باحثان في ندوة لـ"المركز العربي": إيران لن تدخل الحرب إلا إذا هوجمت
رجح باحثان خلال ندوة عقدت في الدوحة عدم دخول إيران طرفا في الحرب الدائرة في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، إلا في حال هوجمت وضربت مصالحها.
وعرض كل من الباحثين مهران كامرافا ومروان قبلان، خلال مشاركتهما في ندوة أقامها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بعنوان "إيران وحرب إسرائيل على غزة: الخيارات والسيناريوهات"، سقف الموقف الإيراني، الذي أعلن عنه بشكل رسمي ويؤكد أن "إيران لن تدخل الحرب ما لم تتعرض مصالحها أو يتعرض مواطنوها للاعتداء والهجوم".
وكان الباحث كامرافا قد لفت خلال مداخلته في الندوة، إلى المواقف الإيرانية من العدوان الإسرائيلي على غزة، والتي تمثلت أولا بالطلب الإيراني من حركة حماس، بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين، وذلك خلال لقاء عقد بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وقادة حركة حماس في الدوحة.
كما طالبت إيران بوقف الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني، ووجهت تحذيرا إلى الولايات المتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي من احتمالية خروج الوضع عن السيطرة، عدا عن "تأكيد بعثة إيران في الأمم المتحدة عدم تدخل إيران في المواجهة طالما أن إسرائيل لا تضرب المصالح الإيرانية، مع التأكيد على أن المقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها، فضلا عن تأكيد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مقابلة تلفزيونية أن "مجموعات المقاومة تتصرف بطريقة مستقلة فيما يتعلق بإسرائيل".
وأشار الباحث مهران كامرافا إلى أن "إيران وحزب الله، يفضلان حرب استنزاف مع إسرائيل متدنية التكلفة، تسمح مع مرور الوقت بخنق الموارد الإسرائيلية". وأضاف أنه لا يمكن لإيران وحزب الله أن يتحملا مواجهة عسكرية مفتوحة مع إسرائيل، خاصة مع الوضع المتردي اقتصاديا في لبنان والتكلفة العالية لحرب 2006 بالنسبة لحزب الله، أما بالنسبة لإيران، فيقول كامرافا إنها تفضل الدخول في مواجهات عسكرية تختارها هي ولا تفرض عليها، فضلا عن معاناة إيران من سلسلة أزمات داخلية متلاحقة خلال السنوات الأخيرة، ولانخفاض المصداقية والثقة بالنظام الإيراني لدى الشارع، الذي لم يصوت إلا بنسبة 44 % للرئيس الحالي إبراهيم رئيسي.
لكنه قال إن احتمال التصعيد يبقى قائما، إذا اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان، حيث لن يكون هناك خيار أمام حزب الله إلا الرد، أما في حال هاجمت إسرائيل إيران، فإن الرد الإيراني سيكون كبيرا، وسيكون من ضمن هذا الرد الأهداف الأميركية في المنطقة، لكنه خلص إلى القول، إن "الوضع خطير ومتقلب وهناك احتمال أن تذهب الأمور إلى التصعيد"، معربا عن أمله بانتهاء المذبحة.
ورأى الباحث مروان قبلان، أنه لن يحصل تدخل إيراني مباشر في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلا إذا تعرضت إيران لهجوم، مدللا على ذلك في الحروب الإسرائيلية الخمس السابقة على قطاع غزة، خاصة وأن إيران ليست في وارد الدخول في مخاطرة يمكن أن تؤدي إلى إضعاف النظام، مشيرًا إلى أن النتيجة التي خلص إليها النظام الإيراني، بعد الحرب العراقية - الإيرانية والتي تسببت بمئات الآلاف من القتلى، هي عدم خوض حرب دامية مرة أخرى.
وجزم الباحث قبلان، بأن إيران لم يكن لها أي دور في الهجوم الذي قامت به حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، لافتا إلى قيام المرشد الإيراني على خامئني نفسه بنفي أي دور لإيران، وفسر ذلك بالخشية من قيام الولايات المتحدة بضربها وتغيير النظام فيها كما حصل مع العراق.
واعتبر أن مكاسب إيران في هذه الحرب، هي إيقاف مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، ولعبها دورا سياسيا، بالإعلان عن استعدادها للتدخل لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس، أما خسائرها فتتمثل بتوقف مسار التفاوض الأميركي - الإيراني الذي تتوسط فيه قطر، وتجميد الأموال الإيرانية، التي تم رفع التجميد عنها، بعد صفقة إطلاق المعتقلين بين طهران وواشنطن.