إيران: فتح "جبهة جديدة" ضدّ إسرائيل رهن بالتطورات في غزة
أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الخميس، أنّ فتح "جبهة جديدة" ضدّ إسرائيل في الشرق الأوسط يعتمد على "تصرّفات" إسرائيل في قطاع غزة الذي يتعرّض لقصف مكثّف.
ورغم العلاقة الوثيقة بين "حماس" وطهران، يؤكّد القادة الإيرانيون عدم ضلوع بلادهم في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس" السبت ضدّ إسرائيل.
وقال أمير عبد اللهيان خلال لقاء مع رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني في بغداد إنّ "مسؤولين في بعض الدول يسألوننا عن إمكانية فتح جبهة جديدة في المنطقة". وأضاف: "قلنا لهم إنّ جوابنا الواضح في ما يتعلق بالاحتمالات المستقبلية هو أنّ كلّ شيء يعتمد على تصرفات الكيان الصهيوني في غزة".
ووصل الوزير الإيراني إلى بغداد في إطار جولة في المنطقة تشمل لبنان وسورية، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالهجوم في غزة.
وقُتل نحو 1300 إسرائيلي، في عملية "حماس" المباغتة، فيما استشهد 1537 فلسطينياً، غالبيتهم من المدنيين، خلال ستّة أيام من القصف المكثّف على قطاع غزة حيث تحوّلت مبانٍ كاملة إلى ركام.
وحذّرت دول غربية إيران منذ السبت من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل.
وفي بيروت التي وصل إليها ليل الخميس، قال أمير عبد اللهيان إنّ "استمرار جرائم الحرب ضدّ فلسطين وغزة سيلقى ردّاً من قبل باقي المحاور، وبطبيعة الحال فإنّ الكيان الصهيوني وداعميه سيكونون مسؤولين عن عواقب ذلك".
وكان في استقبال الوزير الإيراني لدى وصوله إلى مطار بيروت ممثّلون عن كتلتي "حزب الله" و"حركة أمل" البرلمانيتين وعن حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
وتخشى الولايات المتحدة أن تُفتح جبهة جديدة في شمال إسرائيل عند الحدود مع لبنان، في حال قرّر "حزب الله" التدخّل بشكل واسع في النزاع.
ولا يزال تدخّل "حزب الله" الذي يُعدّ الطرف العسكري والسياسي الأبرز في لبنان محدوداً حتى الساعة، لكنّ محلّلين يتوقّعون أن يبادر إلى فتح جبهة جديدة في ما لو بدأت إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة.
وصرّح الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء: "لقد وجّهت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: احذروا".
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنّه "يجب على كافة الدول الإسلامية والعربية وجميع أحرار العالم، وقف جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من خلال التعاون الجاد"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا) عن بيان رئاسي.
وأجرى رئيسي مساء الأربعاء اتصالاً بكلّ من ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان ورئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويعقد أمير عبد اللهيان الجمعة سلسلة لقاءات في بيروت، يختتمها بمؤتمر صحافي في مقرّ السفارة الإيرانية، على أن ينتقل بعدها إلى سورية، التي قدّمت لها طهران دعماً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً منذ بدء النزاع عام 2011.
وخرج الخميس مطارا دمشق وحلب من الخدمة جراء ضربات إسرائيلية استهدفتهما، وفق السلطات السورية.
ولم يتبنّ الجيش الإسرائيلي الضربات رسمياً، لكنّ السفير الإسرائيلي لدى برلين رون بروزر زعم في تصريحات تلفزيونية الخميس أنّ القصف على مطار دمشق استهدف "شحنات أسلحة آتية من إيران تضمّ صواريخ ومسيّرات" إلى سورية ولبنان.
وأطلقت حركة حماس يوم السبت الماضي، هجوماً أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى" نجح فيه مقاتلوها في الوصول إلى المستوطنات المحاذية للقطاع، وخاضوا اشتباكات في أكثر من نقطة في هذه المناطق، قبل أن تشرع قوات الاحتلال بشن سلسلة غارات على قطاع غزة.
(فرانس برس، العربي الجديد)