وبعض ممثلي أوبك. ونسقت السعودية وروسيا خفض الإمدادات في السنوات الأخيرة لدعم أسعار النفط.
واتفقا على مواصلة التخفيضات الطوعية لإمدادات النفط بإجمالي 1.3 مليون برميل من النفط يوميًا، أو أكثر من 1% من الطلب العالمي، حتى نهاية العام.
وتنتج إسرائيل كميات قليلة للغاية من النفط الخام، لكن الأسواق تشعر بالقلق من أن الصراع قد يتصاعد ويعطل إمدادات الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى تفاقم العجز المتوقع لبقية العام.