خارجية أميركا رداً على دعوات خروجها من العراق: قواتنا باقية
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، بقاء قواتها في العراق، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحمايتهم والمصالح الأميركية في البلاد. هذا الإعلان جاء بعد زيادة التوتر والمطالبات المتصاعدة من بعض الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية ضمن التحالف الحاكم في العراق بالتخلي عن الوجود العسكري الأميركي. وفي هذا السياق، اعتبر زعماء آخرهم زعيم تحالف "الفتح" والقيادي في "الإطار التنسيقي"، هادي العامري، استهداف القوات الأميركية في القواعد العسكرية "أمرا طبيعيا"، في ظل الدعم الأميركي لإسرائيل في حربها ضد "حماس".
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في حديث لقناة "رووداو"، العراقية الكردية، إلى أن تواجد القوات الأمركية في العراق سيستمر بهدف منع عودة تنظيم "داعش". وأكد أن مكافحة "داعش" تبقى من أولويات الولايات المتحدة في المنطقة.
ميلر أكد أيضاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن عزم الولايات المتحدة على اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية القوات الأميركية والمصالح الأميركية في جميع أنحاء العالم.
هذا الإعلان يأتي في وقت يعرف فيه المشهد العراقي تصاعد التوترات السياسية والمطالب بخروج القوات الأميركية من البلاد، مع تحركات داخل البرلمان لإصدار قرار بإغلاق السفارة الأميركية في العراق نتيجة لدعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة. وفي ظل هذا السياق، تشهد قواعد عسكرية أميركية في العراق، منها "عين الأسد"، و"حرير"، هجمات مستمرة من قبل طائرات مسيرة وصواريخ الكاتيوشا تستهدف العسكريين الأميركيين.
وفي ظل التوترات المتزايدة والضغوط السياسية المتواصلة في العراق بشأن وجود القوات الأميركية، أكد عضو تحالف "الإطار التنسيقي"، علي الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن "مهمتهم تهدف بشكل أساسي إلى إنهاء وجود القوات العسكرية الأجنبية في العراق، وعلى رأسها القوات الأميركية. ورأى أن "العراق ليس بحاجة لهذه القوات بأي سياق"، ويشدد على أن "الضغط السياسي والشعبي مستمر ويتزايد لإنهاء هذا التواجد الاحتلالي".
من ناحية أخرى، أشار الباحث في الشأن السياسي العراقي، عصام الفيلي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "القيادات التي تدعو إلى سحب القوات الأميركية وإغلاق السفارة الأميركية في العراق، مثل هادي العامري ومقتدى الصدر، يعلمون تمامًا صعوبة تنفيذ تلك المطالب، خاصة أن القوات الأميركية تتواجد وفقاً لاتفاقيات مع الحكومة العراقية".
ورأى الفيلي أن "هناك جوانب عملية تتعلق بتطوير وتعزيز القوات الأمنية العراقية تحتاج إلى وجود القوات الأميركية بصفة مستشارين. وأن تغيير هذا التواجد قد يؤثر على الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني في البلاد".
وفي هذا السياق، تُظهر الهجمات المتكررة على القواعد والمصالح الأميركية في العراق تحديات كبيرة تواجهها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خاصة بعد فشل محاولاته في إقناع الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران بوقف تلك الهجمات التي ارتفعت إلى 12 هجوماً بواسطة طائرات مسيرة وصواريخ كاتيوشا، خلال الأسبوعين الماضيين.
واستأنفت الفصائل العراقية المسلحة، في الأيام السابقة، هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد التي تضم جنوداً أميركيين في العراق، في سلسلة هجمات قالت الفصائل إنّها تأتي رداً على مشاركة الولايات المتحدة ودعمها للاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة.