لماذا نناصر فلسطين؟
يونس جلوب العراف
لم يكن موقف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المدافع عن حقوق الفلسطينيين في مؤتمر القاهرة موقفا شخصيا من قبله، بل كان يمثل إرادة الشعب العراقي المؤيد لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني ودعمه، من أجل تحقيق أهدافه في استعادة أرضه والعيش عليها كوطن له، وهو حق مشروع تضمنه قانونيا لوائح حقوق الإنسان العالمية والقوانين الدولية المقرة من قبل الأمم المتحدة، فضلا عن قرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة في سنوات سابقة.
في المقابل هناك العديد من الناس من غير العراقيين، الذين يرون أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني ورطة كبيرة لا ينبغي الدخول إلى منطقتها المليئة بالأسلاك الشائكة والرمال المتحركة وحقول الألغام، بحكم سيطرة اللوبي الصهيوني على العديد من المنظمات الدولية من خلال الرشاوى وعمليات شراء الذمم، التي تجيدها أذرع اللوبي الصهيوني، فلا غرابة أن نرى دولا تساند الصهاينة في إصدار القرارات داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة.
في العراق وبحكم المظلومية التي شعر بها العراقيون طوال العقود الماضية، وبما يجمع الشعبين الشقيقين العراقي والفلسطيني من روابط، فنحن لا نطرح سؤالًا لماذا نناصر فلسطين في مواجهة الاحتلال الصيهوني، كوننا ندرك أن الحق في الحياة والحرية والعدالة لا بد أن يتاح للفلسطينيين ولن نجامل عليه ولن نقبل أبدا أن نبقى متفرجين على الجرائم الصهيونية الدائمة، بل ونشجع كل شعب وفي أي بقعة من بقاع العالم على تحرير ارضه من الاحتلال، كوننا قد عانينا منه لسنوات طويلة فضلا عن كون تربيتنا تحتم علينا أن نكون أوفياء لما تعلمناه في طفولتنا من مبادئ وقيم العدالة الحقة.
في ضوء ما تقدم ليس على العالم أن يبدي استغرابه من الموقف العراقي الداعم لفلسطين في المحافل الدولية، على الرغم من كون العراق ربما سيواجه بعض الضغوط من قبل أمريكا والدول الغربية، من أجل تغيير هذا الموقف الذي أسكت الأبواق، التي كانت تقول إن العراق في الوقت الراهن لن يقف مع الفلسطينيين الذين يواجهون حرب ابادة جماعية من قبل القوات الإسرائيلية في قصفها اليومي المستمر على غزة، التي ضربت أروع صور الصمود والتحدي منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في فجر السابع من تشرين الأول، والتي جعلت الصهاينة في موقف المدافع، الذي لا يعرف كيفية التعامل مع ما يدور حوله.
الشيء المؤكد أن العراق وعلى الرغم من كل ماعاناه من ارهاب وقتل وحروب، إلا انه سيبقى الوفي لكل ما يؤمن به من قضايا، والدليل أننا نرى حتى فقراء العراق بدؤوا بإرسال المساعدات إلى اشقائهم في غزة، فالدم لن يتحول إلى ماء بين ليلة وضحاها.