الدولار الحكومي.. إعلان "أجوف" وإرهاق جديد للمسافرين - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
باشرت المصارف الحكومية، أول أمس السبت، اطلاق خدمة الحجز الالكتروني لبيع الدولار للمسافرين بالسعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي العراقي 1320 ديناراً.
وحدد مصرفا الرشيد والرافدين الحكوميين، آلية خاصة للحصول على الدولار بواسطة الحجز الإلكتروني المسبق، وتبلغ حصة كل مسافر 3000 آلاف دولار.
وبعد الانتهاء من ملئ الاستمارة يتوجه الزبون الى احد فروع المصرفين المحددة لهما ببغداد كمرحلة اولى لايداع المبلغ النقدي بالدينار العراقي الذي تم تأشيره عبر استمارة الحجز الإلكتروني، وتسليمه بطاقة ماستركارد معبئة بقيمة 3 آلاف دولار تصرف يوم سفره من منفذ المصرف في مطار بغداد الدولي حصراً.
هذه هي الآلية الجديدة بطريقتها المنمقة، لكن "ما خفي كان أعظم"، حيث كشف مصدر مصرفي مسؤول لـ"بغداد اليوم"، ان "رابط الحجز الإلكتروني لا يعمل الا نحو ساعتين صباحاً مع بداية الدوام الرسمي لمصرفي الرشيد والرافدين لكثرة الحجز المسبق عليه ولا يحظى به الا ذو حظ كبير" نظراً لكثرة الطلبات من الراغبين بالسفر.
ويقول المصدر، ان "كل فرع حدده المصرفان للحجز الالكتروني يوفر 25 بطاقة ماستر كارد فقط يومياً وهي لا تشكل الا نسبة ضئيلة جداً مقابل الآف الطلبات".
ويضيف "رغم انها البداية لكن لم تكن مشجعة بسبب عجز المصارف الحكومية عن تأمين الطلبات الكثيرة بسبب شحة الدولار أو الاجراءات المشددة لوابط البنك المركزي العراقي والبيروقراطية الإدارية لمنع تسرب العملة الى السوق السوداء".
ولم يستبعد المصدر "حصول محسوبية ومنسوبية في بعض الحالات وتجاوز آلية الحجز الإلكتروني ومنح الدولار مباشرة من منفذ المطار بالطريقة التقليدية لأصدقاء ومقربين لمسؤولين او موظفين في المصارف الحكومية لكنها تبقى محدودة نسبياً".
وفي خطوة تهدف إلى الحد من "تسلق" العملة الأجنبية، الذي بلغ سعر صرفها حدود الـ160 ألف دينار لكل 100 دولار في السوق الموازي، افتتح البنك المركزي خلال الأسابيع الماضية، مكاتب صرافة في مطار بغداد، بهدف تسهيل آلية حصول المسافرين على الدولار، غير أن مختصين آخرين يرون أن تلك الخطوة "وقتية" ولا يمكن أن تعالج الخلل من جذوره، داعين إلى ضرورة اتخاذ قرارات اقتصادية صارمة من شأنها وضع حد لما وصفوه بـ"انفلات" الدولار.
ويقول خبراء اقتصاديون ان هذه الإجراءات "لم تعد كافية للسيطرة على ارتفاع سعر العملة، كون حصص شركات الصيرفة، قد تم تقليصها لذا فإن ذلك لن يعوِّض النقص الحاصل، وهذا الأمر كفيل بعدم كسر الحاجز النفسي وبالتالي صعود الدولار".
وأعربوا عن خشيتهم من أن تستمر عمليات المضاربة، وبالتالي يحصل ارتفاع جديد للدولار، لافتين إلى أن فتح مصارف للمسافرين، إجراء غير كافٍ، مالم تتم متابعتها بشكل مستمر ودائم".
وأشار الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في تصريح سابق إلى، أن "صعوبة حصول المسافرين على الدولار، دفعت البعض منهم إلى المبيت أحياناً عند بوابات المكاتب وشركات الصيرفة وقسم كبير من المسافرين لم يكن يحصل على حصته في النهاية من الدولارات المخصصة له من قبل البنك المركزي، لذا فإن الخطوة الأخيرة للبنك المركزي والقاضية بفتح مكاتب صرافة في أربعة مطارات (بغداد، النجف، أربيل، البصرة)، يمكن أن تحقق نجاحاً كبيراً في حال نفذت العملية بشكلها الصحيح".
وكان محافظ البنك المركزي علي العلاق قد افتتح مؤخراً، منافذ جديدة لبيع الدولار في مطار بغداد، وأكد على "سرعة إنجاز المعاملات من قبل المصارف الحكومية وشركات الصرافة التي تبيع الدولار للمسافرين في مطار بغداد الدولي كون ذلك محدداً بوقت معين" مبينا أن "خطوة فتح منافذ جديدة في المطار ستكون لها تأثيرات إيجابية لا سيما أن حصول المسافر على حصته من الدولار يستغرق وقتاً قصيراً".
وتترقب الأسواق المحلية إجراء حكومي جديد لكبح جماح الدولار، كشف عنه مستشار رئيس الوزراء فادي الشمري، أول أمس الجمعة، حيث قال ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني سيعلن هذا الأسبوع عن خدمة مصرفية جديدة لصغار التجار ستؤدي إلى إنخفاض سعر الصرف وتسهل إجراءات عملهم".