العراق: توفير الكتب المدرسية إلكترونياً والأهالي يتحملون التكاليف
أعلنت وزارة التربية العراقية، توفير الكتب المدرسية إلكترونياً، ودعت الطلاب إلى تحميلها من موقع الوزارة الرسمي، واعتمادها خلال العام الدراسي الحالي، بعد أن تأخرت في توفيرها بنسخ ورقية، وهو ما يضطر الأهالي إلى تحمل تكاليف الطباعة، وسط انتقادات للحكومة بالعجز عن تنفيذ وعودها بدعم العملية التعليمية في البلاد.
ويعدّ توفير الكتب الدراسية من الأزمات التي تعاني منها مدارس البلاد. وخلال العام الدراسي السابق لم يحصل أغلب الطلاب على الكتب، إذ لم تقم وزارة التربية العراقية بطباعتها، وبررت ذلك بعدم وجود تخصيصات مالية، وهو ما اضطر أولياء الأمور إلى تحمل أعباء ذلك من خلال شرائها أو طباعتها في السوق المحلية على حسابهم الخاص، فيما وعدت بطباعة وتوزيع الكتب ورقياً على الطلاب خلال العام الدراسي الحالي الذي بدأ رسمياً قبل أسبوعين.
ووفقاً لبيان لمديرية المناهج التابعة لوزارة التربية، صدر مساء الخميس، فإنه "جرى نشر روابط الكتب المنهجية إلكترونياً على موقعها الرسمي، للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ومدارس المتميزين".
وكان المتحدث الرسمي باسم الوزارة، كريم السيد، قد أكد الأسبوع الماضي، أن "الوزارة تغلبت على العقبة السنوية بقلة التخصيص المالي، إلا أن تأخير إقرار الموازنة، منتصف يونيو/حزيران الماضي، جعلنا في تحدٍّ حقيقي بالسباق مع الوقت لإكمال عمليات الطباعة والتوزيع للمديريات والمدارس"، موضحاً في بيان أن "الوزارة تسابق الوقت، وتواجه هذا الموضوع بحرص كبير، وتأمل أن تنتهي هذه الأزمة للمضي بعام دراسي متميز، نواجه فيه التحديات بمسؤولية، ونعمل على الحد منها وإنهائها من خلال آليات ستقررها الوزارة لاحقاً لعدم الوقوع تحت ضغط الوقت والإجراءات والمضي وفقاً للتقويم التربوي".
من جهته، أكد مدير إحدى المدارس في البلاد، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن الوزارة عجزت عن توفير الكتب ورقياً، لذا لجأت إلى توفيرها إلكترونياً، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "أغلب مدارس البلاد لم تستلم حتى الآن أي كتاب من الوزارة، وأن أولياء الأمور اضطروا إلى تحمل أعباء وتكاليف طباعة الكتب كما حصل في العام الماضي".
وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك تدريس وتعليم من دون توفر كتب منهجية لدى الطلاب"، مشيراً إلى أن "لجوء الوزارة إلى توفيرها إلكترونياً هو تنصل من المسؤولية وإلقائها على عاتق أولياء الأمور ليتحملوا تكاليف طباعتها".
وليست أزمة توفير الكتب المدرسية جديدة في العراق، لكنها تفاقمت العام الماضي مقارنة بأعوام سابقة، لا سيما بعد تحذيرات مسبقة أطلقتها لجنة التربية والتعليم النيابية وجهات أخرى حول عدم طباعة الكتب بسبب غياب التخصيصات المالية.
وأثّرت مشاكل عدم توفير الكتب الدراسية ونقص المدارس والاضطرار إلى اعتماد الدوام المزدوج والثنائي والثلاثي وحتى الرباعي في أغلب مدارس العراق، على الواقع التعليمي في البلاد، ويعزو مسؤولون ذلك التراجع إلى الفساد الذي تعانيه أغلب مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة التعليمية.